عبر مكتب الأممالمتحدة في اليمن عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع المعيشية المتردية في محافظة عمران شمال اليمن والتي كانت ولا زالت ساحة مفتوحة للاشتباكات الضارية التي نشبت بين مسلحين من قبيلة العصيمات في مديرية العشة ومسلحين من قبيلة عذر في مديرية القفلة. وقال السيد إسماعيل ولد شيخ أحمد" منسق الشؤون الإنسانية بمكة الأممالمتحدة في اليمن": "أناشد طرفي النزاع القائم في عمران إلى التوصل إلى حل سلمي لما يحدث في المحافظة وحماية المدنيين واحترام الالتزامات القانونية في حالات النزاع المسلح". أضاف: "استمرار النزاع يعرض المدنيين للخطر ويمكن أن يؤدي إلى تشريدهم ونزوحهم بعيداً عن ديارهم." كما حذّر منسق الشؤون الإنسانية من خطورة الوضع قائلاً: "قد يتسبب تفاقم الأوضاع في منع الوصول إلى المتضررين". وأكد انه "يجري العمل حالياً على تقييم الاحتياجات بالتعاون مع الحكومة، وسبق تقديم بعض المساعدات الإنسانية، إلا أنه لا تزال هناك حاجة أيضا لتوفير المواد الغذائية ومستلزمات النظافة والإيواء إضافة إلى المساعدات الطبية الطارئة." وأفادت التقارير عن مقتل 90 شخصاً –على الاقل- وتضرر مئات الأسر في قرية دنان جرّاء النزاع الذي اندلع منتصف شهر أغسطس الماضي وفي الخامس من أغسطس لقي شخص حتفه إثر اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة في منطقة سوق الخميس الشعبي. وأدت هذه الاشتباكات كذلك إلى تدمير ممتلكات ومنازل سكنية في المنطقة. وذكرت المصادر نزوح مئات الأسر من منازلها وأصبحت الآن تعيش إما في المديريات المجاورة أو لدى أقاربها ،وتشير التقارير الواردة إلى نزوح 100 أسرة أخرى إلى مديرية العشة في المناطق الواقعة على الحدود بين مديريتي العشة والقفلة. وكانت حدّة الاشتباكات المتقطعة في دنان الواقعة على الحدود مع صعدة قد ارتفعت في 26 أغسطس واستمرت منذ ذلك الحين. وفشلت حتى الآن محاولتان للوساطة من جانب مشائخ محليين ينتمون إلى قبيلتي حاشد وبكيل. ويقدر عدد الأسر التي تسكن في المديريتين المتضررتين بحوالي 9,400 أسرة. وحققت اليمن بعض المكاسب السياسية في الأشهر الأخيرة، خصوصا في ظل عملية الحوار الوطني الجارية، غير أن البلاد لا تزال تواجه أوضاعاً إنسانية مقلقة. وفيما يتسم الوضع العام في اليمن بالمعاناة بسبب الفقر المدقع، والأسعار المتقلبة للغذاء والسلع الأساسية، والبطالة، والعنف، وانعدام الأمن، ونزوح المدنيين بعيداً عن منازلهم، وانعدام الخدمات الأساسية بما في ذلك الخدمات الصحية وانقطاع سبل العيش بسبب النزاعات المحلية. ولم يعد من الممكن حل هذه التحديات إلا من خلال الجهود طويلة الأجل للحد من حالة الضعف المزمن عن طريق برامج الإنعاش والتنمية. ويعمل شركاء العمل الإنساني سوياً مع الحكومة للاستجابة لاحتياجات الملايين من السكان المتضررين، إلا أن تلك الجهود تواجهه نقصاً بسبب عدم توفر التمويل الكافي. كما لم يتم التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2013 سوى بنسبة 44 في المائة، وهي الخطة التي تتطلب تمويلاً بحجم 703 مليون دولار أمريكي لتوفير المساعدات لثلث سكان اليمن عبر مجموعة من أنشطة الإنعاش المبكر لحالات الطوارئ .