قال عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والمستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، إن الحكومة مع مطالب ابناء مأرب لكن تيار حقيقي يقف وراء عمليات التخريب التي تطال انابيب الكهرباء وأبراج الكهرباء. وأوضح الصراري، في تصريح لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، أن الحكومة اليمنية مع كافة المطالب الخدمية والإنسانية في عموم الوطن بما في ذلك مأرب وان هناك توجها لحل كافة الاشكاليات. واضاف " لكن المطالب المشروعة لا يجب ان تطالب بطرق غير مشروعة وتدمير المشاريع الوطنية "، وتابع " تبرير الاعمال التخريبية بالمطالب غير منطقي ولا يجب القبول به". وأكد الصراري أن ابناء مأرب ليسوا جميعا وراء اعمال التخريب، فقط قوى معينة وتيار حقيقي يريد خلق حالة من القلق ونتيجة الشعور بالفشل للتسوية السياسية. وتابع " الاعمال التخريبية لا تعبر عن المطالب المشروعة ". وعن تبريرات الحكومة وتحججها دائما بالنظام السابق، قال الصراري إن الفكرة صحيحة ولا ينبغي تعليق اعمال الحكومة على الاوضاع السابقة، لكن تواجه الحكومة تيارا حقيقيا موجودا لم يتخلى عن اوهام السلطة يريد افشالها. وأكد مستشار الحكومة اليمنية ان هناك عملا بالتوازي لمعالجة اعمال التخريب التي تطال المشاريع الحيوية ، حيث سيتم مواجهتها بالقوة القانونية. وتغرق العاصمة اليمنية وعدة مدن أخرى في الظلام لليوم الثالث على التوالي أيام نتيجة الاعتداءات المتكررة على أبراج نقل الطاقة الكهربائية من قبل جماعات قبلية مسلحة في محافظة مأرب (170 كم) شرق صنعاء. وتحتضن محافظة مأرباليمنية أكبر حقول انتاج النفط اليمني بما يعادل 70 بالمائة، كما تقع فيها محطة "مأرب الغازية" أكبر محطة توليد كهربائي في اليمن، وتعد مأرب إحدى المحافظات اليمنية ذات الطبيعة القبلية المسلحة. وتعاني المحافظة من ارتفاع معدل الجهل بين ابناءها، وتفتقر هذه المحافظة الغنية بالثروة النفطية إلى المشاريع التنموية والخدمية. انابيب النفط الرئيسة التي تضخ النفط الخام من حقول المحافظة إلى ميناء التصدير في رأس عيسى في البحر الاحمر إلى الغرب اليمن ي" وكذا انابيب الغاز التي تصل حقول الغاز في صافر بمحطة بلحاف لتسييل الغاز المسال في شبوة شرقا، هي الأخرى لم تسلم من أعمال تفجير مستمرة. ومنذ مطلع مارس الجاري سجلت اربع عمليات تفجير بحق انبوب النفط الرئيس، وما تزال حتى اليوم عملية ضخ النفط متوقفة، وتتكبد اليمن يوميا حوالي 15 مليون دولار نتيجة التوقف. وفي السياق ذاته، قال الزعيم القبلي صالح الضما احد شيوخ قبائل منطقة صرواح بمحافظة مأرباليمنية إن هناك مطالب لدى ابناء مأرب لا تستجيب لها الدولة ولذلك يلجأ المواطن إلى مثل هذه الاعمال. وأوضح الضما، ل "شينخوا"، أن الدولة تتعامل مع أبناء مأرب بالتهميش وان حالة احباط كبيرة يعيشها ابناء مأرب نتيجة عدم استجابة الحكومة لمطالبهم، مشيراً إلى أن " هناك مطالب وحقوق مسلوبة يجب على الدولة الالتزام والوفاء بها حتى تضمن ايقاف عمليات التخريب التي تطال انابيب النفط وأبراج الكهرباء في مناطق متعددة من المحافظة". وتابع " هذه الاعمال غير مبررة ومرفوضة لكنها هي الحل الوحيد امام المواطن الذي ليس له أي سبيل لأخذ حقه من الدولة". وأشار الزعيم القبلي إلى أن الحكومة شكلت لجنة للنظر في قضايا المواطنين في مأرب إلا ان اللجنة لم تلتزم ولم تقوم بمهامها وحدثت اخطأ كبيرة تسببت في تصاعد اعمال التخريب. وأكد الضما انهم على استعداد للتعاون مع الدولة في حال انصفت المواطن واستعادت كافة الحقوق المسلوبة للمواطنين. وتسائل قائلا " كيف تمر في مناطقنا انابيب النفط ونحن بحاجة إلى خيرها .. فليس لدينا مستشفيات ولا طرق ولا جامعات ولا منشآت تعليمية وغيرها من الخدمات؟" وواصل قائلا " خطوط الكهرباء تمر فوق رؤوسنا الى صنعاء والحديدة ومدن اخرى ونحن نعيش في الظلام "، لافتا إلى أن " المواطن المأربي يشعر بإحباط كبير لذلك يلجأ الى الانتقام ". واشار الى ان اضرارا كبيرة تلحق بالأطفال والمزارع نتيجة اعمال تفجير انابيب النفط في مناطق قريبة من السكان في مأرب. ودعا الزعيم القبلي صالح الضما الحكومة اليمنية إلى ان تتعامل بالعدالة مع كافة فئات المجتمع اليمني وان تبسط بعد ذلك نفوذها لإيقاف أي عبث بالمشاريع العامة. بدورها، حملت الناشطة اليمنية توكل كرمان ، الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011، على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك" فشل الحكومة في حماية ابراج الكهرباء.