أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    وقفتان مسلحتان في مديرية الصافية استمراراً لنُصرة الشعب الفلسطيني    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بيانًا هامًا    مجلس القضاء: المطالبة بتحسين الأوضاع ليس مبررا لتعطيل العمل بالمحاكم    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    وزير التجارة يكشف في حوار مع "الصحوة" إجراءات إنعاش الريال ويعلن عن حدث اقتصادي مرتقب    القوائم النهائية للمرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025    قبيل مشاركته بكأس الخليج.. التعديلات الجديدة في قانون التحكيم الرياضي بمحاضرة توعوية لمنتخب الشباب    ترتيبات لاقامة مهرجان زراعي في اب    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    البخيتي يحذر من صراع عربي - عربي .. هذه اولى حلقاته!    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    مجموعة تجارية خاصة جدا يجب أن تكون معاملتها وفقا لأحكام القانون    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    حتى لا يحتضر السياسي الاعلى كما احتضر البرلمان    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    محاضرات قانونية بالعاصمة عدن لتعزيز وعي منتسبي الحزام الأمني    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    سون نجم توتنهام يصبح أغلى صفقة في الدوري الأميركي    خسارة موريتانيا في الوقت القاتل تمنح تنزانيا الصدارة    آسيوية السلة تغيّر مخططات لمى    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تنعيان الشيخ محسن عطيفة    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    صحيفة بريطانية : إجراءات حكومية جريئة وراء التعافي المفاجئ للعملة اليمنية    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    بسبب خلافات على الجبايات.. قيادي حوثي يقتحم صندوق النظافة في إب    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطيع دماج: ينبغي تحويل التعاطف مع الحوار الوطني إلى توجه لتشكيل الدولة الضامنة لمصالح الشعب
نشر في الاشتراكي نت يوم 06 - 04 - 2013

دعا عضو مؤتمر الحوار الوطني عن الحزب الاشتراكي اليمني مطيع دماج إل تحويل التعاطف الشعبي مع الحوار الى وعي يمضي بمؤتمر الحوار الوطني نحو اعادة تشكيل الدولةاليمنية وصياغة الحقوق والحرياتالمتمحورة حول مصالح الشعب اليمني.
وشدد دماج في مقابلة صحفية على أهمية إشراك المجتمع اليمني في نزع بؤر التوترمن خلال ثقته بالعمليةالسياسية ووعيه بمخاطر فشل مؤتمر الحوار الوطني الذي من شانه إن يعيد مقاليد الحسم إلىأيادي مراكز القوى.
وتحدث دماج عن حرص الحزب الاشتراكي على الحوار لمعالجة قضايا البلد، وعن رؤيته للفيدرالية، وقضايا عديدة تضمنتها المقابلة الصحفية.
التقاه: سام أبو اصبع
ليست أنظار اليمنيين وحدها اليوم من تتجه صوب مؤتمر الحوار الوطني الشامل بل تتشارك عقولهم وقلوبهم ذلك التوجه المتوجس والمفخخ ماذا لو فشل مؤتمر الحوار الوطني سؤال يضيف سببا جديد اً يضاف إلى قائمة طويلة تغذي حياة اليمني بأسباب كثيرة للقلق خصوصا في ظل هذا الانفصام القائم اليوم بين الشرعية السياسية والقوه؟
اولا من المهم اخذ الحوار الوطني ضمن المشهد الوطني السياسي العام وعدم التعامل معه كجزئيةمعزولة عن الواقع الموجود وهذا المشهد يمكن اختزاله في سلطه تآكلتويتآكل قدر كبير من قوتها ومن مشروعيتها، هناك مناطق بأكملها لم تعد تخضع لهذه الدولة بقوة السلاح في بعض المناطق و مناطق اخرى لم تعد الدولةفيها تعبر عن مصالح الناس ولذا هم يبحثون عن خلاصاتهم خارج وبمعزل عن هذه الدولة . مؤتمر الحوار جزء من هذا المشهد وهو مشهد صارت فيه سلطه مراكز القوى والنفوذ واصحاب الاموال واصحاب العلاقات مع القوى النافذةإقليميا ودوليا أكبر الى حد ما من قدرة الدولة على استعادة كامل حقها في الإدارة وفي الحكم وفي ممارسه سلطتها وسيادتها في المقابل ما حصل في المبادرةالخليجية و ما حصل في فعل الثورة كان يكشف بالأساس عن حالة عجز كامله في الطبقةالسياسيةالسائدة دفعت المجتمع والشعب للتدخل بعد ما صارت الدولة لا تعكس الحد الأدنمن مصالح الناس لكن هذا الخروج الهائل للشعب اليمني لم يكن فقط رفضا للجهاز السياسي للدولة ولكنها ايضا