كان مسعد الحدي من طراز المناضلين رفيعي المستوى ، حركي مشع ولديه من النشاط وحيوية العمل السياسي ما لا يقارن ، ذو ابعاد عميقة وتأملات الى الامام مستشفا شكل المستقبل سابرا غور ملامح وحيثيات الواقع . كان فريدا بكل ما تعنيه الكلمة في رفاقته وصداقته وفيا الى ابعد الحدود وشفافا كلون البلور في علاقاته صادقا صدوقا ومضحيا بالغالي والنفيس لأجل كل القيم التي آمن بها وجعل منها خارطة حياة وبوصلة اتجاه . عرفته منذ سنوات طويلة رفيقا شامخا عزيزا لم تكسره الظروف او العثرات ولم يحد قيد انملة عن نهج النضال الدؤوب من اجل الوطن وكرامة الانسان وحرية الشعب وازدهار الحزب الذي ينتمي اليه ، كان اشتراكيا فكريا مؤمنا بقضايا الناس ومواطنتهم وبمفاهيم العدالة الاجتماعية وكان يكافح في إطار الحزب على تأصيل تلك القيم والمبادئ في دولة يسودها النظام والقانون والمؤسسات ولم يتوانى في يوم من الأيام عن تقديم التضحيات الجسام في سبيل تحقيق الأهداف التي كان يناضل من اجلها . كنا معا هو وانا حاضرين في كثير من فعاليات ومؤتمرات الحزب ولم اجده يوما الا كتلة من النشاط والنضال والتحفز ، ديناميكا خلاقة للتحدي والإرادة وضمير متقد من اجل ترسيخ قيم الخير والحب والسلام ، شغوفا بالمعرفة وقارئا فطينا وناقدا لكل اعوجاج بفطرة نقية تشبه روحه التي حلقت الى بارئها ذات مساء بارد وهي في أوج العطاء مخلفة حزن دامي وجروح لن تندمل وذكريات يصعب نسيانها . لا انعي هنا الرفيق مسعد الحدي ولكني أردد أهازيجه الثورية ومواقفه التي لاتموت ، فأمثاله لايموتون والى الأبد تظل روحهم تناجي كل الضمائر الشريفة وتلهمها باستمرار النضال في نهج الشهداء والأحرار للوصول الى الوطن الذي يتسع لجميع ابنائه ، .. لا أبكيك أيها الراحل وإنما أردد لحن الخلود لروحك العظيمة الملهمة ولشموخك الذي لم ينكسر ولهامتك التي لم تنحني ، عشت ورحلت وانت تعزف على أوتار المراحل اعظم ألحان التحدي وكان كفاحك عابرا للحدود حين ابيت الا ان تشارك في إنقاذ بيروت في ثمانينيات القرن المنصرم لتنقذ معها القيم والمبادئ التي تغلغلت في وجدانك ، قيم الانتصار للمضطهدين الذي تعلمناها جميعا من مدرسة الثائر جيفارا ونهلناها من الفكر الاشتراكي التحرري . رحلت أيها الرفيق في زمن اسود ومرحلة صعبة يمر بها هذا الوطن الذي أنهكته عصابات الدمار والفيد ومليشيات الدم وادخنة البارود وفي ظروف هذه الحرب التي لم تسمح لنا بتشييعك ووضع آلاف القبل والعهود على قبرك غير اننا على ثقة بلقائك في يوم المحشر العظيم لأننا احببناك رفيقا واحببناك أخا واحببناك إنسانا واحببنا نهجك وقيمك ومبادئك وستضل قلوبنا عامرة بك نبراسا يضيء دروبنا نحو المستقبل الذي حلمنا به معا وناضلنا من اجل بزوغه الزاهر . الوداع أيها الراحل ، وداعا الى حين فلقد تعثرت الحروف واختنقت الكلمات التي وقفت عاجزة عن الإيفاء بالحديث عنك ، عن تلك المواقف المشرقة وذلك الصمود والإصرار وذلك الوفاء الذي لا يحمله الا الرجال أمثالك . الوداع أيها الرفيق والصديق وعزاؤنا العميق المتجدد لنا ولرفاقك ولحزبك ولوطنك ولاهلك ، وسنبقى مسكونون بك على الدوام . من صفحته على الفيس بوك قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet