هي أحدى المديريات الأربع لرباعيات ردفان وقلعة الثوار والفدائيين وموطن رواد الحزب الاشتراكي وهي الدائرة 77 البرلمانية أو (ما تعرف بالدائرة الانتخابية المغلقة للاشتراكي) تتبع محافظة لحج يبلغ تعداد سكانها 40 ألف نسمة, تعاني المديرية من إهمال وتدهور مخيف في البنية التحتية والخدمية مما زاد من معاناة سكانها يوماً بعد يوم رغم الزخم الخدماتي الذي لاقته المديرية قبيل العام 1994. خلال زيارتنا الميدانية لعاصمة المديرية تفاجأنا من هول وحجم المعاناة التي يكابدها ويعايشها سكان المدينة، فسلطنا الضوء على جانب يسير من هذه المعاناة والتي تعاني منها المديرية وسكانها وزائروها وهي النظافة وإهمال المظهر العام للمدينة وغياب عمل أغلب الدوائر والمنشآت الحيوية. تتراكم أكوام القمامة والمخلفات بشكل مخيف في كل زاوية في المدينة حتى أعاقت الحركة تماماً عن شوارع عدة وفتحات فرعية تستخدم كممرات للمرور. غياب منذ عقود غابت الجهات المختصة، مكتب النظافة والتحسين بالذات عن دورها تماماً وبشكل كامل ليس غياب عام أو عامين بل لأكثر من عقد من الزمن وعاصمة المديرية لم تلمس أي بادرة من مكتب النظافة الذي يتواجد موظفوه في كشوفات المرتبات فقط, لم تغب النظافة فحسب بل غاب دور المجلس المحلي والنيابة والأمن وتم تدمير -إن لم نقل- إيقاف مشروع المياه الوحيد عن أغلب مراكز وقرى المديرية وعن عاصمتها، كل هذا الكم الهائل من المآسي المعيشية والخدمية يحدث في ظل صمت مخيف من قبل من يهمهم الأمر. بوادر أهلية محدودة يقوم الأهالي وساكنو البلدة بتنظيف المدينة على شكل مبادرات في كل عام. شوارع المدينة كما هي منذ العام 1988 وبلدية لا تتواجد سوى في كشف المرتبات..... في المدينة شارع رئيس يمر من خلاله خط رئيس يربط عدنلحجالبيضاء وشارعان فرعيان. الشارع الرئيس ويقع عليه سوق المدينة والمحالات التجارية مما تسبب في ضيق مساحة الخط العام فالشاحنات والسيارات المارة من خلال هذا الشارع تجد صعوبة في اجتيازه خصوصاً خلال فترة الصباح الى الظهيرة وقت الذروة, فتمتد بسطات باعة الخضار والقات لتشمل مساحات من الشارع الرئيس يرافق كل هذا غياب دور البلدية غير المتواجدة سوى في كشف الراتب هي الأخرى. أما شارعا المدينة الفرعيان فحدث ولا حرج نظراً للتشويه والإهمال العشوائي فيهما, هما شارعان يمين ويسار الشارع الرئيس، يعانيان من السفلتة حيث لم تقم السلطات المحلية بسفلتة الشارعين أو تخطيط مرورهما، ومواقع البناء العمراني والمخطط العام للمدينة جميعهم في وضع مزرٍ. «الأوضاع الخدمية في حبيل جبر غير متوفرة نهائياً مما زاد حياة الناس المعيشية أكثر صعوبة وتعاسة» هكذا ترجم لنا الوضع العام للمديرية الناشط في المدينة نبيل محمد صالح، يضيف صالح: «ومن أهم الصعوبات التي تواجه السكان كثيرة ومنها خدمة البريد الذي يدخل عامه الخامس على توقفه من دون أي أسباب تذكر، فيجبرون الناس للذهاب إلى عاصمة المحافظة لاستلام معاشاتهم الشهرية. صعب جداً هو الوضع هنا, الخدمات الصحية متردية بسبب غياب الكادر الطبي حتى سيارة الإسعاف لا يملكها مشفى المديرية العام أيضاً، مشروع مياه المديرية فقد تم توقيف ضخ المياه عبره للسكان رغم متابعات الأهالي والعقال المستمرة لكن دون استجابة من السلطات». يضيف نبيل شارحاً أوضاع المديرية: «أما المحكمة والنيابة والأمن والسلطة (المجلس المحلي) لم يعد لها وجود في المديرية هذا هو وضعنا في المديرية كما أننا ندعو صحيفة الثوري الغراء لزيارة مدرستي ابن سيناء للتعليم الأساسي وثانوية الفقيد عبدالمنتصر ناجي المركزيتين في المديرية واللتين أصبحتا مأوى للكلاب الضالة وزرايب للحيوانات والماشية, هاتان المدرستان يدرس فيهما أكثر من ألفي طالب وطالبة لا يوجد فيهما باب أو طاقة هذا ليس في القمر بل في عاصمة المديرية». مكتب بريد مغلق في هذه المدينة التي عرفت بازدهارها قبيل العام 1994 يعاني أغلب مكاتبها الحكومية والعامة، فعلى سبيل المثال مكتب البريد في المدينة مغلق طوال أيام الأسبوع ليضطر الأهالي للذهاب إلى مكتب بريد مديرية الحبيلين الذي يبعد أكثر من 20 كيلو متر غرباً. الطبيب حمدي ثابت حسين معبد يقول ل«الثوري»: «أصبحت مديريتنا خارج ذاكرة السلطات حتى أن الناس هنا باتوا مقتنعين بأن هذا الحال لن يتغير وأن الأمل انقطع من هذه السلطة وأن تقوم بواجبها». ويضيف معبد: «وكأن ما يحدث هو انتقام حقير من سلطات يوليو ضد أبناء حبيل جبر وتاريخها المشرق سواء لاشتراكيتها أو لفاتورة الدم الذي ضخه أبناؤها في سبيل ثورتي سبتمبر وأكتوبر وفي سبيل بناء الدولة الجنوبية الرائدة عقب الاستقلال لكننا مقتنعون أن كل هذه المعاناة تأتي من باب شرف التضحية والمواقف». إنارة الشوارع معدومة لم تقم الجهات المختصة بإنارة أي من شوارع المدينة. صفحات بطولية خالدة قدمت مديرية حبيل جبر ردفان على مر المراحل خيرة أبنائها وأشجعهم قرابين على أبواب مسالخ الحرية وبناء دولة النظام والقانون, لا ينكر حبيل جبر إلا جاحد، حينما تذكر حبيل جبر فإنك بذلك تتذكر سعيد صالح سالم والشهيد البرلماني الاشتراكي محمد عثمان والبرلماني الاشتراكي محمد عبدالله بن سهيل وراشد عليب وحسين عيدروس وعبدالكريم الذيباني وسالم راشد الذيباني والشهيد حنش ثابت والشهيد قاسم الزومحي وفضل عبدالكريم وفضل مقبل الداعري والشهيد الخبجي وصالح حسين العبدلي والشهيد محمد حسين الجمل قائمة لا تنتهي من المناضلين والفدائيين الذئاب الحمر ومن رجالات الحزب ورموز الاستقلال الوطني, اليوم أبناؤهم وأحفادهم يدفعون لسلطات الانتقام فاتورة تحوي ثمن مواقف آبائهم ومبادئهم هكذا هو الوضع العام والمعيشي في جنوباليمن ما هي إلا لعبة الانتقام.