قبل عامين بدأت سفارات معظم الدول وبعثاتها الدبلوماسية والقنصلية مغادرة صنعاء، لأنها كانت تعرف ان البلاد مقبلة على احتراب طويل، بعد ان استباحتها المليشيات المسلحة بأدوات الرئيس السابق وعسكره، وبعض اطراف سلطة الفترة الانتقالية، وبمباركة اطراف اقليمية لم تغب عن مشهد الاقتتال حتى الان . تركت كل ما هو غير مهم، هذه السفارات، ومنها كلاب الحراسة وقطط المساكن التي كانت تنعم بحياة مختلفة عن حياة التشرد التي تعيشها حيوانات السكك والشوارع في هذه البلاد المنكوبة. عمال وموظفو السفارات المسرحين اخذو الكلاب والقطط، وكانت تظهر في شوارع العاصمة برفقة شبان واطفال يستعرضون بها، وحين لم يستطيعوا مواصلة اطعامها اطلقوها في الشوارع، فبدت بأشكالها وتصرفاتها العنيفة مختلفة عن الكلاب المشردة. حتى ان كلبا منها وقتها اوقف اطفال الحارة التي اسكنها مرعوبين في احد مداخل ازفتها. لكنها الان صارت جزاء من الشارع، هزيلة ووسخة، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها من شقاوة الاطفال. ويمكن التعرف عليها من بنيانها والوانها وسحناتها، التي توحي بما جار الوقت عليها، وبذات التجسيم الذي كانت السينما تقدمه عن الاسر الارستقراطية المفلسة. وان اطعمتها واطعمة القطط وحيوانات المساكن التي كانت تعرض في "السوبر ماركت" الكبيرة لم تعد تعرض في الواجهات، وان اكثرها اتلف بعد انتهاء فترة صلاحياته، ولم تستبدل بغيرها لانعدام الطلب عليها، كما قال لي احد العاملين في احداها. الان وبعد اعلان وزارة الخارجية الامريكية ،عن نيتها اعادة فتح سفارتها بصنعاء بعد ان كانت اول المغادرين لها هل سيعاد الاعتبار لكلاب السفارات التي تشردت ،واعادة تلك التي تشردت منها خاصة بعد غلق ابوابها، واتحدث هنا تحديدا عن تلك التي لم تزل قادرة على النباح، واستعراض عضلاتها الورقية في الشوارع والازقة المظلمة ؟! قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet