يعاني موظفو الدولة في اليمن بشكل عام ومحافظات الشمال بشكل خاص وضعا كارثيابسبب قطع رواتبهم منذ ما يقارب العام، وحتى مع وجود سلطتين تدعيان الشرعية الا ان ذلك لم يشفع لهم، ويبدو ان الخصمين اتفقا على تجويع الموظفين الذين لا حول لهم ولا قوة. ودفع انقطاع الرواتب اغلب الموظفين الى ترك منازلهم وبيع مقتنياتهم ونقل اسرهم الى الأرياف حيث متطلبات الحياة والنفقات اقل بكثير من المدن، بيد ان هناك كثيرون ممن لم يستطيعوا الانتقال الى أي مكان ومكثوا في منازلهم التي أصبحوا غير قادرين حتى على دفع ايجاراتها. مؤخراً بدأت تنتشر اخبار محزنة وأخرى مأساوية عن بعض الموظفين فهناك من مات من الجوع كما حصل في تعز بعد ان عجز أحدهم عن شراء ما يسد به رمقه ورفض مد يده للغير، وهناك من قتل بسبب شجار على خلفية ديون عليه، وغيرها من القصص التي نعرض هنا أحدها وقعت مطلع الشهر الفائت عندما حاولت عصابة قتل 8 اسر بالسم بحجة عدم دفع الايجار. يقول أحد سكان عمارة البعداني في حارة الخطيب بحي السنينة بالعاصمة صنعاء انه يوم الثلاثاء 6/6/2017 قامت عصابة مسلحة من 10 اشخاص بينهم ضابطان في الجيش باقتحام العمارة وقاموا بترويع النساء والأطفال ومحاولة قتل المستأجرين بصب مواد سامة في خزان المياه. جاء اقتحام العمارة من قبل المسلحين في وقت لم يكن فيها غير النساء والأطفال فيما المستأجرون الرجال غير متواجدين، وحسب المصدر قام المسلحون بصب كمية كبيرة من مادة (الفلاش) وهي مادة سامة داخل خزان المياه الأرضي للعمارة، كما قاموا بالصعود الى سطح المبنى واخذوا كل الواح الطاقة الشمسية الخاصة بالسكان واجهزة الستلايت (الداشات) وأخفوها في مخزن تابع لمالك العمارة وقاموا بتكسير خزانات ومواسير مياه تابعة للسكان في السطح. كاد المسلحون التسبب بكارثة ومجزرة حقيقية حيث تسكن 8 اسر في المنزل يبلغ عددهم اكثر من 35 فردا كان جميعهم معرضين للموت ذلك ان جميعهم يشتركون في استخدام الخزان الذي جرى تسميمه. يقول المصدر الذي نفضل ان لا نذكر اسمه ان مالك العمارة هو الذي استقدم العصابة، مشيراً إلى أنه لدى عودته للمنزل تفاجأ بالمسلحين وسألهم على الفور عن سبب تواجدهم هناك فرد عليه أحدهم انه يدعى أبو هاشم وانه يتبع أنصار الله ولديه توجيه بإخلاء العمارة من المستأجرين بالقوة. ويضيف "سألتهم عن سبب تسميم مياه الشرب، وعاتبتهم بان هذا حرام وانه سيؤدي الى تسميم وقتل السكان وانه ليس بعمل رجولي ولا أخلاقي فقاموا بالاعتداء على الضرب بشكل وحشي بالعصي واعقاب البنادق وتهديدي بالقتل". ويتابع " تمكنت من الفكاك منهم بعد تدخل بعض الحاضرين وصعدت بصعوبة الى شقتي وقمت على الفور بالاتصال بقسم شرطة السنينة ومكتب أنصار الله والجهات المختصة وبعد لحظات وصلت اطقم الشرطة واشتبكت مع العصابة وألقت القبض عليهم واقتادتهم الى قسم الشرطة وزجت بهم في السجن". لكن المؤسف في الأمر هو الافراج عن المسلحين بوساطة ضباط في وزارة الداخلية حضروا الى قسم الشرطة اليوم التالي والتقوا بمدير القسم الذي وجه بالإفراج عنهم دون التحقيق معهم. يقول المصدر "قمنا بالتواصل مع الجهات المختصة وابلاغهم ان مدير قسم شرطة السنينة أفرج عن العصابة المسلحة وبقينا نضغط حتى جرت اعادتهم الى السجن في قسم الشرطة، ثم احالتهم الى نيابة غرب الأمانة، قبل ان يقوم وكيل النيابة بالإفراج عنهم بضمانة". واصل سكان العمارة عملية الضغط على السلطات ووجهوا رسالة الى النائب العام الذي تجاوب معهم، وامر بضبط العصابة واعادتهم للسجن واستكمال التحقيقات في القضية كونها من القضايا الجسيمة، وهو ما جرى بالفعل، بيد ان وكيل نيابة غرب العاصمة افرج عنهم مجدداً- حسب المصدر. وحصل "الاشتراكي نت" على وثائق بينها التحقيقات مع المتهمين والبلاغ بالقضية في قسم الشرطة بالإضافة الى مذكرة ارسال المتهمين للنيابة للتحقيق معهم تمهيدا لنقلهم للمحاكمة، بيد انه جرى الافراج عنهم بعد تدخل ضباط ومسئولين في وزارة الداخلية التي تسيطر عليها مليشيات صالح والحوثي. وعلى الرغم من التوجيهات الصريحة من النائب العام بالتحقيق في القضية واحالتها الى النيابة الجزائية المتخصصة الا ان وساطات ونافذين لا يزالون يقفون دون ذلك. واستغرب المصدر التهاون مع مجرمين حاولوا قتل اسر بأكملها والافراج عنهم، معتبراً ذلك تشجيعا للعنف والتنكيل بقطاع واسع من المجتمع يعانون اشد المعاناة بسبب الوضع الحالي وانقطاع الرواتب وتدهور الاوضاع الاقتصادية.. قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet