العدوان الأمريكي يستهدف الحزم بالجوف ب15غارة منذ الصباح    مجلس القيادة يؤكد دعم الحكومة لإنهاء التشوهات النقدية ويشدد على انتظام عملها من الداخل    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    إلى رئيس الوزراء الجديد    كيف أصبح السيئ بطلاً؟    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجموعة الأزمات الدولية تحث على تهيئة المناخ للحوار الوطني الشامل
نشر في الاشتراكي نت يوم 04 - 11 - 2012

خلصت"مجموعة الأزمات الدولية" في تقريرها عن المرحلة الانتقالية الذي ركزت فيه "على احتياجات اجتماعية واقتصادية هامة في اليمن لا تزال دون تلبية.وقالت أن على"الوفاق" أن تُظهر وبسرعة تحقيق تقدم ملموس(في المجالات الأمنية، والاقتصادية، والسياسية) لاحتواء ما أسماه التقرير ب"قوة الطرد التي تدفع اليمن إلى التشرذم والانقسام.
المجموعة المتخصصة في مقاربتها وإعدادها البحثي خرجت بمصفوفة تقارير ورؤى ودراسات عن المرحلة الانتقالية في اليمن حللت من خلالها جوهر الصراع بمعطى إستنتاجات مست طبيعة السياسات وتحالفاتها منذرة في رؤيتها المتوقعة لاستمرار الصراعات، والتهديدات التي تتعرض لها المرحلة الانتقالية في اليمن ما لم يكون هناك حلولا سرعة ومعالجات وتمحيص لبؤر التوتر ومنابت الصراع السياسي والجهوي بتعقيداته المختلفة.
وقالت "المجموعة"في سياق الملخص التنفيذي والتوصيات التي أعدتها أنه و"بصرف النظر عن الفوضى التي تميزت بها العملية الانتقالية في اليمن، وبصرف النظر عن أنها لم تنته بعد،"
وأكدت"مجموعة الأزمات" في تقريرها"أن هذه العملية الانتقالية حققت هدفين محوريين: تجنب حرب أهلية كان يمكن أن تكون مدمرة وإجبار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي حكم بلداً فقيراً لأكثر من ثلاثة عقود،على الاستقالة.كما أنها زعزعت أساسات النظام، وفي نفس الوقت وفرّت إمكانية تخيّل قواعد جديدة للعبة. رغم ذلك، فإن هناك الكثير مما لا يزال موضع شك، خصوصاً نطاق التغيير والاتجاه الذي يتخذه."
ولفت تقرير"المجموعة"موضحا أن اليمن شهدت بشكل أساسي لعبة كراسي موسيقي سياسية، حيث تبادل أحد فصائل النخبة الأمكنة مع فصيل آخر لكنهما بقيا في حالة مواجهة.ثمة مكونات هامة من المجتمع اليمني – الحوثيون في الشمال والحراك الجنوبي، وبعض الحركات الشبابية المستقلة – تشعر بالإقصاء وتنظر إلى اتفاق المرحلة الانتقالية بالكثير من التشكك،"إن لم يكن الازدراء.القاعدة وغيرها من المجموعات المسلحة المتشددة تستغل الفراغ الأمني.
وألمح التقرير في السياق إلى أنه "ما تزال هناك احتياجات اجتماعية واقتصادية هامة دون تلبية.وعلى الحكومة الجديدة أن تُظهر وبسرعة تحقيق تقدم ملموس (في المجالات الأمنية، والاقتصادية، والسياسية) لاحتواء قوة الطرد التي تدفع اليمن إلى التشرذم والانقسام،وفي نفس الوقت التواصل مع جميع الأطراف وتحضير المناخ السياسي لحوار وطني شامل.
وتلمس التقرير متعقبا لسياقات وممهدات سياسية للثورة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وبعد أحد عشر شهراً من الاحتجاجات الشعبية،- كما يورد التقرير"وقع صالح مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومجموعة من آليات التنفيذ المرفقة بها.
