-1- ابتلينا بمراكز متسلطة بلا أية مسؤولية.. وكلهم مرتهنون للخارج.. ولديهم هوس حاد بمصالحهم على حساب غالبية الشعب.. كل من معه سلاح وقوة يعتقد أنه الحق.. تلك هي المعضلة المعقدة.. ويبقى السؤال: ماذا بعد؟ إلى أين يمضي البلد في ظل مكابراتهم والتداعيات الخطيرة التي طرأت؟.. أصبحنا نشكل قلقاً لبعضنا وللإقليم وللعالم ونحن شعب يريد أن يعيش بلا مغامرات ومكابرات وأوهام محلقة لا تجلب سوى الارتطامات المدوية. -2- تدخل اليمن طوراً جديداً من العنف، في ظل تعدد السلطات، وتأجج النعرات المناطقية والمذهبية. بينما تزداد سخونة الأوضاع مع ملامح انهيار العملية السياسية، والتجاذبات الاقليمية، وبوادر تحول الانقسام السياسي إلى انقسام شطري وطائفي. يأتي ذلك والتصعيد العسكري القائم على الأرض والجو، هو الأشد خطورة على حاضر ومستقبل البلاد. فحيث صارت الميليشيات هي من تتحكم بمصير المجتمع والدولة، شمالاً وجنوباً، ثمة انقسام شديد في القوات المسلحة المزدوجة من ناحية ولائها بين سلطتي صنعاء وعدن، وإذ تتصاعد الأحداث بوتيرة متسارعة، ستؤدي المواجهات الدموية بين قوات من الجيش والميليشيات التابعة للرئيس هادي، والقوات العسكرية المساندة للميليشيات الحوثية والتي توالي الرئيس السابق، إلى تصدّعات كارثية في النسيج الأهلي ووحدة البلاد. وفضلاً عما سبق تبدو ضمانات ما بعد ضربات التحالف لتدعيم يمن جديد وأفضل، هي ما يشغل ذهن اليمنيين الآن. ذلك انها ما تزال مشوشة وجالبة للقلق الموضوعي على المستقبل في حين تعزز من تهتك حاضر البلد ليس إلا. بمعنى آخر، يمكن الخلوص إلى ان السؤال المتأجج حالياً لدى غالبية اليمنيين شمالاً وجنوباً، هو اكثر تمركزاً حول السلطة التي ستظهر بعد هذه المرحلة العصيبة، مرحلة كي الجرح المزمن، مرحلة التطلعات والآمال والتيئيسات والمخاوف التي تضطرم. مرحلة مفارقات التجريف الرهيب لما تبقى من قيمة السيادة المهلهلة، خصوصاً في ظل التوق العارم لدولة الوطنية والمواطنة.. وياللعجب!. -3- حين تشتد بكم أزمة الضمير، عليكم أن تخرجوا من وعي اسطبلات الطوائف والجماعات والأحزاب، ولتكونوا أفراداً لا قطيعاً. تلك الاسطبلات تعرّي تناقضاتكم.. تسحق ذات الفرد.. لكن الفرد هو الحر فقط، بينما لا تكون حريته أكثر التماعاً واتساقاً إلا حين ينتمي للقيم الوطنية والإنسانية والمستقبلية الجامعة.. هذا الفرد الذي نعتز به، هو من يفكر بوعي قيمي وأخلاقي تقدّمي، خارج تحيّزات الاسطبلات المستلبة، إما لصالح تيارات انتهازية ملوثة أو لمصلحة شلل كيدية بلا ضمير. -4- الحرب غبية ووحشية ولا أخلاقية ولا تستحي، فهي تطالبنا بإعطائها المزيد من الوقت، لربما نقتنع - حسب اعتقادها المعتوه - ببهجة الحرب.. غير ان كل من يبتهج للحرب، هو فاقد لضميره الانساني لأن هدفه زيادة حجم الثكالى والأيتام والأرامل والمفجوعين والحاقدين والخطايا والعنف والرعب والشر والمجهول والحرب أيضاً.