أكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الأحد، أن الخدمات الأساسية في اليمن، باتت على شفير الانهيار التام مع دخول الحرب في البلاد عامها الخامس، مطالبة كافة أطراف النزاع والمجتمع الدولي بوقف الحرب. وقالت المنظمة في تقرير صادر عنها إن الوضع في اليمن يتدهور يوماً بعد يوم ما يستوجب دعماً شاملاً طويل المدى ومتعدد القطاعات للأمهات والأطفال في اليمن. وأشارت إلى توقف دفع رواتب أكثر من 1.25 مليون موظف حكومي، بمن فيهم الأطباء والأخصائيون الاجتماعيون وغيرهم من العاملين في القطاع العام منذ أكثر من عامين ونصف. وأضافت المنظمة أن انقطاع المرتبات أدى إلى إغلاق أو تخفيض ساعات عمل بعض المرافق الحيوية كالمنشآت الصحية والمدارس ومرافق المياه والصرف الصحي وغيرها من الخدمات الاجتماعية الأساسية. وتابعت " علاوة على المخاطر التي تهدد الحياة من جراء استمرار النزاع تبقى التحديات العاجلة المتمثلة بالفقر وندرة الغذاء ونقص مياه الشرب المأمونة تشكل تهديداً من نوع خاص يواجه القطاع الأكثر ضعفاً داخل المجتمع اليمني وهم النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم". وجاء في التقرير أن 24 مليون و 100 ألف شخص أي جميع سكان اليمن تقريباً بحاجة إلى مساعدة إنسانية، و مليونين و 300 ألف شخص نازحين من ديارهم، في حين يعاني 10 ملايين يمني من من الجوع الشديد، و 238 ألف شخص يعيشون في جيوب من المجاعة الكارثية - مما يشكل تهديداً وجودياً بالنسبة لهم كما يعاني 360 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد. وأوضح التقرير أنه لم يعد هناك سوى 51 بالمئة من إجمالي المرافق الصحية ما تزال تعمل بشكل كامل رغم أنها تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين. وأفادت اليونيسف أن الحرب دفعت بقوة صحة المجتمع والرعاية التوليدية إلى خط المواجهة مع تزايد أعداد الوفيات بين المدنيين المرتبطة مباشرة بنقص الموارد. ووفقاً لليونيسف ارتفع معدل وفيات الأمهات بشكل حاد خلال الحرب، من خمس وفيات في اليوم عام 2013، إلى 12 حالة وفاة في 2018، ولفت التقرير إلى أن هذه الأرقام المجردة لها عواقب أخرى، فعندما تموت الأم فإن ذلك يزيد بشكل كبير من خطر وفاة أطفالها، مبيناً أن الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم غالباً ما يواجهون فرصة ضئيلة للبقاء. وقال التقرير إن طفلاً واحداً يموت من بين كل 30 طفلا خلال الشهر الأول من ولادتهم، فالرضيع الذي فقد أمه تكون مخاطر وفاته عالية، بشكل مباشر بسبب سوء التغذية أو بشكل غير مباشر من خلال زيادة التعرض للعدوى. وأردف " ونيابة عن الأطفال والأمهات، طالبت يونيسف كافة أطراف النزاع والمجتمع الدولي، بوقف الحرب، والحفاظ على نظام الرعاية الصحية قيد الخدمة، وزيادة الموارد، إضافة إلى تحسين السلوكيات المعززة للصحة." وتسببت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة بمقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها. وحسب احصائيات الأممالمتحدة أجبرت الحرب نحو 4.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال أكثر من 3.3 مليون شخص في عداد النازحين ويكافحون من أجل البقاء. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب "الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.