أحيا طلاب الحزب الاشتراكي بجامعة تعز صباح اليوم الذكرى الثانية عشر لإغتيال، الأمين العام المساعد للحزب ، الشهيد جار الله عمر. وفي الفعالية التي احتضنتها قاعة 22مايو بجامعة تعز وحضرها وكيل محافظة تعز سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز محمد عبدالعزيز ونائب رئيس جامعة تعز د. عبدالرحمن صبري ورئيس المجلس الاهلي بتعز د. عبدالله الذيفاني وحشد غفير من طلاب ومثقفي تعز، اكد عبدالحكيم شرف السكرتير الثاني بمنظمة الحزب بمحافظة تعز ان الشهيد جار الله عمر كان ظاهر استثنائية كغيرة من رموز الحزب وشرفاء الوطن وأحد الركائز الرئيسية في تفكيك ازمات البلد والرائد الاول في خلق معارضة موحدة قوية بهندسة اللقاء المشترك التي ارعبت قوى التخلف، فاغتالوه ، ونوه شرف في كلمته ان فكرت جارة الله عمر زلزلت العرش واسقطت المستحوذين على السلطة في الحادي عشر من فبراير 2011م. بثورة شبابية شعبية خرجت تنادي بحلم الشهيد جار الله عمر في دولة مدنية حديثة. وقال عبدالحكيم : قليلون جداً اولئك الذين نقشوا وجودهم عميقاً في اوراق الذاكرة وعلى جداريات التاريخ وظلوا بعد رحيلهم ايقونات بطولية زاهية على عتبات الوعي والوجدان غير قابلة للمحو والنسيان ، والشهيد جار الله عمر بطل نادر بطل ثقافي وسياسي كبير، والحديث عنه حديث عن حليف قوي وخصم شريف وعقل مستنير وضمير حي وسياسي حصيف ، وهذه الصفات اهلته ليكون بجدارة احد ابرز أعلام الحياة السياسية اليمنية المعاصرة وأكثرها نبلاً ووعياً وإنسانية. وأشار إلى ان رحيل جار الله عمر كان صادماً ومثل خسارة كبرى ليس للحزب الاشتراكي اليمني الذي فقد احد اهم وابرز اعمدته فحسب بل على صعيد الحياة السياسية اليمنية برمتها ، وسوف يستمر القتلة أعداء المشروع الحضاري في القتل يتربصون بأمثال جار الله عمر وعبدالفتاح اسماعيل وعبدالرقيب عبدالوهاب والشهيد با رجاش والرفيق همام وغيرهم من شهداء الحراك السلمي . وأضاف ان جارالله عمر هو اول شهيد وليس الدكتور المتوكل أخرهم لان القتلة لا زالوا يرتدون نظارة القتل ويتأبطون الشر ضد مفكري ومثقفي ورواد الحداثة والتحديث في هذا الوطن وقد تجلى ذلك في محاولة اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان رجل من الحجم الثقيل رجل الدولة المدنية الحديثة بامتياز لكن رغم ما حصل من القتل وما سيحصل فان المسيرة سوف تستمر وقافلة التغيير ستمضي في طريقها وسيزول ليل الظلم والفساد والقهر والارهاب ومعه سيذهب الظلمة والمتجبرون الى مقبرة التاريخ الاسود. وأوضح شرف ان المناضل جار الله عمر الامين العام المساعد السابق للحزب الاشتراكي اليمني شهيد الحرية والديموقراطية والوفاق الوطني والتسامح السياسي، علمنا الكبرياء في زمن السقوط وعلمنا التضحية في زمن الابتذال والكسب الرخيص فكان كبيراً وسامياً همه قضية الوطن التي تمثل قضية المواطن البسيط في كل موضع من اليمن فأحبه البسطاء قبل المثقفين والمفكرين والسياسيين لأنه لم يحلق بهم في الهواء بل التحم بقضيتهم ومعاناتهم اليومية ولم يبع لهم الوهم فكان ايمانه راسخاً بان الوطن يتسع لجميع ابناء الوطن على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية والاجتماعية وكان وحدوياً حتى النخاع مؤمناً بان الوحدة بناء شامخ ونقيض التشرذم والانقسام الطائفي والمذهبي فالوحدة التي آمن بها وعمل من اجل تحقيقها تقوم على التعددية والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة والمساوة المطلقة بين المواطنين بوصفهم ابناء وطن واحد. واضاف عبدالحكيم انه فيما كان جار الله عمر يتألق بكل نقاء القلب ويتكلم بصدق لهجته المعهودة ويتحدث عن قضية وطن منهوب ومواطن مسحوق أمام وسائل الاعلام المرئية كان هناك بين الصفوف قاتل بتربص به ويتحين الفرصة الموتنية وينسل كالأفعى بين اعضاء وضيوف المؤتمر فكان جار الله عمر يتحدث بحماس وثقة عن الامال والهموم الكبيرة للوطن ويدعو الى تجاوز أثار التشظي والتفتت وويلات العنف والحروب الاهلية ومواجهة التحديات الكبرى في المجالات المختلفة ومنها تعثر التنمية وشح المياه وانتشار الفساد وسيادة الجهل والتخلف وتراجع الهامش الديمقراطي . واكد ان جار الله عمر كان يتحدث عن قضايا كثيرة ولكنه ركز على ظاهرة الارهاب وقضايا العنف وتسخير الجهود والموارد لتحقيق التنمية وأهمية التصدي لثقافة العنف ومنع الثارات والاسراع في اصدار قانون ينظم حيازة وحمل السلاح، كما دعا الى المزيد من توحيد صفوف المعارضة والتنسيق فيما بينهم لمواجهة النظام السائد المنتج للازمات والانهيار الشامل المستحوذ على السلطة والرافض للحوار سبلاً للخروج بالوطن الى بر الامان ، وانهى خطابة وكانت بندقية القاتل بكامل جاهزيتها وفي زخم دوي التصفيق القى صدره الكبير رصاصتين غادرتين على اثرها سقط شهيداً. وقال : لقد اغتال اعداء التطوير والديمقراطية الذين يريدون مجرد شكل لا مضمون له وموضوعي تعتمد على خلط الالوان لتكن النتيجة الاخيرة لون واحد فقط، طالته رصاصات التخلف والاجرام بهدف اغتيال لفكره غير ان الايام اللاحقة لهذه الجريمة الاثمة أثبتت ان القتلة وحدهم من ذهبوا وسقطوا وبقت الفكرة تولد الحلم واستمر جار الله عمر حياً لم يمت واهتزت الاقاصي لحادثة اغتياله فهو لم يكن ذو نفوذ او جاه او سلطان او ثراء او متكئاً على قبيلة بل إنهم البسطاء الذين احبهم واحبوه فهم قبيلته وحزبه ووطنه. واكد سكرتير منظمة الحزب بتعز ان الحزب الاشتراكي اليمني مازال مستمر في الخيار السلمي ومتمسك بقضية السلم الاجتماعي والوفاق الوطني والتسامح السياسي والتعايش مع الاخر والشراكة الحقيقية مع كل الاطراف السياسية والاجتماعية المحبة بوطن كما يدعو الحزب الاشتراكي السلطة المحلية والاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية وجميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومن بينهم الاطراف المتصارعة الى الالتزام بمخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة دون إقصاء لأي طرف كان والتوجه الى شراكة حقيقية نابعة من الحفاظ على مصلحة الوطن ومرتكزة على الثوابت الوطنية. وتابع بالقول : نحيي موقف أبناء تعز والسلطة المحلية وأجهزة الامن ومؤسسات الجيش والقوى السياسية والمشائخ والعلماء على مواقفهم الوطنية الراسخة والرافضة لكل اشكال العنف والارهاب والمليشيات المسلحة وستضل تعز حاضنة للتعايش وللسلمية والمدنية كما عهدناها.مضيفاً ان جار الله عمر رحل وحياته الزاخرة بالنضال والتضحية من اجل نصرة الحق والعدل والتسامح والعيش المشترك ستبقى للاجيال درساً في الكفاح وزاداً في النضال ومثلاً في الصمود وعبوراً بالوطن الى بر الامان حتى تتحقق كل الاهداف التي ضحى من اجلها جار الله عمر وكل الشرفاء من هذا الوطن. من جانبه اكد الدكتور احمد الرباصي عن القطاع الاكاديمي بمنظمة الحزب بتعز ان حياة جار الله عمر تركيبة تستحق الدراسة لنستلهم منها العبر و نتعلم منها القيم الوطنية وكيفيه مقاومة الظلم والدكتاتورية وكيف يكون الانحياز للسواد الاعظم من المستضعفين والفقراء. واستعرض الرباصي عدد من المحطات التي عاشها المناضل جار الله عمر . كلمة قطاع الطلاب الحزب القها ربيع عبدالجليل اكد خلالها ان اغتيال المناضل جار الله عمر مثل خسارة فادحة لحلم اليمنيين بدولة مواطنة وسيادة النظام والقانون. وقال : نلتقي اليوم لنحيي ذكرى استشهاد جار الله عمر وكلنا امل وعزيمة للانتصار لمشروعه السياسي وفكرة التنويري وحلمة الوطني ، رغم كل ما يلوح في الافق من ضبابية تكاد تغطي المشهد الوطني وانجازات ثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية، مضيفاً أن الاوضاع والمتغيرات التي تمر بها اليمن والتي تمثل اعاقة حقيقية لمشروع التغيير السلمي وابعاده الانسانية والوطنية النبيلة . وحذر من الانحراف بالعملية السياسية نحو الحرب ، الذي كان خيار القوى المتنفذة التي تستهدف التغيير والثورة ، فلجأت الى افتعال الازمات والاعاقات لكبح جماح التغيير الذي اختطه الشعب. ولفت ربيع الى الدور الكبير الذي قام به الشهيد واستشهد في سبيل تأسيس اللقاء المشترك وحلمه في تغيير الواقع والخروج من ثقافه العنف وتأسيس يمن واحد وديمقراطي وحديث تتعايش فيه كل التيارات والأفكار والمذاهب والجهات، بدون تمييز ولا تهميش أو استبداد. كما طالب بإعادة النظر في اللوائح الخاصة بنظام التعليم الموازي والنفقة الخاصة ومسميات الاعاقة الفعلية للتعليم كحلول اوليه، وضرورة دعم الجامعات بالامكانيات والوسائل اللازمة. وتخلل ال فعالية قصائد وومضات شعرية قدمتها الشاعرة شفيقة القدسي وعامر الجميد ووديع مرعي . كما قدم القطاع الطلابي اسكتش مسرحي ابرز خلاله فداحة الاغتيالات السياسية والارهاب والتراجيدي حول التعبئة الخاطئة التي يقوم بها العناصر الارهابية وانتشار المليشيات المسلحة في المدن والوضع الذي تعيشه اليمن حالياً من انتشار للسلاح .