وقال التقرير"إذا نظرنا إلى المكونات الجوهرية للمبادرة الخليجية نجد أنها تتكون من منح الرئيس السابق حصانة داخلية من الملاحقة القضائية مقابل تنحّيه عن الحكم. أما الوثيقة التنفيذية التي تم التوصل إليها بدعم من الأمم المتحدة فقد أضافت تفاصيل هامة حول آليات خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية وإطارها الزمني.
وشدد التقرير على ذكر"اللجنة العسكرية التي كُلفت بتخفيف حدة التوترات والانقسامات داخل القوات المسلحة، التي كانت قد انقسمت إلى فصائل مؤيدة وفصائل معارضة لصالح خلال الانتفاضة.مشيرا إلى أن "المرحلة الأولى انتهت مع الانتخابات الرئاسية المبكرة، في 21 شباط/فبراير 2012، التي كان فيها هادي مرشح الإجماع الوحيد وبدون منافس.
ووصفت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها حول اليمن واستمرار الصراع في المرحلة الانتقالية البرنامج السياسي لهذه المرحلة بأنه"مثير للإعجاب.إلا أنه مفرط في الطموح.ففي المرحلة الثانية، أُعطي هادي والحكومة سنتين من أجل إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومعالجة قضايا العدالة الانتقالية وإطلاق مؤتمر حوار وطني شامل بهدف مراجعة الدستور قبل الانتخابات الجديدة في شباط/فبراير 2014، إضافة إلى أشياء أخرى. إلا أنه تبين حتى الآن أن النتائج متباينة، حيث أن هناك قصوراً كبيراً في التنفيذ.
وأوردت المجموعة في تقريرها واستنتاجاتها الميدانية بتمحيص وتحليل المعلومة عددا من التوصيات وجهتها مجموعة الأزمات الدولية في شكل برقيات إلى كل من :
إلى القوات المسلحة اليمنية:
1. احترام أوامر الرئيس هادي ووزير الدفاع وتنفيذها بشكل كامل، خصوصاً فيما يتعلق بتدوير المناصب العسكرية، والتقاعد والتعيينات، وعودة جميع القوات العسكرية إلى ثكناتها كما هو محدد في الاتفاق ومن قبل اللجنة العسكرية، ما لم يأمرها وزير الدفاع بغير ذلك .
إلى علي محسن الأحمر وعائلة الأحمر وحلفائهم في الإصلاح:
2. سحب جميع الميليشيات من المناطق الحضرية وسحب القوات من المناطق المحيطة بساحات الاحتجاج كما تنص المبادرة وبأمرٍ من اللجنة العسكرية .
من أجل تحسين الأوضاع السياسية
إلى الحكومة اليمنية:
3. ضمان تطبيق القوانين النافذة،خصوصاً قانون الخدمة المدنية، بشكل صارم خلال المرحلة الانتقالية .
4. المحافظة على مسافة كافية خلال المرحلة الإنتقالية بينها وبين الشخصيات السياسية التي يوجد انقسامٌ حولها مثل الرئيس السابق صالح، وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر .
إلى جميع الموقعين على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وداعميها وعلى آلية التنفيذ:
5. تنفيذ الاتفاق وخصوصاً الحوار الوطني دون شروط مسبقة والامتناع عن إطلاق البيانات الصحفية التحريضية التي تستهدف الخصوم السياسيين .
إلى الرئيس هادي:
6. التشكيل الفوري للجنة التفسير وتمكينها كما ينص الاتفاق .
7. تجنب إلى أقصى حدٍ ممكن التعيينات المناطقية والتواصل بشفافية مع الأطراف المعنية والجمهور بشكل عام حول القضايا المتعلقة بتدوير المناصب المدنية والعسكرية، والتقاعد الإجباري والتعيينات .
إلى حزب المؤتمر الشعبي العام:
8. تجديد الحزب، خصوصاً من خلال :
أ‌. تنظيم انتخابات داخلية لقيادة جديدة؛
ب‌. التواصل مع النشطاء الشباب وتمكينهم داخل جهاز صنع القرار.
