اختتم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري زيارته إلى العاصمة السورية دمشق، بالتعبير عن رغبة بلاده في إقامة علاقات "مميزة" مع سوريا مبنية على الصراحة والتفاهم المشترك وفتح آفاق جديدة بين البلدين. وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقده في السفارة اللبنانية، الأحد 20-12-2009 "أقول بصراحة نريد علاقات مميزة مع سوريا تكون مبنية على الصدق والصراحة وعلى أن نحل الأمور بشكل غير استفزازي ولكن هادئ وصريح ويفيد البلدين".
ووصف الحريري المباحثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد ب"الممتازة والتاريخية"، مشيراً الى أنها تناولت "جميع المواضيع التي تهم البلدين بشكل إيجابي".
وتابع "سنفتح آفاقاً جديدة بين البلدين.. ما يهم هو بناء المستقبل وبناء مستقبل أفضل للبلدين ومستقبل يفيد الدولتين اقتصادياً وتجارياً وفي جميع المجالات"، مشيراً الى أنه "لا يفيد البلدين أن يسجل كل طرف نقاطاً على الآخر، ولكن يفيدنا أن نرى مصلحة البلدين والشعبين من خلال تعاون يعمل على توطيد العلاقات بين المؤسسات والوزارات".
وأضاف "لاشك كان هناك تباعد في مرحلة سابقة ولكن مصلحة سوريا تقضي بأن يكون هناك وضوح وصراحة بين الدولتين"، معتبراً أنه "كي نبني المستقبل يجب التعلم من الماضي".
وأوضح الحريري أن هذا اللقاء يأتي في إطار اللقاءات التي عقدت في سبيل إتمام المصالحات العربية التي بدأها العاهل السعودي في الكويت، وقال "لاشك ان السعودية لعبت دوراً كبيراً ونحن نكمل هذه الاسس"، مشيراً الى أن "مصالحات أخرى ستتم لتوحيد الصف العربي من أجل مواجهة الصعوبات الاقليمية التي تسببها اسرائيل".
من جهة اخرى، أكد الحريري ان المباحثات لم تتطرق الى موضوع المحكمة الدولية، مشيراً الى ما سبق وأكده الاسد "أن المحكمة تقوم بعملها وهذا ما نريده كلنا"، كما لم تتطرق الى موضوع الاستنابات القضائية، معتبراً ذلك "موضوعاً يحل من قبل الأجهزة المختصة".
وتأتي هذه الاستدعاءات في إطار شكوى تقدم بها المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد ضد "5 شهود زور" سوريين و"شركائهم اللبنانيين"، محملاً إياهم مسؤولية اعتقاله لمدة تناهز أربع سنوات في قضية اغتيال الحريري.
وشدد الحريري في ختام مؤتمره على أنه "رئيس حكومة كل لبنان وأن كل وزير في هذه الحكومة هو وزير لكل لبنان وحرصنا في هذه الحكومة هو بناء علاقة ودية بين دولتين وشعبين".
وإثر هذا المؤتمر الصحافي غادر الحريري دمشق، التي كانت هذه الزيارة الاولى له منذ بدء عمله السياسي.
وتكتسي هذه الزيارة أهمية كبرى بعد مرحلة التوتر الشديد الذي شاب العلاقات بين المسؤولين السوريين والاكثرية النيابية في لبنان التي يعتبر الحريري أبرز أركانها، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهتها هذه الاكثرية الى دمشق بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005.