أحيا صباح الأحد آلاف المواطنين من المناطق الوسطى في مهرجان حاشد الذكرى السادسة لاغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني الشهيد جار الله عمر . واحتشد الآلاف من مناطق مختلفة من النادرة والرضمة وا لسدة ودمت ويريم في ساحة عامة قرب قرية بيت فاتق بعمار (كهال) مسقط رأس جار الله عمر من العاشرة صباحاً حتى الثانية عشرة . وألقى عبد الغني جار الله عمر كلمة في المحتشدين شدد فيها على حاجة الرأي العام إلى معرفة حقائق اغتيال والده وأكد حاجة الوضع الراهن في البلاد إلى رجال يستلهمون نهج الشهيد جار الله عمر . كما ألقى عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني محمد المقالح والنائب البرلماني الدكتور منصور عزيز الزنداني كلمتين في المناسبة استعرضا فيها دور جار الله عمر وأثره في الحياة السياسية اليمنية . وألقى شاعران (مجيب الله الخولاني –نصار الحدي)فصائد شعرية في الشهيد وفي أوضاع البلاد ومكانة المشترك . وأعلن بيان صدر عن المهرجان رفض المشاركين المطلق للطريقة التي تعاملت بها السلطات مع قضية اغتيال جار الله . وطالب البيان المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية بالضغط على الحكومة اليمنية للكشف عن المتورطين الحقيقيين في اغتيال جار الله عمر وإعادة النظر في القضية . وأعلن المهرجان تأييده للحوار الوطني الشامل الذي يتبناه القاء المشترك لتجاوز الأزمة الوطنية في البلاد.كما أعلن المهرجان رفضه إجراء الانتخابات البرلمانية المفترضة في 2009 من جانب واحد وقال البيان إن نتائج هذه الانتخابات محسومة سلفا . وعبر مهرجان عمار عن تضامنه الكامل مع أصحاب الكلمة الحرة وقادة الرأي من الصحفيين والحقوقيين والعلماء والوجهاء ومنظمات المجتمع المدني، فيما يتعرضون له من اعتداءات متكررة، مطالبا بإيقاف عمليات الاعتقالات والخطف والمحاكمات غير العادلة للمطالبين بحقوقهم المشروعة والمكفولة دستورا وقانونا. كما طالبو بضرورة تقديم الفاسدين والعابثين بخيرات البلد للمحاسبة أمام الرأي العام، مطالبين السلطة المحلية بالمحافظة سرعة توفير كافة متطلبات البنية التحتية من المشاريع الخدمية وعلى وجه الخصوص مشاريع الطرق والمياه والكهرباء والمراكز الصحية وإقامة السدود وتوفير المعدات الزراعية وإعطاء المنطقة الحصة الكافية من الدرجات الوظيفية والقبول في الكليات العسكرية وتوفير حالات الضمان الاجتماعي وعدم التعامل بشكل مناطقي مع أبناء المنطقة ورفع المشاركون في المهرجان أعلام الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للاصلاح والمشترك . . واغتال متطرف متطرف يدعى علي جار الله السعواني جار الله عمر في 28 ديسمبر 2002 بينما كان يشارك في افتتاح مؤتمر عام للتجمع اليمني للإصلاح في صنعاء . ويعتقد على نطاق واسع أن أسباباً سياسية تقف وراء اغتيال القائد الاشتراكي حركتها دوائر في النظام اليمني الحاكم وطبعتها بطابع ديني للتستر عليها ننشر تاليا مقاطع من كلمات المتحدثين . محمد محمد المقالح وحيا محمد المقالح - نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الاشتراكي اليمني - في سياق كلمته المشاركين في المهرجان والمعدين له كما حيا "التجمع اليمني للإصلاح " والحزب الاشتراكي اليمني الذين فوتوا على الجناة هدف تمزيق المشترك بتلك الفعلة الشنعاء وقال المقالح " أن جار الله عمر لم يمت وان روحه تحلق بيننا وتقول لكم جميع بان القيم التي رفعها الشيهد ستنتصر مهما كانت الظروف والصعوبات " . وقال المقالح لقد ارتكب الجناة ومن وقف ورائهم فعلة شنعاء حين امتدت يد الغدر في مثل هذه الساعة الى اغتيال جار الله عمر محالين بذلك اغتيال "العقل اليمني وقيم الحوار والتسامح التي رفعها الشهيد لكنهم لم يعرفوا بان هذه القيم ستنتصر يوما من الايام واضاف في كلمة مرتجلة " لو خيرجار الله عمر الطريقة التي يموت عليها لاختار الطريقة ذاتها التي استشهد فيها ، فقد استشهد واقفا رافضا الركوع للخونة والمستبدين قبل أن يقدم روحه فداء للحرية والعدالة وقيم التسامح والحوار بين اليمنيين جميعا مختلف التوجهات الفكرية والسياسية." وأضاف: إن جار الله قدم وصية عظيمة قبل أن يموت يجب على الجميع أن يحفظها حيث قال " إن النضال السلمي يحتاج إلى تضحيات من طرف واحد"، بمعنى آخر أننا سنخرج إلى الشارع كما خرجنا في صنعاء وسنخرج في تعز وعدن وسنقدم تضحيات ولكننا في النهاية سننتصر وستنتصر إرادة الشعب. وأشار