ختم تنظيم القاعدة أسبوعاً دامياً بدأه بتفجير سيارة ملغومة أمام سكن السفير الإيراني في صنعاء بهجوم انتحاري استهدف مقر المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون بتفجير سيارتين ملغومتين يقودهما انتحاريان. وأعاد الهجوم الانتحاري على مقر المنطقة العسكرية الأولى صباح الثلاثاء التذكير بهجوم كبير للتنظيم الإرهابي استهدف مقر المنطقة العسكرية الثانية في ضواحي مدينة المكلا قبل 14 شهراً وانتهى باقتحام مسلحين انتحاريين من التنظيم للمقر العسكري مما اضطر قوات الجيش لقصف المقر بالمدفعية. ولقي خمسة جنود على الأقل حتفهم في الهجوم على مقر المنطقة العسكرية الأولى بسيئون فيما صرح مصدر عسكري في المنطقة بمقتل عشرات المهاجمين خلال تصدي الجيش للهجوم. في التفاصيل, فقد روى تنظيم القاعدة بعد ساعات من الهجوم تفاصيل بشأنه قائلاً إن السيارة المففخة الأولى وهي من طراز فيتارا كانت محملة بنصف طن من المتفجرات وقادها انتحاري يدعى همام القروة العولقي ليفجرها في بوابة المقر العسكري. وأضاف التنظيم على حساب يستخدمه في موقع تويتر أن السيارة الثانية من نوع هايلكس كانت محملة بطن وربع الطن من المتفجرات وقادها انتحاري يدعى ناصر بن غنام الصيعري وفجرها بعدما تجاوز بوابة مقر المنطقة العسكرية الأولى بعد وقوع التفجير الانتحاري الأول بدقيقتين. ونشر التنظيم المصنف على رأس لائحة التنظيمات الإرهابية في العالم صوراً للانتحاريين الاثنين اللذين قادا السيارتين الملغومتين وصوراً التقطت من بعد سحابة من الغبار والدخان ناتجة عن التفجير. في المقابل, اكتفى مصدر عسكري بتصريح مقتضب قال فيه إن أفراد الجيش في قيادة المنطقة العسكرية الأولى أحبطوا الهجوم ودمروا السيارتين المفخختين أمام بوابة المقر. وأضاف المصدر الذي صرح لموقع وزارة الدفاع على الإنترنت أن أربعة من أفراد الجيش أصيبوا إلى جانب القتلى الخمسة فيما تناثرت جثث الإرهابيين في المكان. تأتي هذه الهجمات متزامنة مع الذكرى السنوية الأولى لهجوم «القاعدة» على المستشفى الملحق بوزارة الدفاع وهو واحد من أشد هجمات التنظيم الإرهابي وحشية وأودى بحياة أكثر من خمسين عسكرياً ومدنياً. وتركت مشاهد مصورة للهجوم صدمة لدى الرأي العام ولمحة مرعبة عن مدى الفظاعات التي يقترفها التنظيم بعدما أظهرت المقاطع التسجيلية مهاجماً يقتل ممرضة وآخر يلقي قنبلة يدوية على مذعورين, تجمعوا في ممر وأخذوا يلوحون له ظناً منهم أنه جندي بسبب ارتدائه بزة خاصة بالجيش. وغطت الهجمات الإرهابية محافظات البلاد هذا الأسبوع بدءاً من العاصمة صنعاء حيث ادعى تنظيم القاعدة أنه قتل عشرات الحوثيين بتفجيرات متزامنة استهدفت منازل قياديين في الجماعة الحوثية. ويبدو أن تصاعد هجمات «القاعدة» هو ما اضطر السفارة الفرنسية في صنعاء إلى إغلاق أبوابها بدءاً من الثلاثاء الماضي حتى الأحد المقبل وفق ما نقلت تقارير إعلامية عن مصدر في السفارة. ووقع معظم الهجمات يوم الاثنين في العاصمة صنعاء ومحافظتي أبينوحضرموت حيث سقط في الأخيرة نحو ثلاثة جنود قتلى حين فجر تنظيم القاعدة عبوة ناسفة في دورية للجيش غرب مدينة الشحر. في صنعاء, زعم التنظيم أنه قتل عشرات من أتباع جماعة الحوثيين. وأوضح في تقارير منفصلة أنه فجر دراجة مفخخة جوار منزل قيادي حوثي يدعى محمد ضيف الله ويقع بالقرب من المستشفى العسكري بمديرية شعوب ما أدى إلى تدمير واجهات منازل ومقتل عدد من الأشخاص ولدى تجمع مسلحين حوثيين في موقع التفجير, انفجرت عبوة تزن خمسة كيلوجرامات من مادة تي ان تي شديدة الانفجار موقعة ثلاثة قتلى وعدد من المصابين وفق تقرير لتنظيم القاعدة. وتزامن هذا الهجوم مع تفجير عبوتين