تجاوز الطابع الاجتماعي لتحالف حرب صيف 1994، والذي ضم تحالفاً سياسياً واجتماعياً ممتداً من صعدة الى المهرة ضد مشروع سياسي واجتماعي وطني أيضاً كان له امتداد مماثل، كل هذا أبرز القضية الجنوبية في بعدها الجهوي ويظهرها كقضية إدارية مضعفاً كثيراً من طابعها كقضية سياسية قائمة في قلب القضية الوطنية، قضية الفشل في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية بعمقها الاجتماعي والشعبي، والأخير هو ما تعيق النخب السلطانية في الجنوب تشكله لذا تخسر القضية الجنوبية عنصراً أساساً من عمقها الشعبي ومعها تخسر القضية الوطنية ايضاً، أجدني اتفق مع التحليل العميق للدكتور ياسين سعيد نعمان والحزب الاشتراكي اليمني لآفاق القضية الجنوبية والذي يرى في الهوية اليمنية (كهوية وبمعزل عن فهمها كدولة) خياراً سياسياً ضرورياً للحفاظ على وحدة الجنوب وبالتالي على كيانه في مواجهة خيارات التجزئة، وهو ما يقتضي إعادة قراءة المعادلة السياسية وفقاً للمواقف السياسية لا بحسب الانتماء الجغرافي وحسب، في صيف 1994 كنت واشتراكيو الشمال ضد الحرب وفي عاصمة عصابة الحرب، بينما كان في صف معسكر الحرب عبد ربه منصور هادي وسبعة ألوية عسكرية، والبيروقراطية الإدارية التابعة لفريقه ومشائخ قبائله وجلهم جنوبيون اقاح، واليوم ما أزال وكل الاشتراكيين في المحافظات الشمالية، ضمن خيارات الحزب الاشتراكي اليمني لحل القضية الجنوبية وبما يحفظ للجنوب كيانه ووحدته، وعلى الضد تصطف نخب ذات جذر جنوبي ليس بمقدور أحد انكاره أو تجاوزه ساندت بكل قوة مشاريع تقسيم الجنوب وهي في كل يوم تقايض بالجنوب وترهنه في مقابل مناصب تذهب لها ولأبنائها لا الى المؤهلين من عموم الشعب من ابناء الجنوب، واموال لها ولأبنائها لا لعموم الشعب من ابناء الجنوب، ومع ذلك يرى البعض انني ورفقتي شماليون وكل الشمال شر محض، ويرون أولئك جنوبيين وكل الجنوب خير محض، اصدر عن انحيازاتي الوطنية اليمنية بآفاقها القومية العربية والانسانية بمضامينها الاشتراكية وضمن الاشتراكي اليمني يمكن ان يكون خيارنا (يمن ديمقراطي اتحادي).