قال المرشح الرئاسي المعارض في انتخابات 2006 فيصل بن شملان يوم الأربعاء إن شعوراً طاغياً في المحافظات الجنوبية بأن الوحدة والشراكة انفضتا وأشار إلى أن دخول الوحدة كان بشراكة لا بأصل وبفرع. وكان المهندس ابن شملان يتحدث في ملتقى التشاور الوط ني الذي انعقد يوم الأربعاء بمشاركة نحو 1200 شخص من السياسيين والأكاديميين وعلماء الدين وممثلين لكل الفئات الاجتماعية في أكبر تجمع لحوار وطني يبحث الأزمة اليمنية منذ بروزها مؤخرا. وينعقد الملتقى تحت شعار "من أجل شراكة وطنية تحمي الوحدة وتبني الدولة اليمنية الحديثة". وكان النائب حميد الأحمر طالب في افتتاح الملتقى بإعادة "الألق" إلى الوحدة وكذا إعادة شرفائها. وقال الأحمر "كم كنت أتمنى أن يحتقي بالوحدة الذين سقطوا في الحبيلين والضالع (...) نريد أن نحتفي بالوحدة في صعدة احتفالا تنموياً لا عسكريا". وأضاف: التعبير عن الحرص على الوحدة لا يأتي بالمجادلة بل بالصدق والصراحة والتعبير عن مكان الخلل. وتابع أن هناك إدراك واسع عند أبناء اليمن أنهم بحاجة حقيقية إلى الحوار والشراكة وأن يكون هذا الحوار معبراً عن إرادتهم (...)من يحافظ على وحدة اليمن هم أبناؤه". واعتبر الأحمر أن التشاور الوطني يمثل الأمل في وطن يتسع للجميع "وما تقدمت أحزاب المشترك بهذا المشروع إلا إيماناً بدورها". "وعلى الحوار الوطني أن يحدد من العابث والمسيء وأن يشخص الحالة الوطنية بصدق لا كما تريده السلطة أو كما يريده بعض أصحاب المشاريع الصغيرة. من جهته قال رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك سلطان حزام العتواني أن المشترك سيظل على الدوام وفياً لالتزاماته تجاه الشعب. وأضاف أن الدعوات الصادرة عن اللقاءات التشاورية التي تعقدها السلطة والدعوات الصادرة عنها تثبت أن السلطة ما زالت تراوغ وترفض الأخذ بأي توجهات للإصلاح الوطني. ولفت العتواني إلى إصلاحات تاريخية يرى أن من المهم الخروج بها بينها استعادة الجمهورية وإنقاذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر من الانتهازيين وبناء دولة النظام والقانون وتحقيق المواطنة المتساوية وتحقيق تنمي ة حقيقية ترفع مستوى معيشة المواطنين إضافة إلى تخليص الديمقراطية مما لحق بها. أما السياسي محمد سالم باسندوة وهو مستشار رئيس الجمهورية فأبدى قلقه من خطور ة المرحلة وقال إنه لم يشهد تكالب الأزمات على اليمن مثلما هي الآن. وأضاف باسندوة الذي ألقى كلمة عن فئة المناضلين "المطلوب التخلي عن النرجسية والتخلي عن الصيغة التي فشلت والبحث عن صيغة جديدة". وأكد وجوب أن تقوم الوحدة على شراكة التوزيع العادل للثروة والسلطة قائلاً "إذا لم نقلها فلا خير فينا وإذا لم يسمعها الحاكم فلا خير فيه". الوطن ليس جغرافيا بل حقوقا وأكد الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية أن الوطن ليس جغرافيا وحدودا بل حقوقا. وقال الظاهري في كلمة عن منظمات المجتمع المدني أن الوحدة هي الشخصية الملهمة لليمنيين لكن دون تقديسها بحيث تتحول إلى صنم. وأضاف "أخشى على الوحدة أن تتحول إلى معبود صنمي. وعبر عن تفاؤله بانتقال المعارضة اليمنية الممثلة بالمشترك من حالة القبول بالأمر الواقع إلى تغيير الواقع حسب تصنيفه. وأكد أن من الواجب محاسبة الذين "حولوا الوطن إلى أرصدة في البنوك وسيارات فارهة وقصور شامخة". عبدالسلام العنسي: تقرير هلال – باصرة عاجلا من جهته طالب عبدالسلام العنسي عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وأحد مؤسسيه بحلول سريعة للقضية الجنوبية وقضية صعدة وقال إن الوحدة ليست محل مساومة. واضاف العنسي: لابد على الرئيس أن يصدر قراراً سريعاً بتنفيذ توصيات تقرير هلال - باصرة. وحدد التقرير الذي أعدته لجنة رئاسية برئاسة الوزيرين عبدالقادر هلال وصالح باصرة 17 مس ؤولاً في السلطة قال التقرير إنهم مسؤولون عن نهب معظم الأراضي في المحافظات الجنوبية . عوبل: لحظة هامة في التاريخ المعاصر من جهته اعتبر الدكتور عبدالله عوبل أمين عام التجمع الوحدوي اليمني اللقاءات التشاورية فرصة وطنية أخرى لتجاوز أزمة اليمن. وطالب عوبل في كلمة له عن الأحزاب السياسية بالإفراج عن المعتقلين ورفع القيود عن الصحافة. ووصف انعقاد ملتقى التشاور بأنه لحظة هامة في التاريخ اليمني المعاصر. وألقت جوهرة حمود الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني كلمة عن المرأة، عرضت فيها صعوبات المرحلة اليمنية الراهنة والتحديات الماثلة أمام القوى الوطنية لتجاوز الأزمة. فرصة أخيرة لإنقاذ اليمن واعتبر سمير جبران ناشر صحيفة المصدر الأهلية الإجراءات الحكومية ضد صحف أهلية مؤخر اً تراجعاً عن التعهدات التي قامت عليها دولة الوحدة. وقال جبران الذي ألقى كلمة عن الصحفيين "الوطن يمر بمنعطف خطير وأزمات تشمل كل الفئات ولا بد من خطوات عملية تفرمل وطناً يسير نحو الهاوية". واعتبر جبران ملتقى التشاور فرصة أخيرة لإنقاذ اليمن وديمقراطيته من خاطفيهما وفق تعبيره. وتستمر جلسات عمل الملتقى خلال يوم السبت من خلال جلستي عمل في المساء. ومن المقرر أن يفضي الملتقى إلى تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيبحث الأزمة اليمنية ويقر حلولاً لها. وكانت جلسة الافتتاح حظيت بتغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام المرئي والمطبوع وحضرها دبلوماسيون وممثلون لكافة الفئات الاجتماعية والمهنية والأحزاب السياسية. وغطت قاعة المؤتمر شعارات توضح غاية التشاور الوطني وأهدافه. فالتشاور الوطني "إرادة شعبية للخروج من الأزمة الوطنية". وقالت أخرى "التشاور الوطني إرادة لإعادة الاعتبار للدولة المؤسسية وتعزيز الهوية الوطنية" . كما كتب على يافطات "التشاور الوطني..انتصار للغة الحوار ونبذ لأشكال العنف". و "التشاور الوطني، من أجل يمن خال من الفساد".