الرسالة الاولى: أراك كما أشتهي من رؤاك ضاق بي الصمت , كل يوم يكاد يخنقني في الطريق اليك الخطى , فكل المرايا تباعد بين وجهتنا اذا ما التقينا , وها هو بوحي اليك يبث تفاصيل أوجاعه وجعا, وجعا , في عالم قاحل باللغات , وصدى مترف بالفتات. سأضرب عرض الجدار ورود التمني وزهو الترجي , وكل الذي يقربنا من الوهم زلفى , وافسح متكئا للتأمل في أفقك المحتوي على كل ذكرى تجلت , واخرى تخلت, وثالثة تتذبذب بين ما بيننا والشتات . رفيقي صديقي اخي في السناء, في الشقاء , في اللقاء , في متاه النهار وانطواء المساء , أرى كل شيء بعينيك في الكلام الذي ننفق فيه الفراغ , يتلوى بالوجع السرمدي الذي تتقلب بين قوسيه فينا على جهة واحدة. هنا يرقد الآن نصفي , وكلي يبكي عليه مدادا , دما , لا يكاد يبين اذا ما التقينا , فضاء لبدء انقسامي في زمان التجلي , وطيفا من الضوء , عقودا من الزهو , ومما يختزل البوح من أمهات الجلال . لسنا وحدنا من يتوجع فيك ,( فصدان) الحبيبة والاصدقاء , (صدان ) التي في هواها القرى يذبن هوى ويشمخ في عشقها صباح الندى والضباب وتلك القرى التي اقمت بها والمدن. رفيقي , صديقي , اخي , ما الذي في الرثاء اعجبك , وانت الذي لم تتوجس خيفة منه لحظة من ضحى أو طرفة من مساء العذاب . هنا اشهد الضوء في آنية الماء منكسرا, وأرك كما أشتهي من رؤاك , فها نحن حتى يغيب النهار بلون المقيل نصغي اليك , ونذهب في جدلية الشك حتى اليقين بأنك انت , المقاوم , المجادل الصلب ,الواقعي , والعامل الذي يترك آثاره في كل بيت , ومدرسة ومشفى .ونختم بأبجدية البحر* مسرى الليال. لن أطيل التأوه في حضرتك, كي أتخفف من ثقل الظن , رأفة بالجنون, سأختار بعض الاحاديث تلك التي جمعتنا هوى في المسار , والقي بها ثانية في مسمع الكائنات تلك التي - لم تعيها- في الزمن الرخو علها تجد الآن فيها بعض طرائقها في الحياة............ من هما ارسل الآن شدوي اليك, عله يتوقف بين يديك , في انتظار الذي سيأتي غدا ...... * اشارة الى ديوان سلطان الصريمي ابجدية البحر والثوره د. عبد العزيز علوان 31/10/2020 تعز