رفضا للتحالفات الحاكمة التي اعادت صياغه الدولة حول مصالحها ووجد الناس انفسهم خارج المصالح التي تنتجهاالدولةاليمنية. ، كما يكشف ايضا عنتوزان القوى وعدم قدرة احد الاطراف على الحسم وهذا دفع المجتمع الدولي للتدخل في اليمن وكانت المبادرةالخليجية في الاساس تعبير عن عجز اليمنيين على حل مشاكلهم وقضاياهم الداخلية ،كما كان التدخل الدولي يكشف في الاساس عن مصالح المجتمع الدولي في هذه المنطقةوبالتأكيد لن تكون هي نفسها مصالح المواطن اليمني وان كانت الى حد ما تتقاطع مع مصالحه في هذه الفترة من التاريخ بمعني انه حاله الفوضى تشكل خطرا على المجتمع الدولي والاقليميمثلما هي تشكل خطرا على المجتمع اليمني ، اما شكلالدولة وطبيعة العلاقة بين المواطنين والدولة لا تعني المجتمع الدولي والاقليمي ولكنها اسالإشكالية التي دفعت الناس للخروج والقيام بفعل ثوري لذلك من المهم ان نفرق بين المشكلةالسياسية التي اوصلت النخب السياسية الى حالة تصادم واشتباك وبين المشكلة الاجتماعية التي دفعت الشعب للخروج الى الشوارع والقيام بثوره ذات طابع اجتماعي وشعبي وبطولي.. اليوم عندما نتحدث عن مؤتمر الحوار الوطني نتحدث عن إمكانية حل أزمات اليمنيين ليس من خلال تسويةالإشكاليةالقائمة بين النخب السياسية ولكن من خلال تلبيتها للاحتياجاتالاجتماعية لمعظم أبناء الشعب بالمقابل هناك مراكز قوى ونفوذ ترى في مؤتمر الحوار الوطني عبئا ولذلك تنتج كل يوم أسباب فشل مؤتمر الحوار بينما الشعب الذي لا يمتلك المليشيات ولا يمتلك المال لديه مصلحه حقيقة وواقعية ،حتى عندما لايعي ذلك، في إنتاج الحل من خلال جهاز الدولة. اليوم الحلول خارج مؤتمر الحوار الوطني هي حلول أصحاب الخياراتالقائمة على النفوذ والمال والقوه والتحالفات الاقليمية والدولية. المجتمع اليمني اليوم هوجزء من حالة التوتير العام بمعني ليس هناك حالة وعي بطبيعة المصالح المباشرة للناس لذلك تم توريطهم في صراعات ونزاعات ما قبل وطنيه نزاعات طائفية ومذهبية وجهوية وفي الأخير كل التعابير الطائفيةوالمذهبيةوالجهوية تعكس مصالح طبقه سائدةومسيطرةولا تعكس حاله من التساوي بين الأفراد داخل الأشكالالقبلية والجهوية والمذهبية.. تعويل الناس على مؤتمر الحوار الوطني هوتعويل عاطفي لتفادي الحرب وينبغي تحويل هذا التعاطف الشعبي هذا الأمل الشعبي الى وعي يجعل مؤتمر الحوار الوطني يسير في مسارين مسار اعادة تشكيل الدولةاليمنية وصياغة الحقوق والحرياتمتمحورة في الأساس حول مصالح الشعب اليمني وبما يستوعب الشرائح الأوسع من الناس والمسار الثاني إشراك المجتمع اليمني في نزع بؤر التوترمن خلال ثقته بالعمليةالسياسية ووعيه بمخاطر فشل مؤتمر الحوار الوطني الذي من شانه إن يعيد مقاليد الحسم إلىأيادي مراكز القوى.
هناك اهتمام شعبي واسع بمؤتمر الحوار الوطني نلمسه لدى رجل الشارع المواطن البسيط وفي المقابل هناك نوع من حملات التيئيس يقودها البعض بوعي او دون وعي ضد مؤتمر الحوار والتشكيك في قدرته على النجاح ماهي قراءتكم لذلك؟
لا يمكن للناس ابدا ان يفكروا خارج مصالحهم المباشرة ووجودهم الاجتماعي..الإشكالية الكبرى ان المجتمعات ذات النسب المرتفعةالأمية،ذات الأنظمةالمستبدة لا تعي طبيعة مصالحها وحالة التيئيس من المؤتمر ينبغي ان تحيل الى امكانية الحل بأدوات اخرى غير ادوات السياسية وغير ادوات الحوار وانا اتفهم ان تعمل القوى التي لديها تصورات وامكانيات الوصول الى تسوية او الحسم بواسطة القوة ان تعمل على تيئيس المجتمع من الحل ضمن حوار سياسي عكس في تركيبته بالفعل مصالح اليمنيين كما ينبغي ان تكون وليس كما هي قائمة اليوم.. حالة التيئيس العامة هي حالة غياب للوعي حالة غياب للقنوات الإعلامية والخطاب القادر على رص الناس وراء مصالحهم المباشرة ،مصالحهم في دولة محكومة بالنظام والقانون ومعبرة عن احتياجاتهمالاقتصادية والاجتماعية والسياسيةوالثقافية. حالة الاحباط العام هي تعبير عن خراب النخبالسياسية والإعلامية التي ماتزال تتعاطي مع الشعب والمجتمع بنفس الطريقةالسابقة وهي طريقه التحشيد وراء شعارات سياسية فضفاضةبعيدة عن مصالح الناس و بمعزل عن الادوات المتاحة للتغيير، وهي ايضا مؤشر على الاحتياج الشديد الى انتاج قنوات للتواصل مع المجتمع والجماهير لتفهم طبيعة ما يحدث في مؤتمر الحوار الوطني وما ينبغي ان ينتج عنه.
