حيث يقيم الجرحى اعتصامهم أمام مجلس الوزراء بالعاصمة صنعاء، التقت بأصغر المتضامنين معهم، وهي فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات، وتدعى "رؤى علي طالب" تحضر بشكل شبه يومي مع والدتها المعتصمة هناك منذ 30 يناير الماضي. رؤى التي تقول إنها نامت بجوار الجرحى 3 أيام، انضمت لها مساء أمس الأول أختها الصغرى "آلاء"، ونامتا هناك مع والداتهما بين البرد حتى صباح أمس الجمعة. وفيما تصر "آلاء" الصغيرة في حديثها معنا أن عمرها 4 سنوات؛ تدخل بمشادة كلامية مع أختها الكبيرة "رؤى" التي تقول إنها تبلغ من العمر 5 سنوات، وأنها لم تدخل المدرسة بعد. وعند سؤالنا آلاء عن سر تواجدها بين المعتصمين، وكم الأيام التي قد حضرتها ونا متها هناك منذ بدء الاعتصام؛ قالت: "نمت هنا خيرات، وأنا أجي كل يوم علشان الثورة"، وعن سؤالنا لها عن ما هي الثورة، ردت آلاء: "الثورة حالية وقمر، وأنا أشوفها في الساحة". لكن أختها الكبيرة "رؤى" التي تدرس في الصف الرابع ومتفوقة في دراستها بحيث تسجل المرتبة الأولى في كل سنة بين زميلاتها في المدرسة؛ فهي تحضر إلى ساحة مجلس الوزراء بشكل شبه يومي للتضامن مع الجرحى المعتصمين هناك. وقالت رؤى: "أنا معتصمة هنا علشان الجرحى يسافروا بهم الخارج يتعالجوا، لأنهم مصابين برصاص ومعاقين، وما فيش احد يوقف معهم، والدولة لم تعالجهم لأنهم ثوار من صدق، وتشتي تخليهم يموتوا". وإذ هاجمت الطفلة "رؤى" الحكومة واصفة إياها بأنها "ليست حكومة ثوار، وإنما هي حكومة ظلم وفساد"، طالبت بأن يتم نقل الجرحى للخارج للعلاج، وتحقيق أحلام الأطفال، وبناء يمن جديد؛ واستدركت رؤى حديثها ب" أيواه.. ونشتيهم يهيكلوا الجيش، علشان هو يحمي الرئيس والنائب بس، وما يحميش الناس الثانيين". سألنا رؤى كيف تنام الليل بين البرد، في الاعتصام، فأوضحت أنها متعودة على البرد، وسبق لها أن اعتصمت 3 أيام بلياليهن أمام دار الرئاسة في ميدان السبعين عندما تم محاصرتها هي وأمها وشباب مسيرة الحياة الثانية هناك. وقالت رؤى: "أنا قدني متعودة على البرد من يوم ما حصلي بالسبعين، وجلسنا هاناك 3 أيام أنا وأمي، والعسكر منعوا أحد يدخلوا لنا البطانيات والماء والأكل والعلاج". وأضافت: " في العشي اليوم الثالث جو ضربونا بالرصاص والغازات، وكانوا يخرجوا العصي من الكيس جداد، وكسروا السيارة ونحن داخلها، وبعدا سحبونا ونحن والسيارة وقدي مكسرة، بونش، وخرجونا بمدري أيش من شارع وحققوا معنا". صحيح أن رؤى علي أبو طالب، مازالت طفلة، لكنها حادة الذكاء ولديها روح تهكمية ساخرة؛ أمس ونحن نتجول معها في ساحة مجلس الوزراء، أشارة بيدها نحو حديقة الإذاعة التي كنا قد اقتربنا منها، وعلقت بتعجب قائلة: "قالوا هذي حديقة؟!". وتواصل وهي تضحك: "رحت أول نشتي نلعب أنا واختي وهي مغلقة، واتخاوصنا عليها من بين الشبك وما فيهاش ولا حاجة؛ فيها شجر وطحسيسة بس"، وتواصل الضحك بسخرية.