ناسفتين في مقر قيادي حوثي في حي الصياح أدى إلى تدمير واجهة المقر وسقوط قتلى وجرحى. وأضاف التنظيم الإرهابي أنه فجر دراجة مفخخة أمام منزل نائب رئيس حزب الأمة عبدالإله الشرفي, الأمر الذي نتج عنه نسف واجهة المنزل وذلك قبل أن تنفجر عبوة تزن 13 كيلو جراماً من مادة تي إن تي ومئات الشظايا حين توافد مسلحون حوثيون على مكان التفجير الأول. ويوم السبت, فجر مقاتلو «القاعدة» عبوة ناسفة في نقطة للجان الشعبية بمديرية جعار وفجروا عبوة أخرى في سيارة للجيش لدى مرورها بمنطقة الجبلة بأبين. وفي اليوم ذاته, قال التنظيم إن مقاتليه فجروا عبوتين في سيارتين للمسلحين الحوثيين في منطقة رداع بالبيضاء, وذلك بعد يوم واحد من مقتل مسلحين حوثيين كانوا داخل سيارة ضمن موكب للجماعة, زرعت القاعدة عبوة في طريقه لدى مروره بمنطقة بني الحارث بصنعاء. وقتل مسلحو القاعدة جندياً في الجيش يوم الجمعة في مدينة إب حين اشتبكوا مع أفراد قوة اعترضتهم حين كانوا يعدون كميناً للمسلحين الحوثيين الذين يسيرون دوريات مسلحة داخل المدينة منذ فرضوا نفوذهم عليها في أكتوبر الماضي. وسطا مقاتلون من التنظيم المتطرف على خمسة ملايين ريال يوم الجمعة بعدما اعترضوا سيارة في مارب كان على متنها جنود وبحوزتهم المبلغ الذي كان مخصصاً لدفع رواتب جنود اللواء المدرع 14 المتمركز في المحافظة. ونشر التنظيم في حساب له على موقع تويتر صوراً للنقود التي سيطر عليها وثلاث بندقيات من نوع كلاشنيكوف وبطاقات عسكرية تخص الجنود الذين كانوا على متن السيارة التي استولى عليها المتشددون أيضا. إضافة إلى ذلك, قال التنظيم إنه شن هجومين الخميس الماضي على المسلحين الحوثيين في ذمار, أحدهما بقذيفة مضادة للدروع أطلقها على تجمع لهم في ديوان المحافظة والآخر بإطلاق نار على نقطة تفتيش لهم في منطقة معبر أسفر عن مقتل أحدهم وفق ما أفاد تقرير للقاعدة. وفي مدينة عتق العاصمة الإدارية لمحافظة شبوة, انفجرت عبوة زُرعت في جثة كلب دون وقوع إصابات, في حادثة هي الثانية من نوعها بعدما كانت عبوة وُضعت في جثة كلب قد انفجرت في منطقة حزيز بالعاصمة صنعاء نهاية نوفمبر الماضي. وقالت وزارة الداخلية في موقعها على الإنترنت إن «عناصر إرهابية» تقف خلف زراعة جثة الكلب بالمتفجرات في عتق. وكان مسلحو القاعدة قتلوا ليلة السبت الصحفي الأميركي لوك سومرز والمعلم الجنوب إفريقي بيير كوركي في قرية بمديرية نصاب بشبوة خلال عملية شنتها قوة أميركية خاصة لتحرير سومرز الذي خطفه مسلحون لحساب القاعدة في أغسطس من العام الماضي في العاصمة. جاءت العملية الأميركية بعد عشرة أيام من عملية مماثلة في منطقة حجر الصيعر بحضرموت حيث هاجمت قوة خاصة مخبأ يحتجز فيه مقاتلو القاعدة رهائن, إلا أن سومرز لم يكن محتجزاً في المخبأ. وقُتل في العملية الأميركية التي اشتركت فيها طائرات بدون طيار في شبوة 11 معظمهم قبليون. والخميس الماضي, عثر سكان في مدينة القطن بحضرموت على جثة الضابط في جهاز الأمن القومي رشيد عبدالله الحبشي الذي كان محتجزاً لدى تنظيم القاعدة منذ خطفه في أبريل الماضي. وسبق للتنظيم أن بث تسجيلاً للحبشي وهو يتحدث عن طبيعة عمله الموجه ضد نشاط مقاتلي القاعدة في حضرموت. في مقابل هجمات «القاعدة» الدموية, توارت تحركات جماعة الحوثيين التي ادعت أنها مسخرة لمحاربة الإرهاب, ووجهت الجماعة المسلحة نشاطها للاستحواذ على مزيد من المكاسب ومصادرة وظائف الدولة, فضلاً عن انتهاكات حقوقية. فقد اقتحم مسلحو الجماعة يوم الأحد ديوان محافظة الحديدة حين كان المحافظ صخر الوجيه يعقد اجتماعاً مع مسؤولين تنفيذيين في المحافظة, غير أن المسلحين اقتحموا الاجتماع واجتمعوا