باعتقادك اين تكمن قوة الحوار اليوم؟
هناك امتيازان في الحوار الوطني الامتياز الاول ان التركيبة التي اتت بالناس الى داخل الحوار الوطني عكست ما ينبغي ان يكون في اليمن وليس ما هو قائم في واقع اليوم وهو واقع مراكز القوى والنفوذ وغياب الدولة، مؤتمر الحوارتعاطى مع القوى الاجتماعية التي لديها مصالح حقيقية في التحديث ، والتي بحكم وجودها تنتمى الى قوى التغيير ،تعاطى معها بصورة ايجابية ،وعلى الرغم ومن وجود المرأة كقوة معطلة وغائبةالتأثير في مجمل ما يحدث من سياسيات داخل البلاد،الا انها في مؤتمر الحوار مثلت ب30% بحكم وجودها الاجتماعي ،المرأة ذات مصلحه في التغيير ، في تغيير طبيعة النظام السياسي، في تغيير انحيازته وفي تغير بنيه الدولة ايضا نستطيع الحديث عن 20%من القوة الشابة التي لها مصلحه حقيقه في اعادة تعريف الدولة بشكل جديد قادر على استيعابها واعطائها الحق في التطور والامل.
والامتياز الثاني انالتمثيل السياسي للقوى كافة جاء من خلال البنى السياسية الحديثة( الحزب او منظمات المجتمع المدني) الامر الذي ينتصر لهذه الاشكال على حساب الاشكال التقليدية في تركيبة و بنى مؤتمر الحوار(يمكن ملاحظة ان مشائخ القبائل و مشائخ الدين تم تمثيلهم من خلال الاحزاب او المنظمات المدنية في رمزية تهدف الى تجاوز الامتيازات التيتحظى بها هاتان الشريحتان سياسيا في ظل الواقع الذي افرزه الوضع السابق) .
ولكن الحوار ظل محصورا داخل قاعات مؤتمر الحوار والمفروض ان يتحول الى حوار مجتمعي يشارك فيه كافة قوى الشعب ؟
نحن الان نتحدث بعد ثمان جلسات أي بعد ثمانية ايام من انعقاد الحوار وما نلمسه في الشارع من اصداء النقل المباشر لمؤتمر الحوار الوطني هو ان ردود فعل الناس تباينت بينالتفاؤل المفرط وبين اليأس الشديد ولكن في كل الاحوال هي عبرت عن اهتمام اجتماعي وشعبي..في تقديري ان الشعب يتأثر كثيرا بوسائل الاعلام ويتابعها بشغف ليس فقط تعبيرا عن الاهتمام ولكن لان نمط الحياة و الانتاج في اليمن اعاد تنظيم وقت اليمنيين حول شاشات التلفزيون وميكرفونات الاذاعة،المشكلة ان البلاد تفتقر لإعلام الشعب ، فالإعلام الرسمي و الخاص مازال يعبر عن اشكاليه النخب السياسيةوالمالية لليمن والتي تري مصالحها بمعزل عن مصالح المجتمع والناس ولذا نلحظ بعض الميل الى التقليل من قيمة هذا الحوار السياسي ،ربما كنوع منالتعويل على انتاج حلول من خلال تسويات تتم داخل مؤتمر الحوار الوطني بين النخب اومن خلال تسويات يشترك فيها النافذ الاقليمي والدولي..ورغم ان هناك جهدا جيدا لتجاوز ذلك من قبلالقنواتالتلفزيونيةوالإذاعةاليمنية لكن من المهم ان يترافق ذلك مع عمل اعلامي و نزول ميداني وعقد لقاءات مباشرة مع الناس وشرح سياسي لطبيعة ما يحدث في مؤتمر الحوار الوطني وتحويله من حوار قائم بين نخب الى حوار بين ممثلين للشعب ..فاما ان نتحول الى ممثلين للشعب وذلك لا يتحقق الا بطرح قضاياهم ومناقشتها وايجاد قنوات تواصل معهم او نتحول الى فعل اقصاء كامل للناس من خلال تقديمه كمحاولةللإجابة عن المشاكل السياسية للنخب .
