زار وفد أممي برئاسة نائب منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديجو زوريلا، اليوم الاثنين مدينة تعز، للاطلاع على المعاناة الإنسانية لسكان المدينة المحاصرة من قبل الحوثيين للعام الثامن على التوالي. وناقش الوفد مع محافظ محافظة تعز نبيل شمسان الاحتياجات والتحديات التي تواجه سكان مدينة تعز، لما من أجله تخفيف حدة المعاناة الإنسانية. ووفقا للمكتب الإعلامي لمحافظ تعز، فإن اللقاء حضره ممثلين لمنظمات الأوتشا وبرنامج الغذاء العالمي، واليونسيف والبرامج الانمائي، والفاو، والهجرة الدولية، والأمن والسلامة وقيادات السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن المرأة والشباب. واعتبر المحافظ شمسان، زيارة الوفد الأممي يشكل أهمية كبيرة في الاطلاع عن قرب على معاناة أبناء تعز. خصوصا المعاناة الناجمة عن الحصار المفروض من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية. وأوضح، أن أبناء محافظة تعز يعانون من إغلاق الطرق وصعوبة التنقل والسفر وارتفاع كلفة السلع والبضائع بزيادة كبيرة عن كل المحافظات. وطالب المنظمات الأممية برفع صوتها وممارسة دورها في الضغط لفتح الطرق والتي تمثل أهم القضايا الإنسانية التي تعاني منها تعز. وتطرق شمسان، إلى احتياجات المحافظة من المياه ومعالجة الصرف الصحي والوصول لمقلب القمامة الواقع تحت سيطرة الحوثيين غربي المدينة. إضافة إلى الحاجة لدعم القطاع الصحة والتعليم والنازحين ونزع الألغام. وطلب من برنامج الغذاء وكل المنظمات مراعاة الكثافة السكانية للمحافظة وما يقابل ذلك من احتياجات يجب نقلها وإيصالها للشركاء الدوليين. وذكر أن السلطة المحلية تقدم الرواتب والخدمات المختلفة لكل أبناء تعز في المديريات المحررة وغير المحررة. غير أن إغلاق الطرق والتعنت في ذلك من قبل الحوثيين يتسبب بمضاعفة المعاناة لأهالي المحافظة. وأشاد بالجهود والتدخلات المختلفة لمنظمات الأممالمتحدة خلال المرحلة السابقة. وأكد شمسان، على أهمية توسيع دائرة البرامج والأنشطة الإنسانية بما يلبي الاحتياجات السكانية في المديريات ومنها مديريات الساحل والحوبان. من جانبه اعتبر نائب المنسق للشئون الإنسانية للأمم المتحدة، ديجو زوريلا، حضور ممثلين عن كل المنظمات التابعة للأمم المتحدة وبهذا الشكل لأول مرة إلى مدينة تعز يؤكد اهتمامهم بهذه المحافظة العريقة في الثقافة منذ القدم وتخفيف المعاناة عنها. وأشار إلى الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن فتح الطرق في تعز. وقال: إن الوفد سيركِّز على المواضيع والقضايا الإنسانية من خلال مكاتبه في التربة والمخ وإب. وتطرق إلى ما قدمته المنظمات من مشاريع وأنشطة خلال الفترة السابقة، موضحاً أن هناك اعتمادات مخصصة للمياه والصرف الصحي وعدد من الاحتياجات المهمة على الرغم من شحة التمويل. وأشار، إلى إمكانية فتح مقرات داخل المدينة نتيجة المؤشرات المتقدمة في مجال الأمن وسلامة العاملين. وكشف عن زيارة قادمة لممثل البنك الدولي خلال الأسبوعين المقبلين لدراسة أولويات ما تتطلبه اليمن، مبيناً أن أهداف الزيارة هي الاطلاع على حجم المعاناة ومعرفة الاحتياجات الملحة والرفع بها للشركاء الدوليين للإسهام في تنفيذها خلال المرحلة المقبلة. وفي اللقاء، قدم وكلاء المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية المياه والصحة والتخطيط والأشغال وصندوق النظافة والتحسين، وممثلين عن المرأة والشباب والنازحين وإزالة الالغام، مداخلات تطرقت في مجملها للأوضاع والاحتياجات وأهمية إسهام المنظمات الأممية في تخفيف المعاناة الناجمة عن الحرب واستمرار الحصار. وعقب الانتهاء من الاجتماع، زار الوفد الأممي، حي الجحملية وجانب من مديرية صالة، في الجانب الشرقي من المدينة. واطلعوا خلالها على حجم الدمار الذي خلفته حرب مليشيا الحوثي. كما شاهدوا جانب من الحصار الحوثي على مدينة تعز. وزار الوفد أيضا وحدة صخ المياه، والتقى بعدد من النازخين.