أفادت تقارير صادرة عن الأممالمتحدة بأن جائحة كوفيد-19 أثارت موجة نزوح جديدة في اليمن الذي مزقته الحرب، وأن النازحين اضطروا لبيع ما لديهم من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة بول ديلون في مؤتمر صحفي افتراضي، يوم أمس الثلاثاء إن أكثر من 10 آلاف شخص نزحوا خوفاً من العدوى وتأثير تفشي المرض على الخدمات والاقتصاد منذ نهاية مارس إلى 18 يوليو الجاري. وأضافت المنظمة أن بعض النازحين نزحوا من عدن ولحج إلى مناطق داخل المحافظات أقل تأثراً بالفاشية؛ فيما ذهب آخرون إلى مناطق في أبين على الرغم من القتال النشط في أماكن أخرى بالمحافظة. ونقل ديلون عن امرأة يمنية في عدن قولها إن "أشخاصا اضطروا إلى بيع فرشهم وبطانياتهم وملابس أطفالهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وإن النازحات اللاتي اعتدن العمل كخادمات في البيوت، يجبرن على التسول في الشوارع لأن أرباب العمل يخشون من أن تكون تلك النساء حاملات للفيروس ". وتشير أحدث البيانات من مصفوفة تتبع البيانات في المنظمة الدولية للهجرة إلى أن "أكثر من مائة ألف شخص قد أجبروا على الفرار بسبب القتال وانعدام الأمن منذ يناير، وسط العنف المستمر المرتبط بالنزاع الطاحن في البلاد، والذي دخل عامه السادس. وأضاف ديلون أن العدد الفعلي للنازحين من المحتمل أن يكون أعلى، حيث استطاعت المنظمة أن تجمع البيانات في 12 محافظة فقط من أصل 22 بسبب القيود المفروضة على التنقل، في حين أن العديد من النازحين بسبب الجائحة، ينتقلون لثاني أو ثالث أو رابع مرة". وأشارت المنظمة إلى أنه على الرغم من أن العدد الرسمي لحالات كوفيد-19 في اليمن لا يزال منخفضاً، إلا أنه يعتقد على نطاق واسع أن العدد الفعلي أعلى بكثير بعد أن تم تحديد الحالات الأولى في أبريل، نظرا لمحدودية القدرة على اختبار الناس والمخاوف بين السكان المحليين بشأن التماس العلاج. وذكر ديلون أن حوالي نصف المرافق الصحية أُجبرت على الإغلاق أو تضررت منذ تصاعد النزاع في مارس 2015، بين قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والحوثيين. وأوضح أن "الوضع صعب بشكل خاص في أماكن مثل عدن حيث ترفض المستشفيات الحالات المشتبه فيها وقد تحدثت تقارير إخبارية عن حفر أعداد كبيرة من القبور". وحتى فجر اليوم الأربعاء، سجلت الحكومة الشرعية (1629) إصابة بفيروس كورونا، بينها (456) حالة وفاة، و(741) حالة تعاف، فيما ترفض جماعة الحوثيين الكشف عن أرقام الإصابات والوفيات الناتجة عن الفيروس في مناطق سيطرتها شمالي البلاد.