في كلمتك امام مؤتمر الحوار الوطني قلت انه من الوهم الاعتقاد اننا نستطيع تغير السياسيات مع الاحتفاظ بنفس التركيبةالسياسية كيف يمكننا اعادة هيكلة المجال السياسي على غير التراتب السياسي القائم الان ؟
التراتب السياسي القائم اليوم كسر في تركيبية الحوار الوطني كما قلت ،فالنساء اليوم اصبحن ثلث مؤتمر الحوار ،اصبحنما يقاربخمسة اضعاف نسبة الحزب الاشتراكي اليمني هذا الحزب العريق صاحب التاريخ الطويل واصبحن في حدود اربعة اضعاف التجمع اليمني للإصلاح الحزب ذو النفوذ الواسع والجماهير الواسعةوالقدرةالتنظيميةالعالية اصبحن تقريبا ضعفي ممثلي المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني، نحن نتكلم اليوم عن تركيبية سياسية جديدة موجودة في مؤتمر الحوار واشعر ان كثيرا من القوى التقليدية لديها تصورات انها تستطيع ان تجعل هذا الحضور شكليا،اما القوى الحديثة داخل مؤتمر الحوار واقصد بها كل القوى صاحبة المصلحة في تشكل دولة مدنية حديثةفعليها ان تحول هذا الحضور من شكلي الى فعال، عليها ان تحول ما كان يرفع في الشعارات في فترة الثورة وفي البرامج السياسيةالسابقةالى منظومة تشريعات يتم تثبيتها في البنيةالدستوريةوالقانونية وعليها انتاج الياتتمكين لكل القوى الضعيفةوالمنتهكة واذا استطعنا استغلال تفوق حضور المجتمع في تركيبة مؤتمر الحوار الوطني لتثبيت هذا التفوق في بنية الدساتير والقوانين فتلك الخطوة الاولي باتجاه تغير التركيبةالسياسية وتوسيع قاعدتها الاجتماعية بحيث تستوعب مصالح الشعب اليمني .
انت تتحدث عن قوى المرأة والشباب وكأنهم مستقلون عن واقع المجتمع وعن تأثيرات احزابهم وتياراتهم السياسية وعن توجهاتهم المجتمعية كيف نعول على هذه القوة وهي منقسمه واتية من مشارب ورؤىمختلفة ؟
منذ اللحظة الاولى في هذا اللقاءاكدت على اهمية رؤية مؤتمر الحوار الوطني كجزءمن مشهد سياسي ووطني عام وليس بمعزل عنه، نحن نتحدث اليوم عن حالةأنتجتفرزا واستقطابا سياسيا عاليين في المجتمع، وتكادكل القوى التي اتت الى المؤتمر تقع ضمن هذا الفرز السياسي والاستقطاب ،لكن في المقابل هناك قضايا اجتماعية حقيقية بالعمل عليها يمكن نقل الفرز من مستواه السياسي-الفكري الى مستواه الاجتماعي-الوطني بمعني ان المرأة لديها قضية اجتماعية تخد م كل امرأة موجودة في أي حزب في الاشتراكي ، في الاصلاح ، في المؤتمر ،في أنصار الله ، في الحراك ، في المستقلين اوفي بقيه الاحزاب هناك قضية اجتماعية قادرة على توحيد كل النساء وراء هم مشترك واذا امكن لهذه الشريحة الاكثار اضطهاداً في البلاد ان تتحررفذلك يعني تحرير المجتمع برمته من حالة الاضطهاد العام .العمل اليوم ليس سهلا لكن التعويل على هذا الحضور الكثيف للمرأة، وعلى الحضور الكثيف للشباب مع ادراك ان وجودهم في المجتمع يعكس مصالحهم الحقيقية وهي بلا شك تنتمي الى تغيير البنية السياسية للنظام، العمل على ذلك دون محاولة كسر الانتماء السياسي للمرأة او للشباب ،وهو عادة يكون انتماء صلبا، يمكن من خلاله انجاز عملية التغيير...بمعنى ليس لدي مشكلة في ان تكون المرأة عضوة في المؤتمر الشعبي العام اوعضوة في التجمع اليمني للإصلاح، المشكلة الحقيقة هي مع وجودها الشكلي بمعنى انها تحضر دائما لتنفيذ قرارات تنتج في بنية لا تحترمها ولا تعبر عن مصالحها..مؤتمر الحوار يتيحللمرأة-على سبيل المثال- فرصة ان تتحول الي كيان يعرف نفسه ضمن قوة 30% من قوام المؤتمرواذا ما توفر لديها ادراك كامل لمصالحها الاجتماعيةوالسياسيةوالاقتصادية في البلاد فإنها ستساعد على خلق تحالفات وطنية واسعة تعمل على حل مشاكل اليمنيين .
من الواضح من خلال القائمة التي دخلتم بها مؤتمر الحوار الوطني كحزب اشتراكي انكم واضعون كل رهانكم في المؤتمر كيف تقرا بقية قوائم مؤتمر الحوار؟
ربما يكون مصدر قوة الحزب الاشتراكي اليمني وضعفه في الوقت نفسه تعويله الكامل على حل المشكلةالوطنيةوالمشكلةاليمنية من خلال الادوات السياسيةالسلميةوقد انعكس هذا التعويل من خلالوجود ما يقارب 15 عضوا من اعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار ..هؤلاء القادة لديهم التخويل والقدرة على اتخاذ قرارات تصبح ملزمة للحزب الاشتراكي اليمني ولا يستطيع ان يتنصل عنها .كثير من القوى لا تعول بجدية على مؤتمر الحوار الوطني لذا بالفعل مثلت نفسها داخل هذا المؤتمر بمجموعة من الوجوه والاسماءالطيبةوالإيجابية لكنها ليست قادرة على اتخاذ قرارات ملزمةللأشكال التي اتت منها ولا يمكن بأي حال من الأحوال فصل ذلك عن ما يحدث في الواقع منذالبداية، هناك كثير من القوى التي ترى في مؤتمر الحوار الوطني عبئا والتي تعتقد انها قادره على تحصيل امتيازاتها وعلى الحسم اوالوصول الى تسويات خارج مؤتمر الحوار الوطني ،لكن حالة الاجماع الشعبي والدولي على اهمية المشاركة في هذا المؤتمر جعلها غير قادره على التخلي العلني والواضح عن المشاركة في الحوار،بعض القوائم عكست قلة الاكتراث بمؤتمر الحوار الوطني لكن في المقابل يمكن تعويض ذلك من خلال العمل على خلق تأييد شعبي واسع داعم لمؤتمر الحوار .
