أفادت مصادر مطلعة الاشتراكي نت أن رئيس الجمهورية قرر تعيين الشيخ حسين الأحمر على رأس لجنة السلام بصعدة على أن يعاونه في الرئاسة مدير الأمن السياسي بصعدة يحيى المراني. وكان أعضاء اللجنة السابقين قد رفضوا الانضواء في عضوية لجنة يرأسها مدير الأمن السياسي بحجة أنها لن تكون لجنة للسلام بل لجنة للحرب حسب قولهم. من ناحيته رفض عبد الملك الحوثي التعامل مع اللجنة الجديدة قائلا إن "لجنة وساطة ليس فيها أعضاء مقبولين من الطرف الآخر في قضية صعدة لن يكون لها من مهمة سوى إعلان بيانات الإدانة والتهيئة لتفجير حرب أخرى". يذكر ان الشيخ حسين الأحمر كان قد كلف بتشكيل جيش شعبي للقتال في صعدة الى جانب الجيش الرسمي قوامه 27 ألف مقاتل من قبائل حاشد وبقية القبائل المناصرة للدولة لكن الرئيس الغي الجيش وأعلن إيقاف الحرب من طرف واحد بعد يومين فقط من الإعلان عن الجيش الشعبي.
وتاتي هذه التطورات في سياق تصعيد الأوضاع في صعدة من جديد على اثر استقالة رئيس لجنة اعمار صعدة وزير الإدارة المحلية عبد القادر هلال واعتقال عدد من مرافقي رئيس لجنة الوساطة السابق فارس مناع. وكان اجتماع قد عقد صباح الأحد في منزل الشيخ حسين الأحمر حضره أعضاء مجلس النواب بصعدة وهدف إلى محاولة التوسط لدى فارس مناع وناصر قرشة ودغسان وغيرهم من أعضاء الوساطة السابقين وإقناعهم للانضمام إلى اللجنة الجديدة لكنهم رفضوا وابلغوا الأحمر رفض الحوثي التعامل مع اللجنة الجديدة بأي شكل من الأشكال. وقال مصدر مقرب من الحوثي في تصريح خاص بالاشتراكي نت إن "تعيين أعضاء مجلس النواب بصعدة في اللجنة الجديدة ليس له من غرض سوى البعد الانتخابي" مشيرا إلى أن أولويات أبناء صعدة ليست الانتخابات بأي حال من الأحوال وان موقفنا منها ينسجم مع موقف المشترك". وحسب معلومات الاشتراكي نت فان الحوثي ينوي إبلاغ الرأي العام بالتطورات الجديدة في مقابلة صحفية تنشر قريبا. وكان احد كبار قادة جماعة الحوثي قد حذر من الحشود العسكرية الجديدة إلى صعدة مشيرا إلى أنها تأتي في سياق التصعيد وتفجير الحرب بعد الانتخابات النيابية.
وأضاف صالح هبرة في تصريحات صحفية أن "حشد القوات إلى صعدة وتزامنه مع وصول السفن الحربية إلى خليج عدن وعدم تعرض الإعلام الرسمي لها يعتبر ترحيباً من قبل السلطة والدول المساندة لها في حربها ضد الحوثي بالاحتلال". وفي تعليق له على خطاب أخير لرئيس الجمهورية قال فيه إن الحوثيين يرفضون الخروج من المدارس والنزول من الجبال قال هبرة إن عرقلة الحل في صعدة ليس سببه "بقاء الحوثي في جبل أو نزوله منه أو بقائه في فصل من مدرسة أو خروجه منها كما تدعيه السلطة وإنما بعدم توفر الإرادة لدى القيادة السياسية في اليمن ومن يساندها من دول الجوار وهذا ما لم يحصل حتى الآن". وأضاف أن توفر الإرادة يبدأ بإيجاد خطوات عملية يشعر بها الجميع ويلمسها وليس خطابات إعلامية فقط . وأشار إلى أن "استقالة الوزير هلال تؤكد هذا وقبله اللواء يحيى الشامي والتشكيك في سياسية الدكتور عبد الكريم الارياني تعطي جميعها صورة واضحة عن واقع النظام وتكشف حجم وقوة التيار" الذي يريد تفجير الحرب مشيرا إلى اللواء علي محسن الأحمر والأطراف التي يمثلها. وحول اتفاقية الدوحة وما آلت إليه عبر هبرة عن أسفه لعدم تطبيقها وقال إن "السلطة لم تعمل معنا بمصداقية طوال الفترات الماضية وكانت تماطل في اتفاق الدوحة بشهادة الكثير وفي نفس الوقت تقاتلنا بدعوى إننا نرفضها ولم نلتزم بها". وطالب هبرة قوى المجتمع اليمني بأن تشكل لجنة من الشرفاء لمعرفة من المماطل في التسوية والوقوف ضده كما طالب بذلك المجتمع الدولي. ومضى هبرة يقول "ها نحن الآن نعلن أنا مع اتفاق الدوحة ونطالب السلطة في نفس الوقت بالالتزام به او ترفضه علنا" . يذكر ان حسين الأحمر كان أعلن بعد وقف الحرب بصعدة في يوليو الماضي أن وقف الحرب خيانة وطنية. وكان رئيس الجمهورية قد أعلن وقف الحرب الخامسة بصعدة في 17 يوليو الماضي لكن مراقبين رأوا أن القرار لم يكن جديا في إنهاء المشكلة ومعالجة آثار الحرب مشيرين إلى استمرار اعتقال مئات الأشخاص على ذمة الحرب ووقف كل الأموال التي سبق تخصيصها للتعويضات وإعمار ما دمرته الحرب.