بالوجيه ليطرحوا عليه مصفوفة مطالب. ووضع الحوثيون أمام محافظ الحديدة ثمانية مطالب, أبرزها اعتماد نفقات ل3820 من مسلحي الجماعة وتوفير مقرات للمسلحين وعدم اتخاذ قرارات إدارية إلا بموافقتهم. وأضافت رسالة للحوثيين سلموها للوجيه إلى تلك المطالب, إلزام اللجنة الأمنية في الحديدة بالتعاون الكامل مع مسلحي الجماعة في المحافظة وإصدار قرارات إدارية بتعيين مسؤولي «رقابة ثورية» في المكاتب التنفيذية الحكومية و»الالتزام بعدم مساندة أي نشاطات عدائية ضد اللجان الشعبية». وبين المطالب أيضاً, عدم صرف أي مبالغ مالية إلا بموافقة الحوثيين وفتح مكتب لهم في مقر المحافظة وإلغاء قرارات التعيين التي صدرت منذ 21 سبتمبر دون تنسيق مع الحوثيين الذين يطلقون على مسلحيهم المنتشرين في عواصم عدد من المحافظات «لجان شعبية» ويسمون مسلحيهم الذين يقتحمون المكاتب الحكومية والوزارات بزعم مكافحة الفساد «لجان ثورية». وشكا الوجيه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي تصرفات الحوثيين, قائلاً إن مطالبهم «غير قانونية ويصعب تنفيذها». وطالب الوجيه الرئيس هادي في رسالة رفعها إليه بعد يوم من اقتحام ديوان المحافظة بإقناع الحوثيين بالتراجع عن مطالبهم أو قبول استقالته. وأضاف «إلى حين حل هذا الموضوع وبما يؤدي إلى وقف تدخل أنصار الله في فرض إجراءات غير قانونية سأتوقف عن العمل وأداء الوظيفة المناطة بي قانوناً لاستحالة تنفيذ واجباتي كمحافظ في مثل هذه الظروف». وأراد أنصار «الحراك التهامي» مباراة الحوثيين في المطالب, فوضعوا أمام محافظ الحديدة مطالب مختلفة أبرزها صرف نفقات ل4730 فرداً وتوجيه اللجنة الأمنية بالتعامل مع «لجان شعبية» تابعة للحراك. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة أفادوا أن الحراك التهامي رفعها للمحافظ صخر الوجيه, تشتمل على مطالب أخرى منها توفير مقر للجان التابعة للحراك ومكتب في ديوان المحافظة. وفي العاصمة, اشتبك المسلحون الحوثيون مع مسلحين يرافقون النائب المؤتمري صغير عزيز لدى حضوره مجلس عزاء فأصابوه بثلاث رصاصات. وعزيز هو واحد من ضحايا التهجير القسري الذي عاقب به الحوثيون خصومهم, إذ كانوا قد خاضوا قتالاً مع مسلحين من أتباعه في مسقط رأسه بحرف سفيان عام 2010 قبل أن يتغلبوا عليه ويطردوه. كان مسلحو الجماعة اشتبكوا مع مسلحين يرافقون النائب المؤتمري علي قعشة في وقت سابق من الأسبوع الماضي وذلك حين حاول الحوثيون احتجاز قعشة. والاثنين الماضي, احتجز مسلحو الجماعة في العاصمة مراسل تلفزيون سكاي نيوز محمد القاضي ومصور التلفزيون محمد سلام بالقرب من مقر الحكومة. وأفاد القاضي أن المسلحين احتجزوه مع زميله وحاولوا مصادرة كاميرا التصوير. في السياق, اقتحم المسلحون الحوثيون مقر الكلية الحربية بعد تردد إدارة الكلية في قبول طلاب دفعتهم الجماعة للالتحاق بالكلية ولا تنطبق عليهم الشروط المحددة. وكان طلاب في جامعة صنعاء ونشطاء تظاهروا يومي الخميس والسبت الماضيين في حرم الجامعة والشوارع المحيطة للتنديد بانتشار مسلحي الجماعة داخل الجامعة واستمرار سيطرتها على العاصمة. ورداً على سيطرة الحوثيين على العاصمة وعواصممحافظات, علقت حكومة المملكة العربية السعودية مساعداتها المالية لليمن, وأبدت دول خليجية لهجة ممتعضة من استمرار الجماعة المسلحة في فرض قوتها على الواقع السياسي. وذكر تقرير لوكالة رويترز نقلاً عن مسؤول حكومي رفيع قوله «السعوديون ربطوا أي مساعدات بتنفيذ (الاتفاق). وعلى الحوثيين الرحيل قبل أن يدفعوا». وأضاف المسؤول أن السعوديين رفضوا دفع 500 مليون دولار مخصصة لأغراض عسكرية بما في ذلك شراء ذخائر وقطع غيار لطائرات.