وهل تعتقد ان هذا ضامن لمخرجات مؤتمر الحوار؟
باعتبار ان الدولة منتقصة السيادة والقوة لا يمكن ان يكون هناك ضامن حقيقي لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الا اولا بتمثل مصالح الشعب اليمني في مخرجات الحوار السياسي وبإقناع الشعب في كل لحظات الحوار بجدوى ما يحدث ،وبتحفيز الشعب ليكون هو الرافعة الحقيقية للحوار، التعويل فقط على القوى الدولية والاقليمية غير كاف باعتبار ان هذه القوى لديها مصالح ربما تتقاطع اليوم مع مصالح الشعب اليمني وتحت مسمى اساسي لا للفوضى في اليمن، لكن التوجهات الاجتماعية و الاقتصادية للدولةلا تعني احدا الا الشعب اليمني ، عندما اتى مجلس الامن الي اليمن كان يعبرعن جدية مصالح المجتمع الدولي في عدم ذهاب اليمن باتجاه الفوضى لكنه لم يعن اطلاقا ان اعضاء مجلس الامن والمجتمع الدولي جزء من ابناء الشعب اليمني لتكون لهم مصالح مباشرة في الطعام والصحة والاستقرار .
ولكن هناك قوى تقليدية قادرة على نسج علاقات مع القوى الخارجية بحيث تستطيع أن تمثل مصالح تلك القوى في ما تريده في اليمن وعلى حساب الدولة بحيث تكون من مصلحة القوى الاقليمية والدولية بقاء قوى التقليد في البلد؟
بالتأكيد ولكن نحن نتحدث اليوم عن ازمة في النخب السياسية اجبرت الشعب اليمني على التدخل والخروج في ثورة شعبية،تغيير وعي الناس بمصالحهم يحيد قوة النخب السياسية، بمعنى لا توجد نخبة سياسية تستطيع ان تقاتل بمعزل عن جماهيرها كل الذي تستطيع عمله ان تعيد صياغة وعي الجماهير بما يخدم مصالحها كنخب .العمل اليوم داخل مؤتمر الحوار الوطني ينبغي ان يترافق مع عمل في المجتمع والشعب لنزع بؤر التوتر ولتحييد وتفكيك خيارات العنف ،و اذا ما وجد الشعب اليمني نفسه قادرا على حل مشاكله من خلال بنية دولة قادمة ومن خلال قرارات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني فان حظوظ النخب التي تمتلك النفوذ والمال والسلاح ستتضاءل ولكنها لن تختفي تماما، تلك مهمة الدولة القادمة، الاشكالية الحقيقة ان 70% من الشعب اليمني موجودون خارج نطاق التأثير الاعلامي المتاح للناسالموجودين في المدن،لذا فان انتاج اليات ايصال الخطاب السياسي الي كل الناس،و ربط الناس بالحوار الوطني وربط مصالحهم ببنية الدولة ،واقناع كافة اليمنيين ان مصالحهم يمكن انتتحقق في بنية الدولة القائمة اليوم هو الضمان الحقيقي لعدم الذهاب باتجاه العنف ،لا يذهب الناس للعنف الا عندما يشعرون ان امكانية التغيير من خلال نظام معين قد انسدت تماما.