إلى أحزاب اللقاء المشترك:
9. تقليص دور الشخصيات التي هناك انقسام حولها مثل حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر خلال المرحلة الانتقالية .
10. فيما يخص الإصلاح، إجراء انتخابات داخلية لتجديد قيادة الحزب، والسماح لأصوات جديدة بالتعبير عن نفسها وتكثيف عمليات التواصل مع أعضاء آخرين في التحالف لضمان القدر الواسع والكافي من المشاورات بشأن القرارات المتعلقة بالعملية الانتقالية وخصوصاً الحوار الوطني .
إلى الرئيس صالح وعائلته:
11. احترام أوامر هادي والسلطة الرئاسية والالتزام بها بشكل كامل .
12. السماح بإجراء إصلاحات داخلية للمؤتمر الشعبي العام بتشجيع هادي على رئاسة الحزب والقبول بإنتقال صالح إلى دورٍ استشاري.
13. دعم روح المبادرة بالابتعاد عن السياسة ولعب دور أقل بروزاً خلال المرحلة الانتقالية .
إلى علي محسن الأحمر وحميد الأحمر:
14. دعم روح المبادرة وتشجيع المصالحة للعب دور أقل بروزاً في المرحلة الانتقالية، و بالنسبة لعلي محسن، التأكيد على الالتزام غير المشروط بالتقاعد من الجيش عندما يرى هادي ذلك مناسباً .
من أجل ضمان تشميل المجموعات المهمشة
إلى الحكومة اليمنية:
15. القيام بإجراءات بناء الثقة بشكل فوري لضمان المشاركة الحقيقية في الحوار الوطني من قبل مجموعات الشباب المستقلين، والحوثيين والحراك، بما في ذلك وإضافة إلى أشياء أخرى :
أ‌. الإعتذار علناً عن المظالم المرتكبة ضد الحوثيين والحراك؛
ب‌. إطلاق سراح السجناء السياسيين؛
ج. زيادة المساعدات الإنسانية والوصول إلى الأشخاص المهجرين داخلياً في الشمال وفي محافظتي أبين وعدن؛
د. تشكيل وتمكين لجنة لتسوية النزاعات حول الأراضي و/أو لجنة توظيف في الجنوب للتحقيق في المظالم القديمة والتوسط في حلها؛
ه معالجة قضايا العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية بالتحقيق بأعمال العنف المتعلقة بإنتفاضة عام 2011 وتعويض الضحايا، وفي نفس الوقت طمأنة المواطنين إلى أن هذه القضايا ستتم مناقشتها بشكل أوسع في الحوار الوطني.
إلى الأطراف غير الموقعة والتي ترفض المبادرة بما في ذلك بعض جماعات الشباب المستقلين، والحوثيين والحراك:
16. المشاركة في المرحلة التحضيرية للحوار الوطني بالتواصل مع اللجان المشكلة من قبل الحكومة لهذا الغرض والمشاركة فيها في النهاية .
17. الامتناع عن وضع شروط مسبقة على الحوار الوطني وبدلاً من ذلك تقديم مطالب واقعية تهدف إلى تحسين المناخ السياسي؛
من أجل الحصول على أقصى دعم دولي ممكن للمرحلة الإنتقالية في اليمن
إلى اللاعبين الدوليين الداعمين للمبادرة الخليجية وآليات التنفيذ (بما في ذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون الخليجي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وألمانيا، وهولندا، وتركيا واليابان):
18. الاستمرار بدعم جهود الحكومة اليمنية لتنفيذ الاتفاق وذلك بتقديم الدعم التقني، والدبلوماسي والمالي وضمان استمرار الأمم المتحدة بلعب دور قيادي في تيسير الحوار الوطني .
19. تجنب الوقوف إلى جانب أحد الأطراف في النزاعات المحلية السياسية أو الظهور بمظهر من يقف إلى جانب أحد الأطراف، خصوصاً من خلال :
أ‌. التعبير عن الاستعداد للتحدث إلى جميع الأطراف؛
ب‌. تحديد أي طرف موقِّع على الاتفاق ولا يلتزم به وانتقاد هذا الطرف؛
ج‌. تشجيع تنفيذ عمليات الإشراف المحلية من خلال الضغط باتجاه تشكيل لجنة تفسير وتشجيع المجتمع المدني والمنظمات الشبابية للعب دور رقابي.
إلى الحكومة الإيرانية:
20. دعم الحوار الوطني المدعوم من قبل الأمم المتحدة لتسوية التحديات السياسية القائمة في صعدة والجنوب وتشجيع الحوثيين والحراك على المشاركة .
ونورد هنا بعض أو جوهر ما جاء في تقرير المجموعة :
"رغم حدوث تغييرات كثيرة، إلا أن أموراً عديدة ما تزال كما هي. إذا بدأنا بالأكثر أهمية نرى بأن الاتفاق فشل في تسوية الصراع الذي اتخذ طابعاً شخصياً بين صالح وعائلته من جهة، والفريق علي محسن الأحمر وعائلة الأحمر القوية من جهة أخرى. مع سعي المعسكرين لحماية مصالحهما وتقويض خصومهما، فإن خطوط المواجهة بينهما تغيرت لكن الطبيعة الجوهرية لهذا الصراع أو هوية اللاعبين الرئيسيين فيه لم تتغير. وعلى نحو مماثل، فإن الاقتصاد السياسي المبني على الفساد ظل قائماً دون تغيير على الإطلاق. تحتفظ نفس العائلات بالسيطرة على معظم موارد البلاد وتستمر في الاعتماد على شبكات المحسوبية والرعاية وتسيطر على عملية صنع القرار في الحكومة، والجيش والأحزاب السياسية.
بالنسبة للنشطاء المستقلين المصابين بالإحباط، فإن الصراع على القمة لا يعدو كونه مناوشات سياسية بين معسكرين سيطرا على البلاد منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً، وإعادة خلط الأوراق السياسية بشكل ألحق الضرر بحزب المؤتمر الشعبي العام وساعد أحزاب اللقاء المشترك. ينطوي هذا على مضامين خطيرة على مستوى السياسات. بينما يتنازع السياسيون في صنعاء، فإن ثمة مشاكل وطنية مُلحّة تبقى دون حل. لقد ساءت الظروف الإنسانية بشكل هائل منذ الانتفاضة، حيث ارتفعت مستويات الجوع وسوء التغذية بمعدلات مرعبة. وقد أفضت سنة من الاضطرابات السياسية إلى حالات نقص حاد في السلع الأساسية؛ ورفعت بشكل خطير معدلات الفقر والبطالة المرتفعة أصلاً؛ وأدت فعلياً إلى شل النشاط الاقتصادي.
ما يزال الجيش منقسماً، حيث لا يخضع القادة المتصارعون خضوعاً كافياً لسلطة الرئيس. وما تزال الفصائل المسلحة والمجموعات القبلية الموالية لصالح، وعلي محسن الأحمر وعائلته في العاصمة؛ أما في أماكن أخرى فالأوضاع أسوأ بكثير. إن سيطرة الحكومة على المناطق البعيدة، والتي كانت رمزية أصلاً قبل الانتفاضة، قد تقلصت بشكل حاد منذ ذلك الحين. في الشمال، وسع الحوثيون سيطرتهم على المناطق بشكل واسع. وفي الجنوب، ما يزال على الحكومة أن تواجه تحديات الحراك والجماعات المسلحة المرتبطة به. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو انتشار أنصار الشريعة، وهم مزيجٌ غير واضح المعالم يتكون من مقاتلي القاعدة ومقاتلين محليين يبدو العديد منهم مدفوعين بالمكاسب الاقتصادية أكثر منهم مدفوعين بالقناعة العقائدية. الحكومة، التي تقاتل إلى جانب لجان شعبية محلية، أعادت فرض سيطرتها على مناطق في الجنوب، إلا أن معركتها مع القاعدة لم تنته بعد.
رغم ذلك، ورغم هذه الأزمات المتعددة، فإن الممارسات والمنافسات الحزبية تستمر في العاصمة. الحكومة الجديدة، العالقة بين الاقتتال الداخلي والافتقار إلى القدرات، لم تحدد بعد رؤيتها السياسية والاقتصادية للمرحلة الانتقالية. الأكثر من ذلك، فإنها لم تفعل شيئاً لإشراك المجموعات التي هُمشت لوقت طويل وما زالت تتبع مقاربة مركزية تقتصر إلى حد بعيد على صنعاء. يشعر الإصلاحيون بالقلق من أن المصالح الخاصة في المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك على حدٍ سواء تسعى للمحافظة على دولة شديدة المركزية فاسدة تُحابي القادة القبليين الشماليين والإسلاميين ، مما يُسهم في تعميق الانقسامات بين الشمال وباقي أنحاء البلاد.
إجبار صالح على التنحي بشكل سلمي عن الرئاسة كان صعباً بما يكفي؛ لكن تنفيذ الجزء المتبقي من الاتفاق سيكون أصعب من ذلك. إن تحييد الأطراف التي يمكن أن تفسد الاتفاق – النخب المتنافسة المرتبطة بالنظام القديم وكذلك الأجهزة العسكرية/الأمنية المنقسمة – يعتبر أولوية. لا يمكن فعل ذلك بشكل فج وسريع أو بطريقة تُحابي طرفاً على حساب طرفٍ آخر، خشية أن يؤدي ذلك إلى مقاومة عنيفة من الطرف الخاسر. بدلاً من ذلك، على هادي أن يقوم بعملية تدريجية لإزالة أو تدوير القادة الأقوياء بطريقة متوازنة سياسياً وإنهاء سيطرتهم على وحدات عسكرية بعينها، وفي نفس الوقت إجبارهم على إظهار الاحترام للتراتبية العسكرية تحت سيطرة الرئيس ووزير الدفاع. وبطريقة مماثلة، ينبغي الحد من نفوذ الأحزاب السياسية القوية ومجموعات المصالح بطريقة تضمن ألا يجد طرفٌ بعينه نفسه منفرداً بالسيطرة على العملية الانتقالية. الأمر الذي يوازي ذلك أهمية هو أن يكون الحوار الوطني شاملاً إلى أقصى درجة ممكنة مما يتطلب إجراءات فورية لبناء ثقة وجهوداً مستمرة في التواصل مع الجماعات المُهمشة: الشباب، والحوثيين والحراك.
كما يعاني التنفيذ من افتقاره بشكل عامل للشفافية. ليس هناك أي جهة – لا الحكومة، ولا البرلمان ولا اللجنة العسكرية – تحتفظ بسجلّ يمكنه أن يُلقي الضوء على من ينتهك الاتفاق وكيف. كما أن هادي لم يشكل لجنة تفسير الاتفاق، رغم أن تشكيلها التزام على الحكومة، ورغم أن مشاركتها ستكون مفيدة في تسوية النزاعات حول معنى المبادرة وآليات تنفيذها.
تنطوي التسوية السياسية على مثالب عديدة. لقد كانت تسوية بين النُخب أقصت المحتجين الأصليين والمكونات المهمشة. أخفقت في معالجة قضايا العدالة بشكل كافٍ وأبقت في السلطة قادة وأحزاب مسؤولة على الأقل جزئياً عن مشاكل البلاد. إلا أنها، في الحد الأدنى، توفر فرصة لمستقبل مختلف. إذا أخفق السياسيون في صنعاء في حل، أو على الأقل احتواء، المواجهة الدائرة بين النُخب والتحرك إلى الأمام بحوارٍ شامل، فإن البلاد تخاطر بالتعرض لمزيد من العنف والانقسام. لقد تحاشى اليمن طويلاً اتخاذ القرارات الحاسمة.لا ينبغي له أن يستمر بالهرب."
صنعاء/بروكسل، 3 تموز/يوليو 2012 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.