قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الاحد انه اتفق مع الرئيس السوري بشار الاسد على خطوات عملية لفتح "آفاق جديدة" في العلاقات الثنائية بين البلدين المجاورين. وكان الحريري يتحدث في ختام زيارة استمرت يومين الى سوريا من شأنها طي صفحة من العلاقات المضطربة استمرت لنحو خمس سنوات بين دمشق والتحالف السياسي الذي يتزعمه الحريري. وقال الحريري في مؤتمر صحفي في السفارة اللبنانية في دمشق "نريد فتح آفاق جديدة بين البلدين" واصفا ثلاث جولات من المحادثات مع الرئيس السوري "بالممتازة". واضاف "نريد ان ننظر الى النصف الممتلىء من الكوب وليس الفارغ ونحل الامور التي بيننا بشكل غير استفزازي ولكن بشكل هادىء وصريح والمهم ان يفيد البلدين. " ومن هذا المنطلق كانت المباحثات جيدة وممتازة بشكل واضح وصريح بيننا. رهاننا على المستقبل. نحن نريد ان نبني لمستقبل افضل بين البلدين ونريد ان نبني مستقبلا يفيد الشعبين ويفيد الدولتين في الاقتصاد او التجارة او في كل المجالات." واستطرد "انا اقول لكم بصراحة نحن نريد علاقات مميزة مع سوريا والعلاقات المميزة مع سوريا تكون مبنية على الصراحة وعلى الصدق وهذه اللقاءات التي حصلت ... كانت مبنية على الصراحة وعلى الصدق وكنا نبحث ما هي مصلحة البلدين ومصلحة الدولتين وكيف نستطيع ان نتقدم في هذه العلاقات بشكل ايجابي." وتابع الحريري دون ذكر المزيد من التفاصيل "هناك خطوات جدية من قبلنا ومن قبل الرئيس الاسد لكي نترجم هذه الودية والجدية بالعلاقة بخطوات على الارض لكي نساعد في عدة مجالات." ووصفت بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية للاسد المحادثات بالبناءة والودية والشفافة. وكان الرئيس الاسد رحب بحرارة بالحريري لدى وصوله الى العاصمة السورية يوم السبت. وقال الحريرى ان المحادثات لم تشمل اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005 ولكن الاسد وافق على ان المسألة هي الان بيد المحكمة الدولية الخاصة في لاهاي. وكان ائتلاف الحريري (14 اذار) اتهم سوريا باغتيال رفيق الحريري في فبراير شباط 2005 . كما القى باللائمة على دمشق في قتل او مهاجمة عدد من السياسيين والصحفيين في السنوات التالية. وتنفي سوريا أي صلة لها بالاغتيالات. ولم توجه المحكمة الخاصة بعد الاتهام الى اي شخص في مقتل الحريري الذي أجبر دمشق على انهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان في ابريل نيسان عام 2005 تحت وطأة مظاهرات شعبية وضغط دولي. وقال محللون لبنانيون ان التحسن في العلاقات مع دمشق من شأنه أن يسد هوة الانقسام السياسي في بيروت ويخفف من حدة التوتر الطائفي كما من شأنه أن يمنح الحريري النفوذ اللازم لاقرار اصلاحات اقتصادية وغيرها تأخرت طويلا في لبنان. وطالما اشتبك تحالف سعد الحريري مع حلفاء سوريا في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله المدعوم من ايران وهددت الازمة السياسية بانزلاق لبنان في اتون حرب اهلية جديدة. لكن تحسن العلاقات بين سوريا والسعودية التي تدعم الحريري في وقت سابق هذا العام ساعد في تخفيف حدة التوتر في لبنان وسمح للحريري الذي فاز في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب الله وغيره من حلفاء دمشق. حزب الله الذي خاض حربا دامية ضد اسرائيل عام 2006 هو الجماعة المسلحة الوحيدة في لبنان وتصفه واشنطن بالجماعة الارهابية ولكن حكومة الحريري تقول انها قوة شرعية تهدف الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي لجزء من الاراضي اللبنانية. وخلال السنة الماضية تبادل لبنانوسوريا السفارات للمرة الاولى منذ استقلال البلدين في الاربعينات. والقضايا الشائكة بين البلدين تتضمن ترسيم الحدود ومصير مئات المفقودين اللبنانيين منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 والوجود العسكري لجماعات فلسطينية مسلحة مدعومة من سوريا خارج مخيمات اللاجئين في لبنان.