تمكنت الأممالمتحدة اليوم الاحد من الوصول إلى مخازن الحبوب التابعة لبرنامج الأغذية العالمي المخزنة في مدينة الحديدة، وبدأت مهمة إنقاذ الغذاء الذي يمكن أن يبعد شبح المجاعة عن الملايين قبل أن يصيبه التعفن. ولم يتمكن البرنامج من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر منذ أن اندلع القتال العنيف في مدينة الحُديدة في مطلع شهر سبتمبر/أيلول 2018. وفي ذلك الوقت، كانت تحتوي المطاحن على 51 ألف طن – أي ما يمثل ربع المخزون الخاص بالبرنامج في البلاد - وهو ما يكفي من القمح لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهرٍ واحدٍ. ويمكن أن يبقى القمح صالحاً داخل الصوامع لأكثر من عام إذا تم تخزينه بطريقة صحيحة. وقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي لرويترز إن فريقا فنيا تابعا للبرنامج وصل إلى المشارف الشرقية للحديدة يوم الأحد للبدء في تنظيف المعدات وصيانتها استعدادا لطحن القمح. ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة إن الفريق الذي يقوده برنامج الأغذية العالمي سافر من مدينة عدن الساحلية الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة على امتداد الساحل الغربي متجنبا المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بعد أن رفضت الجماعة دخوله من ناحية الشمال الذي تسيطر عليه. وقال إيرفيه فيروسيل المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إن الأولوية هي البدء في تنظيف معدات الطحن وصيانتها وتعقيم القمح. وتتوقع الأممالمتحدة أن تستغرق هذه العملية بضعة أسابيع قبل البدء في طحن القمح وتوزيعه على المناطق اليمنية الأكثر احتياجا. وخلص تقييم أجري في فبراير شباط عندما سُمح للأمم المتحدة بدخول المطاحن لفترة وجيزة لأول مرة منذ سبتمبر أيلول إلى أن نحو 70 بالمئة من القمح يمكن إنقاذه. لكن الأممالمتحدة قالت إن إنتاجية الطحين (الدقيق) ستكون أقل من المعتاد بسبب تفشي السوس في القمح. واسفرت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.