بالعودة الي موضوع الحزب الاشتراكي انتم قد طرحتم في شكل الدولة انكم مع دولة اتحادية كي لا تتحول الفيدرالية الي صنم جديد هل تم دراسة هذا الخيار جيد كحل مناسب للحالة اليمنية؟
الحزب الاشتراكي اليمني في خيار الفدرالية كان يتعامل مع حقيقتين في الواقع: حقيقة ان النظام السابق انتج معضلات ذات طابع شعبي واجتماعي واسع جعلت الدولة تفقد سيادتها وشرعيتها وسيطرتهابالقوة في بعض المناطق وفي مناطق اخرى فقدت سيادتها و مشروعيتها بالرفض ..والحقيقةالثانية كان يتعامل مع ان ما فشل في اليمن هي الدولة ..اليوم لا نستطيع ان نحل المشكلة اليمنية بمعالجة وجه واحد فقط من أوجه المعضلة ، بمعنى هناك ازمة في الاقتصاد و ازمة في المجتمع وهناك ازمة في السياسية وهناك أزمة مذهبية ولانستطيع اليوم ان نتعامل مع الحل من منظور او زاوية واحدة . والفدرالية عندما طرحها الحزب الاشتراكي اليمني كانت تنظر لكافة التعقيداتالسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في البلد، بمعنى ان مشاعر الناس و مصالحهم في داخل المناطق ينبغي ان تراعى . لأنك بدون تحقيق رضا الناس عما ينتج من قرارات و حلول ستضاعف من حالة الاحتقان والرفض الحقيقي لمشروعية الدولة ، ولذلك عندما تحدث الحزب الاشتراكي عن الدولة الفدرالية كان يلبي المطالب السياسية والثقافية للناس في كثير من المناطق لكنه ايضا ربط قضية الاقاليم بدراسات اقتصادية واجتماعية وديمغرافية تلبي احتياجات الناس ، بمعنى ان هناك وضعا علميا ينبغي ان يربط الناس بالدولة وضمن مصالحهم في المعيشة والحياة ولكن ينبغي ايضا اخذ حالة الاحتقان والرفض الشعبي العام في الحسبان ، لايمكن ان تأتي الدولة بنفس الصيغة السابقة وتجيب على مشاكل الناس اجابة ذكية، وحقيقة الامر ان الناس يريدون تغييرا حقيقي في بنية الدولة وفي توجهاتها .
ولكن هناك قوى تقليدية تسيطر في بيئتها تماما بشكل تسلطي تدعواليوم الي الفدرالية بأمل إنشاء قطاعاتها الخاصة في محيطها الاجتماعي معتمدة في ذلك على إرث تاريخي لدى مجتمعها ونفوذ وإمكانيات مادية ومعنوية لا تتوفر لغيرها وفي ظل وضع مركزي ضعيف كالذي نعيشه اليوم الا يخشى ان تنزلق البلد نحو التشظي وخصوصا والتاريخ تحكي كثيرا من فتراته اليمن كدويلات منقسمة ومتصارعة؟
الدولة المركزية لم تستطع السيطرة ولا معالجة تعقيدات الواقع اليمني، كل الذي عملته أنها أنتجت أزمات جديدة وفاقمت الازمات السابقة لم يكن هناك مشكلة على مستوى الوحدة السياسية لشعب موحد في بنيته، حتى في أيام وجود دوليتين لكن اليوم على مستوى السياسة والثقافة والمصالح أصبح هناك أزمة قائمة ضمن تصورات شطرية ، لم يكن هناك إشكالية مذهبية في اليمن تم تغذية النزعات المذهبية في اليمن حتى تحول اليمن بالفعل الي بلد يمكن ان تشتعل فيه مشاكل مذهبية وطائفية .اليوم الحديث عن حل لا يمكن ان يأتي بنفس المنطق الذي أنتج الأزمات وعندما وضع الحزب الاشتراكي رؤيته لحل أزمة وفشل الدولة اليمنية كان يستجيب لكل أوجه المعضلة اليمنية هذه المعضلة في أوجهها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. لايمكن التعاطي فقط مع اليمن كتاريخ محض ولايمكن التعاطي مع اليمن كاقتصاد محض ولا كثقافة محضة هناك إشكالية موجودة في الواقع وعلى الحلول أن تتناسب معها، على المواطنين أن يشعروا أن الدولة القادمة تعكس الحد الأدنى من التغيير والحد الادنى من المصلحة وبغير ذلك نحن غير قادرين بالفعل على إيجاد رابط جديد يستطيع اليمنيون ان يعيشوا في ضوئه وفي مشروعيته.
في فقرة من كلمتك أمام مؤتمر الحوار أوردت عبارة انه لا مستقبل في الماضي والسؤال هنا هل بالإمكان فعليا تجاوز العادة السلفية وأفكارها الباحثة عن حلول للمستقبل في الماضي مع ملاحظة أن 80% من المؤتمرين كان حديثهم في الماضي؟
لحظات الاضطهاد الشديد تجعل جرح الأنسان يتحدث بدلا عن عقله. النظام السابق اضطهد الناس بشكل ممنهج طالهم في كل مناحي الحياة حتى تحول الانساناليمني الي شخص يسكن داخل جرحه، اليوم الحديث يدور عن الم الناس والايجابي في الامر ان تلك الالام لم يتم الرد عليها بالغضب ،اما اشكالية البحث عن الحل في الماضي فهي تكاد تطال كل الحركات السياسية الموجودة في اليمن والسبب الاساسي أنها حركات غير اصيلة ، تنزع دائما للمحاكاة، ليس لديها تصورات سياسية عميقة هي لا تبدع لهذا تعتقد أن الحلول التي أنتجت في مجتمعات اخرى يمكن ان تكون مناسبة لحل الأزمة اليمنية، بالنسبة للكثير من القوى الدينية تعتقد ان اللحظة الذهبية موجودة في ماضي البشر لافي مستقبلهم وكذلك بالنسبة للقوى الحداثية ايضا تحاكي شيئا موجودا في الدول الاخرى وبتجاهل كامل لاحتياجات المجتمع وتعقيداته.. الحالة السلفية التي تصم التيارات الدينية واليسارية هي معضلة حقيقية امام ممكنات التغيير . البلد لا ينتج معرفة والأحزاب السياسية لا تنتج معرفة و ليس لديها تقارير عن طبيعة الأزمة الموجودة في كل اليمن ،ليس لديها قراءات دقيقة لاحتياجات الناس لذا تعتقد القوى السياسية أن المشكلة قائمة في السياسة وان الحل قائم في السياسة بينما في الحقيقة ان المشكلة قائمة في المجتمع حتى عندما تكون الحلول في السياسة . ميزة مؤتمر الحوار الوطني انه انتج فرصة حقيقية للتمثيل الشعبي والاجتماعي والعمل على تحويل وعي الناس من وعي سياسي حاد بلا مضاميناجتماعية الى وعي ذي مضامين اجتماعية هو القادر بالفعل على انتاج عقلية جديدة للتفكير وعلى انتاج بنية جديدة للتغيير السياسي، بمعنى ان اليمنيين لا يمكن ان ينتجوا مستقبلهم الا بإنتاج حالة توافق ليست بين النخب السياسية ولكن بين مصالح الناس الواقعية في الشارع.
