تستعد فرنسا لافتتاح أول قاعدة عسكرية لها في منطقة الخليج يوم الاثنين في الوقت الذي تتطلع فيه الى عقد صفقات بمليارات الدولارات لتزويد دولة الإمارات العربية المتحدة بمحطات للطاقة النووية وطائرات عسكرية متقدمة. وقال مسؤولون فرنسيون إن القاعدة البحرية في ابوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ثالث دولة مصدرة للنفط في العالم ستزيد من عمق العلاقات مع هذه الدولة العربية الخليجية وتعزز الجهود لمكافحة القرصنة والدفاع عن التجارة. وقال رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تصريحات تليت في مؤتمر التعاون الأمني البحري "نحن نتطلع إلى هذا التعاون بوصفه احد الأعمدة الهامة التي تقوم عليها سياستنا الخارجية ولأنه سيساعد على الاستقرار في منطقة الخليج." ويقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بافتتاح القاعدة يوم الثلاثاء. وتعتزم دولة الإمارات بناء عدد من المفاعلات النووية للوفاء باحتياجاتها المتوقعة من الكهرباء التي ستبلغ 40 ألف ميجاوات في عام 2017. وتنتظر شركات بناء المفاعلات النووية الأمريكية مثل جنرال اليكتريك ووستنجهاوس اليكتريك احد أفرع شركة توشيبا اليابانية الحصول على نصيب كبير من السوق المتوقع ان يبلغ حجمه 40 مليار دولار اذا وافق الكونجرس الأمريكي على الصفقة. وتعتزم شركات فرنسية المنافسة في هذه الأعمال. وقالت شركات توتال وسويس وصانعة المفاعلات النووية المملوكة للحكومة الفرنسية اريفا في العام الماضي إنها تعتزم إنشاء اثنين من المفاعلات النووية من الجيل الثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية ان دولة الإمارات تريد من فرنسا دعم محاولتها لاستضافة مقر المنظمة الدولية للطاقات المتجددة (أرينا). وقال ان حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة طلبت استضافة (أرينا) وانه يأمل ان تدعم فرنسا هذا الطلب. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أمام المؤتمر ان القاعدة البحرية في ابوظبي تهدف الى دعم وتدريب حلفاء فرنسا في هذه المنطقة الهشة. وقال "نحو 90 في المائة من التجارة الأوروبية تمر بالبحر وعلينا ان ندافع عن حركة المرور والتجارة ونحن مهتمون بالخليج ونريد ان نحقق الاستقرار الضروري في هذه المنطقة." وستقوم فرنسا أيضا بدور رئيسي في مكافحة القرصنة في المنطقة. وقال "القاعدة البحرية تعتبر إستراتيجية أيضا بالنسبة للأمن والاستقرار الدوليين. ونحن نكفل أمن التجارة في هذه المنطقة والبحر المتوسط ومياه الخليج والمحيط الهندي." ورفض كوشنر ان يعلق على ما اذا كانت دولة الإمارات استكملت صفقة شراء مقاتلات رافال من شركة داسو الفرنسية للطيران. وقالت داسو يوم السبت انها تجري محادثات مع دولة الامارات بشأن طلب شراء محتمل لمقاتلات رافال فيما سيكون اول صفقة لبيع هذه الطائرة الى مشتر اجنبي. وذكرت صحيفة لو باريزيان يوم السبت ان فرنسا استكملت عملية بيع 60 مقاتلة من طراز رافال في صفقة تتراوح قيمتها بين 6 و 8 مليار يورو (8 و 11 مليار دولار) وان ساركوزي سيضغط بنفسه من اجل هذا الموضوع خلال زيارته لابوظبي. ورفضت داسو تأكيد هذه الأرقام وقالت انه من المحتمل التوصل إلى اتفاق خلال العام الحالي.