أكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر اليوم الإثنين أن صنعاء لم تعد عاصمة بل أصبحت مدينة تسيطر عليها مليشيات صالح والحوثي الانقلابية موضحاً أن مدينة عدن أنشئت كعاصمة مؤقتة بقرار جمهوري ودستوري . جاء ذلك خلال لقائه اليوم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي السيد مراد وهبة، والمدير القطري للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أوكي لوتسما، بقصر المعاشيق بعدن. وجدد بن دغر مطالبة الحكومة بنقل مقرات المنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لكي تعمل بكل حرية وسهولة.. داعياً إلى ضرورة إنشاء مراكز في معظم المحافظات المحررة لتوزيع المساعدات الاغاثية والإنسانية إلى عموم المحافظات دون استثناء. وطبقا لوكالة الانباء الحكومية "سبأ" أعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تسهم زيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والفريق المرافق في مضاعفة أعمال الأممالمتحدة في المناطق المحررة.. مشيراً إلى أن الأممالمتحدة تلعب دوراً أساسياً في تخفيف معاناة المواطنين التي ساءت جراء انقلاب ميليشيات صالح والحوثي على الدولة والسلطة الشرعية، وأن الاممالمتحدة كانت حاضرة منذ بداية الأزمة في اليمن ولاتزال. ورحب رئيس الوزراء بالمشاريع التي يعتزم مكتب الأممالمتحدة الإنمائي بتنفيذها في اليمن، ممثلاً بمشروع نزع الألغام من المناطق المحررة، وكذلك مشروع الحوكمة المحلية في المجتمعات السكانية لتحقيق الاستقرار والأمن فيها. وقال رئيس الوزراء "إن صراعنا في اليمن له سبباً رئيسياً واحداً وهو الانقلاب على شرعية الرئيس هادي وعلى الدولة وعلى المجتمع اليمني، والإرادة الوطنية وانقلاب على الرئيس المُنتخب". وأضاف: "أن المرافق والمنشآت الحكومية كانت حية، وكانت الأوضاع والحياة تسير بصورة طبيعة وأن الحرب الذي بدأتها المليشيا من صعدة بدعم من إيران وهي سبب الدمار في كل المدن والمحافظاتاليمنية". ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة الشرعية ومنذ تحرير العاصمة المؤقتة عدن تعمل على مساعدة المواطنين الذين تعرضت بيوتهم للدمار، وقد شرعت الحكومة في إعادة ترميم بعض المنازل في مناطق التواهي والمعلا وكريتر، ولكن أعمال إعادة البناء والإعمار تتطلب أموالا كثيرة، وأن الحكومة تراهن على دعم المجتمع الدولي لليمن. واكد رئيس الوزراء أن الحكومة ستقدم الدعم لتلك المنظمات للقيام بعملها بكل مسئولية وشفافية وحيادية، حيث أن الحكومة خفضت من قيمة الضرائب على السلع للمواطنين بينما أقامت المليشيا مراكز ضريبية وجمركية لابتزاز التجار والمواطنين على مداخل المدن الواقعة تحت سيطرتها. ولفت بن دغر الى إن الحكومة صرفت المرتبات في جميع المحافظات المحررة وأرسلت بعض المرتبات إلى المحافظات التي تحت سيطرة الانقلابين بما في ذلك التربويين.. مطالباً الأممالمتحدة بالضغط على المليشيا الانقلابية بتوريد الايرادات مقابل المرتبات.. منوهاً إلى أن الحكومة أستمرت ولمدة عام ونصف بإرسال الإيرادات إلى صنعاء. وحمل رئيس الوزراء الميليشيا الانقلابية المسؤولية الكاملة على الحالة المتردية للمواطنين.. مشيرا إلى أن الناس يتضورون جوعاً وأن المليشيا تنهب رواتب الموظفين وتتحايل عليهم من خلال ما يسمى بالبطاقة التموينية والتي تمثل أبشع ابتزاز للموظف وتتاجر بمستحقاته.. مطالباً الاممالمتحدة بالإفراج عن كل الحسابات اليمنية المعلقة في البنوك الخارجية.. مشدداً على عدم إهمال التنمية في المناطق المحررة ومساعدة الشباب. وأكد رئيس الوزراء ،أن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي، مع تحقيق السلام العادل والشامل، السلام الذي أجمعت عليه القوى الوطنية والإقليمية والدولية بما في ذلك الحراك الجنوبي والحوثيين وفقاً لماء جاء في المرجعيات الثلاث، وأن أي عمل خارج هذه المرجعيات يعمق الأزمة، ويطيل من أمد الحرب، وهو ما يتحمل الحوثيون وصالح المسؤولية عنه. وقال: "إن الحكومة الشرعية تقف إلى جانب المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد وتدعم خطواته، والسلام قضية اليمن الرئيسية، وليس من العدل أن تقبل الأممالمتحدة بما أحدثه الانقلاب، خصوصاً وقرار مجلس الأمن 2216 جاء رافضاً للانقلاب وداعماً للشرعية في استعادة الدولة المنهوبة". واضاف رئيس الوزراء "أن الدولة ماضية في بناء مؤسساتها، ومنها مؤسسة القضاء والنيابات العامة، ومستمرة في مكافحة الاٍرهاب ومواجهة خلاياه وتجفيف مصادر تمويله، و أن الحكومة وبمساعدة التحالف العربي بقيادة السعودية ومساندة فاعلة من دولة الإمارات تمكنت من تحرير محافظة أبين ومدينة المكلا من عناصر تنظيم القاعدة وتطاردها في شبوة ووادي حضرموت وباقي مناطق اليمن". من جانبه أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية مراد وهبة، التزام المجتمع الدولي بدعم الحكومة الشرعية في اليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216.. مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من زيارته للعاصمة المؤقتة عدن معاينة أعمال مكتب الأممالمتحدة الانمائي في عدن، وكذلك للتنسيق في دعم أعمال البنك المركزي وإعادة بعض العمليات المصرفية من خلال الشراكة مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وأيضاً من أجل مشروع إزالة مخلفات الحرب في المناطق المحررة ونزع (الألغام)، والمجال الصحي والعمل على تنمية القدرات الصحية المحلية. وقال وهبة: "إن جميع الأنشطة التي تقوم بها الأممالمتحدة تتم بتنسيق مباشر مع الحكومة الشرعية وأن الزيارة تهدف إلى مساعدة المواطنين في مختلف المحافظات على رفع الوعي بمخاطر مخلفات الحرب".