ثمة ظاهرة جديدة بدأت تطل برأسها في بريطانيا وتثير قلق المسؤولين في بلد يتولى زمام الأمور فيه ائتلاف حكومي يقوده حزب المحافظين. الظاهرة الجديدة تتمثل في الارتفاع الهائل في أعداد مدمني القمار على شبكة الإنترنت حتى إن حجم الأموال المتداولة فيه يقترب من حاجز ملياريْ جنيه إسترليني (ما يربو على ثلاثة مليارات دولار أميركي). وتحذر صحيفة "إندبندنت" من أن عدد المدمنين مرشح للارتفاع أكثر في وقت تسعى فيه مكاتب المراهنات لإغواء مزيد من المقامرين. وتكشف أدلة جديدة أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر إدمان لعب الميسر على الإنترنت ناهز المليون، بينما تضاعفت أعداد المدمنين حقاً في ست سنوات لتصل إلى نحو 500 ألف شخص. ويعكف مجلس العموم البريطاني (البرلمان) على استصدار تشريع من شأنه أن يحد من هذه الظاهرة، حيث تتنافس شركات الإنترنت على نيل الحصة الكبرى من السوق عبر الإعلانات والعروض الخاصة. ومن أهم الآليات التي تتبعها هذه الشركات -التي حقق بعضها نموا هائلا منذ أن أطلقت حكومة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير القمار الإلكتروني من عقاله- استقطاب زبائن جدد من الطبقة المتوسطة والنساء. ومن التجليات السالبة لهذه الظاهرة أن فتى في بداية العقد الثالث من عمره من بلدة تشيلتنهام بإنجلترا أُودع السجن لمدة 18 شهرا لإدانته بالسرقة التي لجأ إليها لكي يسدد ديونا تكبدها جراء لعبه الميسر على الإنترنت. وقالت د. هنرييتا باودن جونز -مؤسسة ومديرة عيادة علاج إدمان القمار- إن مزيدا من النساء يمارسن حاليا لعب القمار أكثر من أي وقت مضى، وإن انتشار القمار الإلكتروني ساهم في جلبه إلى المنازل بعد أن كان نشاطا يهيمن عليه الذكور. ووصف عضو البرلمان عن حزب العمال كلفين هوبكينز إدمان القمار بأنه يضاهي في خطره الإدمان على تعاطي الكحول. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يناهز تسعة ملايين بريطاني سيلعبون الميسر على الإنترنت هذا العام. ويعرب بعض نواب البرلمان عن قلقهم من أن سن التشريع المقترح يجيء متأخرا للغاية ولن يحد من الظاهرة. المصدر "إندبندنت "