قال محمد محمد المقالح إن إحدى أهم العوامل التي تضعف الحراك السياسي في الجنوب هو وجود فراغ سياسي بمعنى ان الطبقة السياسية بكياناتها الحزبية غير موجودة في الشارع السياسي الامر الذي يجعل الخطاب مضطربا في اغلب الأحيان ،والى درجة انك تسمع كل يوم عنوان جديد للحراك وممن يقتحمونه من خارجه تحديدا وأضاف عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وهو يتحدث إلى منتدى المستقلة الأسبوعي "ان مقولة ان الجنوب كان متقدما على الشمال غير صحيحة فالمجتمع اليمني في الشمال والجنوب لا يختلف ككيانات اجتماعية من حيث التقدم والتخلف وإذا ما استثنينا مدينة عدن وبعض مدن العلم الديني في الشمال والجنوب كصنعاء وزبيد وتريم وغيرها فان المجتمع بشكل عام كان ولا يزال يعاني من التخلف والقبلية والبداوة لكن المقالح استدرك قائلا " نعم المشروع في الجنوب كان متقدما على المشروع السياسي في الشمال وهو المشروع الذي حمله وعبر عنه الحزب الاشتراكي ولذلك الحرب اقصد حرب صيف 1994م استهدفت مشروع الجنوب ولم تستهدف الجنوب والذي يؤكد هذا أن الكثير من الجنوبيين كانوا في مقدمة الحرب وكانوا هم والسلطة والجهاديين قد استهدفوا الحزب الاشتراكي ومشروعه الوطني بدرجة رئيسية " وأضاف محمد المقالح في ندوة الحراك الجنوبي الواقع ومقترحات الحل "لهذا فان على من يتحدثون اليوم عن الشراكة –شراكة الجنوب - عليهم أن يتحدثوا عن الحزب الاشتراكي اليمني ومشروعه الوطني الديمقراطي الذي تحمله اليوم أطراف كثيرة بعضها لم يكن مع مشروع الحزب وبعضها كان معاديا لمشروعه وهذا تقدم حقيقي في الخطاب الوطني وفي حركة الاحتجاجات في الجنوب تحديدا " وقال المقالح أن السؤال الذي يطرح نفسه امام من يرفعون خيار انفصال الجنوب اليوم هو هل يتحدثون عن مشروع الحزب الاشتراكي الذي كان متقدما على المشروع السياسي في الشمال أم انهم يستهدفون ضرب هذا المشروع أيضا والعودة بناء الى ما قبل المشاريع السياسية الوطنية والى عهد السلطنات والمشيخات المتخلفة ؟ هذا سؤال يجب ان يطرح وبصراحة على الجميع " وحول ثقافة الكراهية قال المقالح بان ثقافة الكراهية ليست ثقافة اصيلة في المجتمع اليمني لا في الشمال ولا في الجنوب ولكن هنالك تغذية لها من قبل بعض مفردات الطبقة السياسية اليوم ولاهداف معروفة " وذكر المقالح عدد من العوامل التي تسهم في صناعة ثقافة الكراهية وهي :- 1- وجود غضب حقيقي في الجنوب مما تم ممارسته من قبل سلطة 7يوليو اثناء وبعد حرب صيف 1994م وهذا يشترك فيه اغلب الناس في الجنوب وهناك طبقة سياسية تعبر عن هذا الغضب بالكراهية وليس المجتمع 2- وجود فراغ سياسي حيث لا يوجد عنوان واضح للنضال سواء في الشمال او في الجنوب وهذا يتهم فيه المشترك والاحزاب السياسية بشكل عام التي لم تنزل لجمهورها بعنوان سياسي واضح بمعنى هل تريد الإصلاح ام التغيير... استعادة الجمهورية ام استعادة الوحدة والديمقراطية...الخ لان وجود العنوان السياسي للنضال سيحدد اتجاه الحركة الاحتجاجية ويوحدها 3- هناك اصحاب مشاريع تاريخية كانت في كياناتها وطبيعة تكويناتها ونشاءتها ذات طابع انفصالي وهي هزمت في 1967م وهي تعرف يقينا أن موضوع التحريض على الانفصال ليس له ممكنات ولا اصطفافات كبيرة وأساسية كلاصطفافات العرقية والقومية والطائفيةوالمذهبية الصارخة فهذه كلها من حسن الحظ ليست موجودة في مكونات المجتمع اليمني ،وهي لذلك تعتقد أن الكراهية وتنمية الأحقاد بين الشماليين والجنوبيين ستكون احد محددات صناعة الانفصال، وأنا أقول لها بان الكراهية والأحقاد لا يمكن أن تصنع هوية أو انفصال بقدر ما تصنع الصراعات والحروب الداخلية الطويلة والمريرة وحول امكانية الانفصال قال المقالح "الانفصال يظل خيار سياسي يجب أن يطرح للتمحيص والنقاش وتطرح محدداته و هل الانفصال ممكن في اليمن ... هل هو مفيد ؟ ما هي إمكاناته للتحقق ؟ هذه أسئلة يتحاشون طرحها حتى لا يكتشفون عمق الخلافات وسعتها بين مكونات الحراك الجنوبي حيث و الغالبية العظمى من جسد وقيادة الحراك انما هي مع الشراكة الوطنية بين الشمال والجنوب وليست مع الانفصال او الكراهية وختم المقالح الحديث قائلا "يبدو لي ان معظم من يطرحون الانفصال يجهلون نتائجه او يبحثون من خلاله عن الشراكة الوطنية والضغط على السلطة للقبول بها "