ما تفسيرك لهذا الانبعاث لهويات محلية مفردة وانعزالية كنا نعتقد بتجاوزها مع سبتمبر واكتوبر من القرن المنصرم؟
ما يحدث هو تعبير عن فشل الدولة القائمة منذ انقلاب نوفمبر في صنعاء في استكمال شعارات واهداف الثورة التي دفعت اليمنيين الي الشوارع وتقديم تضحيات هائلة وهو ايضا فشل الدولة بعد 94م في اتمام عقد الشراكة والشعارات التي رفعتها الوحدة اليمنية وقدمت الوحدة اليمنية كدولة الرفاهية لليمنيين دولة القوة والقانون، دولة العدل والمساواة هذا الفشل والهدر للمشاريع السياسية الكبرى: هدر مشروع ثورة سبتمبر واكتوبر هدر مشروع الوحدة اليمنية هدر مشروع الديمقراطية جعل اليمنيين يعودون للأشكال السابقة التي يعرفونها كنوع من رد الفعل على حالة الاخفاق في تنفيذ كثيرا من الوعود ذات الوقع ، كثير من البشر عندما وجدوا ان الثورة والوحدة والديمقراطية غير قادرة على انقاذ حياتهم لاذوا بعصبياتهم او ذهبوا باتجاه الخلاصات الفردية والنجاة الشخصية .
ولكن كيف لم يستطع ذلك الوجود الكثيف للشعب في الساحات في فبرير2011م من تجاوز مازق الهويات الصغرى المنبعثة؟
كل الاعمال التاريخية الكبرى في القرن العشرين وحتى الان في مطلع القرن الواحد والعشرين انجزت ضمن افق وشعارات وطنية وكانت الوحدة الوطنية والهوية الوطنية الموحدة هي دليل اليمنيين الي لحظات الانجازات القليلة في تاريخهم المعاصر ثورة 26 سبتمبر و ثورة 14 اكتوبر اتت ضمن افق وحدة وطنية استطاع ان يحرر الناس من انتماءاتهم الضيقة وهوياتهم الصغيرة والمعزولة وربطهم بمصلحة وطنية اكبر،فكرة الوحدة وانجازها في 22مايو اتى ايضا ضمن هوية وطنية واسعة وكبيرة، لحظات الثورة الاولى في 2011 ربطت الناس بالنشيد الوطني والعلم الجمهوري واعادت صب الشعب في تصورات الوحدة الوطنية ..الاشكالية الكبرى ان القوى التي لديها مصلحة في دولة الوحدة الوطنية لم تكن منظمة بشكل كامل ولذا حدث إفراغ حالة الحضور الكثيف للشعب ووقوفه وراء مشروعيته بسبب من غياب التنظيم عن القوى الحديثة واقصد بالقوى الحديثة القوى التي لها مصلحة حقيقة في انجاز عملية التغيير، فشلها في تنظيم نفسها وفي تنظيم الناس وراء مصالحهم الحقيقية والواقعية والتي لايمكن ان تتحقق الا ضمن تصورات واسعة هي تصورات الهوية الوطنية الموحدة سمح للقوى التي تشكلت على اسس قبل وطنية انتستعيد زمام المبادرة وتزج الناس في صراعات صغيرة ..في لحظات معينة من الثورة اعتقدت بعض القوى ان الثورة نجحت وانجزتمهمتها، لذا انتجت –اقصد تلك القوى- اشكال عمل وممارسات وظيفتها الوحيدة هي الحد من سقف مساهمة الشعب في استكمال مهام الثورة كمقدمة للحد من سقف استحقاقاته بعد نجاح الثورة.. تلك اللحظات هي من سمحت لقوى القديم ان تستعيد انفاسها وتعيد انتاج نفس طبيعة الصراع السابق.. الجماهير التي كانت موجودة في الساحات كان ينبغي ان تتحول الي قوة فاعلة منتجة للخيارات ومنفذة لها لكن كثير من القوى كانت ترى مصلحتها في وجود الجماهير كقوة ضامنة اومرجحةفي احسن الاحوال..اي تحويل الجماهير الى قوة تستخدم في الاساس لترجيح خيارات سياسية تنتج خارجها.. لم تتحول الجماهير الي جزء اساسي من العملية السياسية فمثلا عندما جاءت المبادرة الخليجية كان امام الثوار واحد من خيارين اما انتاج فعل ثوري يتجاوز واقع المبادرة ويحسم العملية الثورية من خلال الشارع او التحول الي جزء اصيل في المبادرة السياسية جزء لا يمكنابتزازه ولا يمكن الضغط عليهمن القوى الدولية وله مهمة واحدة هي رفع الاستحقاقات الشعبية في المبادرة الخليجية.. شباب الثورة لم يفهموا ان الاشكالية الحقيقية كانت في غياب تنظيمهم الموحد و في عجزهم عن ايجاد قياداتهم الثورية الفعالة وفي عجزهم عن ادراك اهمية الحضور في كل التسويات السياسية كطرف ممثل مصالح القوى الجديدة ومصالح التيارات الشعبية التي انخرطت في فعل الثورة .