إلى أن احد أسباب استشهاد جار الله عمر كان محاولة لتفتيت وتمزيق اللقاء المشترك عشية انتخابات 2003م، داعيا الجماهير تعزيز تلك الأهداف التي أرادوا تمزيقها وفاء لروح جار الله عمر "وأن ترفضوا هذه الانتخابات المزورة سلفا بنظامها الانتخابي بإدارتها وسجلها وكل اجراءاتها ". وختم حديثة بالتشديد على اهمية التمسك برؤية المشترك لاجراء انتخابات حرة ونزيهة وعلى راسها وفي مقدمتها نظام القائمة النسبية وتابع القيادي الاشتراكي بالقول " إن هذه الانتخابات تريد أن تخرج الشعب اليمني من التمثيل في المؤسسات الدستورية وتبقى على مجموعة صغيرة من الصعب توصيفها ولا تمثل الشعب وإنما تمثل فئة او فئتين من فئاته المختلفة ". وقال "نريد برلمان يمثل اليمنبأحزابه السياسية وفئاته الاجتماعية وتياراته السياسة والفكرية"، مؤكدا أن هذا البرلمان لا يمثل سوى شلة من المنتفعين وهو ما يعني أن هذه الانتخابات لم تعد تمثل هاجسا لأبناء الشعب اليمني ولن نشارك فيها الا اذا تم تغيير نظامها الانتخابي اولا" الدكتور منصور الزنداني من ناحيته دعا عضو مجلس النواب رئيس لجنة التشاور الوطني بمحافظة اب الدكتور منصور الزنداني الشعب اليمني إلى إحياء ذكرى اغتيال الشهيد جار الله عمر. وقال " نتحدث في هذا اليوم لكي نستلهم الحرية والإرادة والشجاعة والحكمة من أرواح شهدائنا الأبطال الذين ضحوا من أجل اليمن ومن اجل كل مواطن يمني، وأرادوا لهذا الشعب أن يكون حرا أبيا بما فيهم أولئك الذين أبوا إلا أن يكونوا عبيدا باعوا إنسانيتهم وكرامتهم ليكونوا خدما لأطراف وظفتهم ؛ وطالب بجعل يوم استشهاد جار الله عمر يوما للشهيد اليمني وأضاف "إن هذا اليوم ليس يوم أبناء المنطقة الوسطى وإب فهو يوم اليمن .. يوم الشهيد الحر الذي من خلاله وأفكاره نهلت هذه الجموع التي تمثل ثمرة من ثمراته. وأضاف القيادي الإصلاحي في كلمته " إن قيادات المشترك تتعرض يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة للضغوط والتهديد والوعيد والتخوين ولكنها بإرادة الله صابرة مرابطة عاجلة على المضي قدما لأجل تنفيذ أهداف المشترك التي قال أنها هي أهداف الشعب اليمني وليس حزبا بعينه. واشاد الدكتور الزنداني بتجربة اللقاء المشترك قائلا "إن أحزاب اللقاء المشترك تخلت عن العصبية الحزبية الضيقة والممقوتة وأعلنتها صريحة ، وقدمت تجربة فريدة لم يسبقها أحد ؛ فلها الشكر لأنها قدمت إبداعا جديدا ونموذجا ليس في اليمن فحسب بل وعلى مستوى الوطن العربي والعالم ؛ مؤكدا أن هناك اليوم رسائل ماجستير ودكتوراه وكتب علمية تدرس ظاهرة اللقاء المشترك في الجمهورية اليمني .. أي أنكم أنتم يا أبناء اليمن قدمتم نموذجا حيا تجاوز كل العقد السياسية وتجاوبتم من كل أرجاء اليمن فقدمتم فكرا سياسيا جامعا هو اللقاء المشترك عبد الغني جار الله عمر وألقى كلمة أسرة الشهيد جار الله عمر نجله " عبد الغني " أكد خلالها أن حضور أبناء المنطقة بتلك الصورة لإحياء ذكرى اغتيال والده يؤكد من جديد نقاء نفوسهم ووفائهم الكبير لروح الشهيد جار الله "ذلكم الوفاء الذي سيضل لأسرته وكل اليمن مدعاة فخر واعتزاز طيلة سنين حياتهم"، مشيدا بهذا الحشد الجماهيري في ذكرى إغتيال جار الله عمر وقال بان انصار جار الله عمر ومحبيه "أثبتوا أنهم حملة قضية لطالما حملها جار الله عمر طيلة حياته وقدم في سبيلها روحه الطاهرة وما أحوج البلاد اليوم لرجال من هذا النوع خاصة وقد تبدت ملامح المستقيل بما لا يرضى به أي وطني غيور... واضاف هولاء "رجال يتسمون بالصدق ويعيشون في قلب الأحداث والهموم وينظرون إلى قضايا الوطن ببعد واسع حرصا على مصلحة الوطن والناس". وقال عبالغني "أن جريمة الاغتيال مثلت ضربة موجعة يعجز اللسان التعبير عما خلفته لنا وللوطن، ولكن اكتشفوا مما تلاها الكثير مما خفي عنهم عن والدهم ومكانته العظيمة ونجاحاته الباهرة في ميادين النضال والسياسة وصفاته النادرة والتي تركت مآثر تسجل في أنصع الصور في صفحات التاريخ. وتابع "كما رأينا أيضا لحظة استشعار بالمسئولية الوطنية من قبل المخلصين الذين أضحت ميادين النضال السلمي تعج بأصواتهم الصارخة ومواقفهم المتضامنة تجاه مصير الوطن المجهول". وفيما يتعلق بمسار قضية اغتيال والده، قال عبد الغني، "لا أخفيكم أننا اليوم بأمس الحاجة لمواقف الرأي العام بكل أطيافه وتكويناته الوقوف معنا حتى تتكشف كافة خبايا وخفايا جريمة الاغتيال والتي لن نقف حيالها حتى تتضح الحقيقية وتستبين لكل الناس."