لا يقيس الكثيرون من سكان جنوب إسرائيل القتال الدائر في قطاع غزة المجاور لهم بالأيام أو الساعات لكن بعدد الثواني التي يضطرون إلى قضائها أثناء الاحتماء من الصواريخ التي تطلقها حماس. وفي مدينة اشدود الساحلية قتل صاروخ امرأة يوم الاثنين بعد 40 ثانية بين إطلاق صافرات أقصى درجات التحذير وسقوط الصاروخ. وتبعد اشدود 35 كيلومترا عن غزة ولم تمس صواريخ الإسلاميين الفلسطينيين المدينة قبل أن تشن إسرائيل حملتها الجوية على القطاع يوم السبت. وما زال الكثيرون من سكان المدينة البالغ عددهم 230 ألف نسمة لا يصدقون أنهم الآن تحت النيران. وقال ايلي وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 40 عاما "مازلنا في صدمة. لم أسمع طوال حياتي صافرة تشير إلى أقصى درجات التحذير في اشدود". وقتلت الصواريخ ..وبعضها مصنع محليا والآخر من إنتاج مصانع وجرى تهريبه إلى غزة.. أربعة إسرائيليين منذ بدء القتال. وتطلق حماس صواريخ أكثر قوة بمرور الأيام ضمن استراتيجية أطلقت عليها "بقعة الزيت الحارقة". وقتلت إسرائيل أكثر من 380 فلسطينيا في غزة منذ بدأت الهجمات يوم السبت وتشترط أن تتضمن أي هدنة جديدة في غزة إنهاء إطلاق الصواريخ. وقال حاييم روزن (13 عاما) انه يفكر دوما في المخابئ التي يجد فيها حماية إذا انطلقت صافرات الإنذار مرة أخرى. وأضاف روزن أثناء فترة استراحة وهو يتجول بدراجته على الأرصفة التي لا تزال مزدحمة بالمشاة "انه مثل أي يوم آخر... حتى الآن كنا نعتقد أن الإنذارات لن تسمع إلا في عسقلان وحدها أو إلى الجنوب منها." وفي عسقلان التي تبعد 20 كليومترا عن غزة تمنح صافرة أقصى درجات التحذير السكان 30 ثانية للعثور على مخبأ. ورغم أن السكان اكثر اعتيادا على صافرات الإنذار لأنهم عايشوا زخات من الصواريخ في السابق إلا أن نمط حياتهم تغير. فمراكز التسوق مغلقة في أحيان كثيرة والبلدية والمصالح الحكومية تعمل من غرف محصنة أو في مخابئ تحت الأرض. لكن التأثير ملموس أكثر في التجمعات الإسرائيلية السكانية الحدودية الصغيرة التي يمكن لسكانها أن يروا غزة من الفناء الخلفي لمنازلهم. ويستمر التحذير في هذه التجمعات عشر ثوان فقط. وإذا أطلق الفلسطينيون قذائف مورتر على ارتفاع منخفض فان هذه القذائف قد لا ترصدها أجهزة الرادار الإسرائيلية على الإطلاق. وكثير من البلدات خاوية حيث تفضل النساء والأطفال البقاء مع الأصدقاء والأسر في مناطق بعيدة عن ذراع حماس. وفضل نيتزان شاي (42 عاما) وهو عامل زراعي يعيش في كيبوتز نيريم الذي يبعد كيلومترين من غزة البقاء للعمل في الحقل بينما انتقلت الأسرة إلى الشمال. وقال شاي "الرجال هم في الأغلب من بقوا هنا.... وخصوصا الأكبر سنا الذين شهدوا حروبا من قبل ولا يهابون أي شيء". *** رويترز