برأيك اين تكمن مشكلة القوى الاجتماعية القادرة على أنجاز المشروع الوطني وهل الازمة في التنظيم حد قولك؟
المشكلة الاساسية قائمة في التنظيم ولكن هناك مشكلة لا تقل اهمية قائمة ايضاً في الرؤية السياسية و الاجتماعية .. كل القوى اليسارية و اليمنية ليس لديها تصورات اجتماعية للازمة ولاللحل..ولذا تمارس العمل السياسي بمعزل عن الجماهير المستهدفة من عملية التغيير لديها اما خطاب متعال غير قادرعلى مخاطبة الناس واعادة رصهم وراء مصالحهم وقضاياهم اولديها خطاب نفعي انتهازي يتملق كثيراً وعي الناس ويفكر كثيراً في الربح والتسلق على جراح الاخرين دون تغيير وجودهم او وعيهم اورصهم وراء مصالحهم..هناكاشكالية في الرؤية وفي التنظيم .
اليمن 2011م كيف تنظرون لليمن بعد هذا التاريخ؟
ميزة ثورة 2011م انها وضعت السلطة على مسافه متساوية من كافة الاطراف ..واذا كان النظام السابق قد اشتغل على تحويل قضية السلطة وقضية الحكم وقضية السياسية الى قضايا تخص النخبة فإن ثورة 2011م اعادت الشعب الى واجهة المشهد، هذا الحضور الكثيف للشعب لا يقبل بالاستبداد ومهمة الناس بشكل اساسي هو تثبيت هذا الحضور من خلال انتظام الناس في اشكال وتعابير سياسية ومدنية واجتماعية .. الاصرارعلى حضور القوى الشعبية كقوى ضامنة ومرجحة هو دائما مقدمة لطردها من مجال السياسية ...في مجتمع نام في دولة مازالت تتشكل وتفتقر الى كثيرمن مقومات الدولة الحديثة فإن الضامن الحقيقي لتطورالدولة، الضامن الحقيقي لتشكل مجتمع مدني قادر على رفد المجتمع السياسي وتقويمه في كل الاوقات هو الحضور الكثيف للناس في اشكال العمل السياسي والمدني..لا يستطع البشر ان يفكروا خارج الادوات التي يمتلكونها، وعندما يصبح الناس مطرودين من امكانية التغيير من خلال السياسة يبحثون عن امكانية الحصول على مصالحهم من خلال العنف او العصبية .. عندما يذهب الناس باتجاه الاشكال السياسية ،باتجاه العمل النقابي، باتجاه منظمات المجتمع المدني وتتيح الدولة وبنية النظام السياسي امكانية التأثير و التغيير عبر هذه الاشكال تذبل النزعات المذهبية والجهوية وتخف حدة اللجوء الى العنف ..من المهم انتاج اشكال واسعة للعمل المدني مع خلق امكانيات عالية لهذه الاشكال للتغيير في بنية الدولة.وبدون ذلك،اكرر ما قلته سابقا،يتم هدر المشاريع السياسية.. عندما تفشل الاحزاب السياسية في تلبية احتياجات الناس، عندما تفشل النقابات في تلبية احتياجات منتسبيها ،عندما تفشل منظمات المجتمع المدني في تحقيق مصالح من تعبر عنهم ،يذهب الناس الى عصبياتهم وقبائلهم وطوائفهم وجهاتهم من اجل تحقيق مصالحهم ..وفي حالة الدولة المعبرة عن مصالح الناس يستطيع البشر ان يحصلوا على مصالحهم ضمن بنية القانون الامر الذي يعزز من مشروعية أي دولة ومن سيادتها ومن حقها في احتكار تطبيق القانون ..اما عندما تصبح الاحزاب والاشكال الحديثة تجليا للفشل ، تغدو العصبية هي ملاذالناس من اجل انتزاع القليل من حقوقهم و تتحول الى شكل من اشكال الحماية.. الدولة التي لا تحمي مواطنيها تقترح ان تقوم الطوائفوالمذاهب والجهات والقبائل بحماية الناس و هي بذلك تخلق اسباب فنائها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.