تعرضت هبة الذبحاني، طالبة في جامعة صنعاء، يومي الأثنين والثلاثاء، إلى عدة مضايقات من قبل مسلحي ما بات يعرف ب"اللجان الشعبية" وذلك بسبب أنها تتحدث إلى زملائها وترتدي ملابس لا تعجب المسلحين. وقالت هبة الذبحاني ل"الاشتراكي نت" أن مسلحي اللجان الشعبية، هددوها بأنهم سيقومون بخلع ملابسها، اذا أستمرت في ارتداءها ولم ترتدي بالطو طويل. وقال المسلحون أمام زملاء لها "تلبس سوى وإلا بنخلسها السروال". واكدت هبة، أن التهديد تكرر اليوم الثلاثاء، فقد قدم إليها طالب في كلية الاعلام، وقال لها بأنه من طرف شخص في اللجان الشعبية يدعى محمد الشيخ، يطالبها بأن ترتدي ملابس شبيهة بملابس الطالبات الأخريات وإلا فإنه سيتم منعها من الدخول إلى الجامعة. وأضافت "قلت له بأن يدع هذا الشخص يأتي ليقول هذا الكلام بنفسه، لأني سأعرف كيف أرد عليه، وحدثت بيني وبين هذا الرسول مشادة". مشيرة، إلى أنها ترتدي جاكت طويل إلى حدود الركبة، وبأن هذه هي الملابس التي ترتديها عند الذهاب إلى الجامعة منذ 3 سنوات، لكن مسلحي الحوثي، أصبحوا يضايقونها ويضايقون كل الفتيات اللاتي يرتدين نفس الملابس، أو يتحدثن إلى زملائهن. وأكد ل"الاشتراكي نت" طلاب في كلية الأعلام، أن الانتهاكات التي يتعرض لها الطلاب والطالبات في الكلية، تكاد تكون شبه يومية، وذلك بسبب ما قالوا أنهم من أوائل من يتبنون الاحتجاجات المطالبة بإخراج المسلحين من حرم الجامعة، مشيرين إلى أن هذه الاحتجاجات ستظل مستمرة، ولن تتوقف إلا بعد اخراجهم. ويوم السبت الماضي وقعت في كلية الآداب بجامعة صنعاء، حادثتي انتهاك بحق طلاب وطالبات، وقال طلاب ل"الاشتراكي نت" أن طالبة كانت تتحدث مع زميلها، فقدما إليهما مسلحون من اللجان الشعبية المتواجدين داخل الكلية، وقاموا بأخذهما إلى الحجز، للتحقيق معهم، (الحجز: غرفة ضابط الأمن جوار البوابة) وتم آخذ رقم والد الفتاة، وأتصل به أحد المسلحين وطلب منه القدوم إلى الكلية على الفور، لأن بنته تمارس أعمال مخلة بالآداب". وذكر الطلاب أن طالبة أخرى كانت تعطي أحد زملائها أوراق تتعلق بالدراسة، لكن بمجرد أن لمحها أحد المسلحين، فإنه ذهب واستقدم معه أخرين، وقاموا باعتقال الفتاة والطالب وإيداعهم الحجز للتحقيق معهم، غير أن زميلات الطالبة، لم يقبلن بهذا الانتهاك الذي تمارسه اللجان الشعبية، وذهبن إلى الدكتور عبدالجبار ردمان، الذي قدم إلى مكان الاحتجاز وتفاهم مع المسلحين وتم اطلاق سراح الطالبين. وقال الطلاب انهم لم يعرفوا كيف انتهت القضية الأولى، غير أنهم رجحوا بأن نفس الدكتور قام بحلها. "الاشتراك نت" حاول الاتصال بدكتور علم الاجتماع، عبدالجبار ردمان، لكن تلفونه كان مغلقا. وقال ربيع الجنيد، طالب في كلية الأداب، أن هناك أشخاص يرتدون الزي الشعبي (القميص والجنبية)، يسمح لهم بالدخول إلى حرم الكلية، من أجل أن يقوموا بمضايقة الطلاب والطالبات، بينما لا يسمح للطلاب الذين ينسون اصطحاب بطائقهم من الدخول. وأضاف "تعرضت قبل أيام للمضايقة من قبل أولئك الأشخاص، هم من الأحياء المجاورة، كما تبين، فقد تحرشوا بي لمجرد أن أحد الزميلات أعطتني بحثها وطلبت مني قراءته، ثم انصرفت، لكن أولئك الأشخاص لمحوا ذلك من بعيد وعندما قدموا، تهجموا عليّ وطلبوا مني أن لا أجلس وانا اضع رجل على رجل". وتابع "حدثت بيني وبينهم مشادة، لكني ذهبت بعد ذلك إلى العمادة لتقديم شكوى، فكلفت العمادة أحد الأشخاص بالذهاب إلى مسلحي اللجان الشعبية، والطلب منهم إخراج هؤلاء الأشخاص، وعندما قدم المسلحين إلى المكان الذي يتواجد فيه الأشخاص، لم يكلموهم، فقط انصرفوا دون أن يعطوا تفسيرا عن سبب تواجدهم داخل الجامعة". وأكد عدد من الطلاب، أن عمادة كلية الأداب، متواطئة، في كل الانتهاكات التي يتعرض لها الطلاب، خاصة عندما يتحدث بعضهم لبعض، مشيرين إلى أن العميد كان في السابق يشجع الجنود علي القيام بهذا الأمر، أما الآن فإن مسلحي اللجان الشعبية يقومون بمضايقة الطلاب من تلقاء أنفسهم، بينما العمادة لا تحرك ساكنا. ولم تتوقف الانتهاكات التي تمارسها اللجان الشعبية في جامعة صنعاء، على منع الطلاب والطالبات من التحدث لبعضهم، وتهديدهم، والطلب من الفتيات أن يرتدين الملابس التي يحددونها، فقبل أيام اراد طلاب في كلية الآداب الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة بعد ان أخذوا اذن من عمادة الكلية، لكن مسلحي اللجان منعوا الطلاب من ادخال السماعات ومتعلقات الحفل، ولم يسمح لهم بذلك إلا بعد أن تعهدوا بأنهم لن يغنوا في الحفل.