ناقش عشرات السياسيين والأكاديميين والنشطاء يوم الأحد أزمة النظام السياسي اليمني في أول حلقة نقاشية ينظمها ملتقى التشاور الوطني الذي انبثق عن اللقاء المشترك ويضم مختلف فئات المجتمع وذلك لتجاوز الأزمة الوطنية في البلاد. وانتظم في الحلقة التي أقيمت على قاعة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك ورئيس اللجنة العليا للتشاور الوطني حميد عبدالله الأحمر ونائب رئيس اللجنة الدكتور عيدروس نصر وأساتذة في الجامعات اليمنية وعلماء دين وسياسيون من مختلف الأحزاب. وقال رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك سلطان حزام العتواني إن جذر أزمة النظام السياسي اليمني تكمن في أنه "نظام انتقل من حالة التعددية المقرة في دستور الوحدة إلى نظام تسلطي بعد حرب صيف 94 ثم إلى نظام شخصي لتمركز كل تفاصيله حول شخص الرئيس". وأضاف العتواني "لقد أنتج نظام التسلط والأحادية السياسية مجموعة من المظاهر المفزعة والمثيرة للغاية على الصعيد الوطني وفي مقدمتها استهلاك التجربة الديمقراطية والسعي بها نحو جعلها خياراً مستحيلاً على الصعيد الوطني، عاجزاً في نفس الوقت عن خلق شروط وأدوات مناسبة من شأنها أن تحمي البلاد من التفكك السياسي والعرقي وأن توفر المن والتنمية للمواطنين". ومن مظاهر الأزمة في رأي العتواني ووثائق المشترك، غياب الدولة الوطنية المؤسسية وإلغاء الشراكة الوطنية وإضعاف الروابط الوطنية وتدمير النسيج الاجتماعي.ويقول العتواني في توضيح غياب الدولة الوطنية إن السلطة عمدت إلى "استبدال النظام السياسي بحشد عناصر المتسلطين (...) يعملون خارج نظام الدولة المؤسسية ويعملون على إعاقة بنائها وأولو مهامهم حماية النظام الذي حشدهم". أما إلغاء الشراكة الوطنية فالنظام الأحادي وفقاً لهذه الرؤية استبدل الشراكة الوطنية "بمعايير من الولاءات المناطقية الجهوية يعتقد أنها ستكون حزام الأمن لهذا النظام وعلى غرار التقسيم المتخلف والذي ينتمي إلى العصور الوسطى وأقدم نظم الممالك المنقرضة، يجري الترويج لشراكة اليمنيين بالسلطة والثروة يكونها تعيينات لأشخاص يمثلون مناطقهم فيما مناطقهم تنكر في أفضل الحالات انتماءهم لها". وأضاف العتواني في ورقته التي تلاها باسم المشترك أن التعريف بأزمة النظام السياسي وتشخيصها مسؤولية مجتمعية لاتقتصر على المشترك. وكان رئيس اللجنة العليا للتشاور الوطني حميد الأحمر قد أشار في كلمة له إلى أن أهمية إثراء الآراء حول الأزمة الوطنية للخروج بحلول لها. من جانبه قال الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي الدكتور عبد الله عوبل إن مظاهر الأزمة السياسية الراهنة تتمثل بهشاشة البنية التحتية للدولة ووجود خلل في وظائف النظام. وأضاف أن أي خلل في الوظائف لأي نظام اجتماعي يعود لطبيعة البناء الاجتماعي لهذا النظام, مشيرا إلى سوء إدارة الموارد المادية والبشرية وما تمخض عن ذلك من أزمة. وأوضح عوبل أن الفشل في التنمية يؤدي إلى ظواهر خطيرة وشعور الناس بالظلم وتراجع الولاءات للدولة إلى الولاءات لما قبل الدولة وتحدث عوبل حول سوء استخدام السلطة وتوزيعها وسوء توزيع الثروة واحتكار الحكم بالقوة في أيادي قلة من المجتمع . مشيرا إلى أن العقل الإنساني وصل إلى حل لهذه الإشكاليات من خلال إيجاد الدولة الحديثة والمركبة. من جهته قال الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إن المشترك يواجه نظاماً يرفض التداول السلمي للسلطة.وتحدث في الحلقة عشرات السياسيين والأكاديميين.