تنطلق اليوم الخميس جولة المشاورات التي ترعاها الاممالمتحدة في جنيف بين بين اطراف الصراع باليمن في محاولة لإنهاء الحرب المدمّرة في البلاد والتي أودت بحياة 17 ألف مدني، ونزوح مليونين و500 ألف شخص، منذ العام 2015م، في حين يعاني أكثر من ثمانية ملايين يمني من الجوع والمرض، عدد كبير منهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وعقد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفثتس صباح اليوم الخميس اجتماعاً مع وفد الحكومة اليمنية برئاسة وزير الخارجية خالد اليماني في جنيف. وأوضح المبعوث الأممي بأنه استعرض مع الجانب الحكومي التطلعات المرجوّة من خلال المشاورات وقضايا متعلقة بعملية السلام في البلاد واجراءات بناء الثقة. وشدّد على أهمية التوصل لحل سياسي شامل للنزاع في اليمن، وقال إن الشعب اليمني، الذي يعيش في ظروف أمنية واقتصادية وإنسانية صعبة للغاية، يأمل في إيجاد تسوية سريعة للنزاع. وأوضح أنه يدرك التحديات المرتبطة بإحضار الأطراف معاً إلى جنيف لاسيما بعد مرور عامين على آخر لقاء بينها. وقال غريفثتس أنه يأمل حضور وفد الانقلابيين الذي تأخر عن الوصول إلى جنيف وذلك من أجل الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام. وكانت وكالة فرانس برس قد نقلت عن عضو وفد الانقلابيين القول انهم سيتوجهون إلى جنيف بعدما يتم تأمين طائرة عمانية تقل الوفد الممثل لهم. وبحسب الوكالة فإن وفد الانقلابيين اشترط نقل عدداً من الجرحى ومنح الوفد ضمانات بالعودة إلى صنعاء. وكان أعضاء مجلس الامن الدولي قد اعربوا عن دعمهم الكامل للعملية السياسية، التي تقودها الأممالمتحدة في اليمن، وجهود المبعوث الخاص للأمين العام مارتن جريفيثس للتوصل إلى تسوية سياسية. وأكد أعضاء المجلس في بيان صحفي يوم امس أنه ما من حل للنزاع في اليمن سوى الحل السياسي، مكررين دعوتهم إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن وبياناته، بما في ذلك القرار 2216 (2015). وستكون هذه المشاورات الأولية خطوة ضرورية وهامة نحو الاتفاقات السياسية والأمنية الشاملة والتي ستكون مطلوبة لحل النزاع، وتحسين الوضع الإنساني، وتحقيق السلام والازدهار والأمن لجميع اليمنيين، كما أشار البيان. وقال البيان: "عشية مشاورات جنيف، حث أعضاء مجلس الأمن الأطراف اليمنية على اغتنام هذه الفرصة لتهدئة التوترات والمشاركة الكاملة والبناءة وبحسن نية من أجل بناء الثقة بينهم والقيام بالخطوة الأولى نحو إنهاء الصراع الذي جلب الألم الشديد والمعاناة الإنسانية للشعب اليمني." ودعا أعضاء المجلس المجتمع الدولي، بما في ذلك الجيران الإقليميون، إلى دعم هذه المشاورات بنشاط، كما طلبوا من المبعوث الخاص إبقاءهم على علم بالتقدم المحرز، بما في ذلك من خلال إحاطة مجلس الأمن علما باختتام مشاورات جنيف، حتى يتمكنوا من النظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات دعما للتسوية السياسية. وجدد أعضاء مجلس الأمن التأكيد على التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال أراضي اليمن. الى ذلك قال مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن "إن الوقت قد حان لبدء عملية جديدة وإعادة إطلاق عملية تؤدي إلى حل" للصراع في اليمن والذي ألقى بظلال سالبة على حياة الكثير من اليمنيين، مشيرا إلى أن شعب اليمن بحاجة ماسة إلى إشارة أمل. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف يوم امس، إنه قدم دعوة للطرفين الرئيسيين في اليمن، الحكومة وجماعة أنصار الله، بغرض إجراء مشاورات في جنيف اليوم الخميسمشيرا إلى أن تشكيل وفود من الجانبين تزامنا مع يجري وضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بجميع الوفود بهدف البدء في إجراء المشاورات. واوضح المبعوث الاممي إن مشاورات جنيف تهدف لإتاحة الفرصة للقادة من الطرفين للتفيكر حول الطريقة التي يرغبون فيها بالانخراط والتفاعل مع بعضهم البعض بشأن القضايا التي يودون مناقشتها، بأي تسلسل وفي أي مكان. وأضاف أن المشاورات ستركز على جانبين رئيسيين، هما إعادة تنشيط عملية السلام والتمهيد لمفاوضات رسمية مقبلة، وبناء الثقة بين الطرفين. ولفت المبعوث الأممي إلى مرور عامين منذ آخر لقاء جمع الطرفين في الكويت، معربا عن أمله في أن تمثل مشاورات جنيف فرصة "لفتح صفحة جديدة". وردا على سؤال حول التدخل المحتمل في عملية التشاور من قبل القوى الإقليمية الأخرى، شدد غريفيثس على أن القضية اليمنية تخص اليمنيين وحدهم وليس غيرهم. وقال: "هذه مناقشات بين اليمنيين. اليمنيون هم من يحتاجون إلى حل خلافاتهم من أجل بناء أمتهم، وليست البلدان الأخرى هي من تحدد لهم مستقبلهم."
