أحيت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة إب نهاية الأسبوع الماضي الذكرى السابعة لاغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر بتنظيم ندوة موسعة حضرها مئات الأشخاص. في مدينة يريم. وتحدث في الندوة أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني يحيى الشامي وعبدالواحد المرادي والدكتور محمد قاسم الثور ورئيس الدائرة السياسية للحزب الدكتور محمد صالح علي وسكرتير منظمة الحزب بالضالع قاسم الذرحاني إضافة إلى الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري محمد مسعد الرداعي ورئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح سعيد شمسان ورئيس الدائرة السياسية لحزب الحق محمد المنصوري. وقال النائب البرلماني الدكتور محمد صالح علي إن الذكرى السابعة لاغتيال جار الله تحل وقتلته الحقيقيون ما زالوا طلقاء وقضيته مفتوحة ولن تغلق حتى يأتي اليوم الذي تقتص فيه العدالة من القتلة الحقيقيين. وأضاف: إنه اليوم الذي يرونه بعيداً ونراه قريبا". وتابع رئيس الدائرة السياسية للاشتراكي أن ذكرى اغتيال جار الله تتزامن مع تفاقم الأزمة الوطنية جراء السياسات الفاشلة التي تدفع البلاد نحو الانهيار وهو ما كان جار الله عمر حذر منه مبكراً عقب حرب 1994 داعياً إلى مصالحة وطنية لتحييد القوة وتقييد استخدام السلام لإيمانه بعدم إمكانية الجمع بين الديمقراطية والعنف في وقت واحد. وأردف صالح: عاش جار الله عمر مظاهر الأزمة الوطنية في بداياتها وحدد مبكراً جذر الأزمة بالاستبداد واحتكار السلطة والثروة ودعا إلى تكريس الديمقراطية والتسامح والقبول بالآخر والتنافس السلمي على السلطة عبر صناديق الاقتراع. "إلا أنه (جار الله) كان يدرك بأن دعاة الحوار والمصالحة آنذاك كانوا الطرف الأضعف في المعادلة السياسية للبلاد وأن الدعوة بحاجة إلى موازين قوى مناسبة تفرض ضغوطاً على الأقوى للقبول بها وهو ما نذر نفسه لتحقيقه من خلال توسيع التحالفات السياسية لتشمل كتلة تاريخية واسعة، تمثلت بتكتل اللقاء المشترك الذي كان مهندسه ومؤسسه واستشهد في الساحة التي أصر على أن ينطلق منها مشروعه". وأضاف صالح: كان جار الله عمر رجلاً استثنائياً بامتياز، ملأ الدنيا حواراً فكان الأبرز حضوراً في الزمان والمكان في حله وترحاله على مستوى الداخل والخارج وكسب احترام الكثير من السياسيين والمفكرين والمثقفين في اليمن والبلاد العربية بل وفي العديد من بلدان العالم. وقال عضو المكتب السياسي للاشتراكي يحيى الشامي إن جار الله عمر كان قائداً سياسياً شجاعاً وهي ميزة "نحتاج إليها في اليمن ونحتاجها في الظرف الراهن بصورة خاصة". وعرض الشامي جانباً من سيرة جار الله وخصاله وبدايات التعارف بينهما في 1967. وأضاف الشامي أن جار الله ترك فراغاً غير عادي في أداء الحزب السياسي والتنظيمي والفكري. وقال: اغتيل جار الله لأنه كان إنساناً ومناضلاً شجاعاً ورجلاً اجتماعيا من الطراز الأول ولأنه كان يدرك مصاعب الحاضر والمستقبل وكان يبحث بكل قوة عن المداخل التي تمكن القوى السياسية من مواجهة التحديات". من جهته وصف الأمين المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري محمد مسعد الرداعي جار الله عمر بالإنسان المثقف الذي أفنى عمره في تبني قضايا الوطن والشعب ودافع عن المظلومين. وقال رئيس الدائرة السياسية لحزب الحق محمد المنصوري إن جار الله عمر ما زال حياً من خلال أفكاره ومواقفه وأحلامه واستشهاده الذي هو دليل على أن الطريق الذي اختطه هو الطريق الذي يضمن وصول الشعب إلى الأمان.وكان سكرتير الاشتراكي بالضالع قاسم الذرحاني الذي ألقى كلمة منظمات الحزب قد قال إن جار الله كان شخصاً نادراً، يتبنى أفكاراً سياسية ويقنع بها الآخرين. وأضاف الذرحاني: جار الله كان رجل المبادرات الكبرى فأثناء تواجده في عدن قبل الوحدة ، تقدم بفكرة "الديمقراطية والتعددية السياسية" وكانت هذه الفكرة حينها عبارة عن مغامرة فدار حولها جدال واسع النطاق وقد استنبطها جار الله من أرض الواقع". أما رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح سعيد شمسان فروى لحظات اغتيال جار الله حين أطلق المتطرف القاتل رصاصتين من مسدسه على شمسان الذي حاول منعه من الاستمرار في إطلاق النار. وقال شمسان "أشعر دائماً بحسرة عظيمة وأنا أتحدث عن اللحظات الأخيرة لهذا الشهيد الكريم حيث تمنيت أن أكون الشهيد الثاني إلى جواره فقد اختلطت دماؤنا والتقت أرواحنا". كما تحدث في الندوة فائز نعمان من اتحاد الشباب الاشتراكي. وصدر عن الندوة بيان، شدد على أهمية إحياء الذكرى السنوية لاغتيال الشهيد جار الله وجمع تراثه الفكري والسياسي وطباعته وتوزيعه. كما طالب بالإفراج عن عضو اللجنة المركزية للحزب محمد محمد المقالح المخطوف لدى سلطات الدولة منذ 17 سبتمبر 2009 واستنكر الاعتداء على رئيس الدائرة السياسية بحزب البعث العربي الاشتراكي نائف القانص. ودعت الندوة مواطنب المناطق الوسطى إلى الالتقاء لاستعادة "تاريخهم السياسي والنضالي " ونيل حقوقهم.