أظهرت دراسة طبية أجرتها جامعة مينسوتا الأمريكية أن جرعة يومية من دواء يدعي (نالميفين)، غالباً ما يستخدم في علاج الإدمان علي الخمر، قادرة علي الحد من اندفاع البعض نحو المقامرة. وقال رئيس تحرير مجلة الأمراض النفسية الأمريكية التي تنشر الدارسة في عددها الصادر خلال هذا الشهر أنها تأتي في وقت اتسعت فيه ظاهرة المقامرة في العالم حتي غدت فيه ممارسات مثل المقامرة عبر الانترنت، وشراء بطاقات اللوتو، والمراهنات الرياضية الأخري تقليداً معتاداً و مقبولاً أيضاً. وأضاف أن ما كان يعتقد في السابق بأن المقامرة هي مجرد مشكلة تربوية وأخلاقية لم يعد صحيحا، فالمشكلة حسب الدراسة ليست مجرد نمط من الانحرافات السيكولوجية بل هي مشكلة تتعلق في تفاعلات الدماغ وبالامكان علاجها بنجاح بواسطة الأدوية. وقام الباحثون بدارسة 207 حالة لمرضي يعانون مما يعرف بالمقامرة القسرية في أكثر من 15 مركزا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أظهرت النتائج أن ثلثي المرضي الذين تلقوا علاج (نالميفين) أظهروا تحسنا ملحوظاً خلال أربعة أشهر من العلاج، بينما تخلي معظم الثلث الأخير عن مواصلة البحث بعد أن ظهرت عليهم أعراض دوار أو أعراض جانبية أخري بسبب الدواء. وقال أحد الأطباء الذين ساهموا في الدراسة أن المشكلة مع المدمنين علي القمار انه نادراً ما يقتنعون بأنهم في ورطة. ويعترف طبيب آخر شارك في الدراسة بأن المقامرة بحد ذاتها مسألة مشوقة ولكنها تقود في معظم الأحيان الي نهايات غير مشوقة كالإفلاس وارتكاب الجرائم ومن ثم قضاء ما تبقي من العمر في السجن، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية الأخري مثل الطلاق والتشرد وما شابه ذلك. ويقوم العقار المذكور بالتدخل في عمل الدوائر الافيونية في الدماغ المسؤولة عن توليد الرغبة الجامحة والإثارة لدي الإنسان، كما تؤثر بصورة غير مباشرة علي النظام التخديري في الدماغ الذي يسيطر علي مشاعر الرضي لدي الإنسان، حيث أكد العديد من المرضي الذين خضعوا للعلاج وتلقوا الدواء بأنهم لم يعد يشعروا بتلك الإثارة التي كانت تعتريهم عند المقامرة. وخلص الطبيب المشرف علي البحث في الدراسة الي القول أنه حتي في حالة نجاح الدواء فأنه لن يكون عصاً سحرية لمعالجة المشكلة ما لم تصحبه توعية مستمرة بمخاطر المقامرة وآثارها الاجتماعية المدمرة.