أكد رئيس المرصد اليمني لحقوق الإنسان المحامي عبد العزيز البغدادي أن عودة مراحل محاكم التفتيش في اليمن يعدُّ خطراً على الفكر والأدب ما يتسبب بإرهاقهما، بالإضافة إلى خطورته على الحياة بشكل عام. وفي الفعالية التي عقدها منتدى الإعلاميات اليمنيات للتضامن مع الصحفي معاذ الأشهبي الذي حكم عليه بالسجن لمدة عام كامل على خلفية مقال نشرته صحيفة "الثقافية" وصف البغدادي ما تعرض له الأشهبي ب"الإرهاب الفكري" الذي يمارس بطريقة لا مثيل لها بأي قطر عربي أو إسلامي، مشيراً إلى انه مرت أربعة أشهر على صدور الحكم وبدء تنفيذه، ولم يستطع كرئيس هيئة الدفاع عن الأشهبي أمام المحكمة الاستئنافية الحصول على حيثيات الحكم، وأن المحكمة بررت الحكم بأن الموضوع الذي كتب عنه الأشهبي لم يُتطرق له من قبل. وأوضح البغدادي أن محركات البحث في شبكة الانترنت تؤكد وجود ما يقارب 754 ألف عنوان حول التشكيل في القران الكريم مشابهاً لعنوان المقال الذي كتبه الأشهبي. وقال البغدادي: "اقتيد معاذ الأشهبي من داخل قاعة المحكمة الابتدائية، وهو حاضر النطق بالحكم حيث تنص المادة 47 من الدستور بأنه لا يتم تنفيذ الحكم عليه إلا بعد إصدار الحكم من المحكمة العليا"، منبهاً إلى وجود مخالفة قانونية ودستورية ارتكبت في حق الأشهبي بدون مبرر. من جانبه ذكر عقيل الاشهبي شقيق الكاتب المعقتقل على ذمة أن معاذ يدخل شهره الرابع في السجن المركزي بين القتلة والمجرمين، ليس لذنب اقترفه سوى أنه حمل قلمه وحاول التعبير عن أفكاره بكل حرية، واصفاً الوضع الذي يعيشه معاذ منذ صدور الحكم الجائر وغير المسبوق في تاريخ الصحافة اليمنية بالحالة النفسية الصعبة للغاية، متسائلا عن الجرم الذي اقترفه وأوصله إلى هذا المكان بين الخارجين على القانون. وتمنى عقيل الأشهبي من العلماء وأعضاء مجلس النواب الذين قاموا بتكفير معاذ أن يحركوا ساكنا أمام قضايا أهم وأكثر إلحاحا تمس حياة المواطنين وأرزاقهم مثل الفقر والصحة والتعليم بدلا من التفرغ لخوض معارك واهية ضد حرية الرأي والتعبير، وكأن البلد ينقصه إثارة قضايا وفتن اجتماعية. واستغربت مديرة المشاريع في منتدى الإعلاميات اليمنيات فخرية حجيرة التي أدارت الفعالية التضامنية من تعامل المحكمة مع قضية الأشهبي خارج القانون، وغياب الدعم والمتابعة من قبل المجتمع المدني وغياب التغطية الإعلامية لهذه القضية باعتبارها قضية رأي، منبهة إلى أنه يجب التعامل معها كما يتم التعامل مع قضايا معتقلي الرأي في القضايا السياسية. وتساءلت حجيرة: "لماذا لا يتم التفاعل والمتابعة لقضية الأشهبي؛ هل لأنه لا ينتمي إلى أي حزب أو نقابة أو اتحاد.؟ داعيةً كل المنظمات المدنية والأفراد الاعتباريين إلى الالتفاف والتضامن ودعم الأشهبي ليتم محاكمته بشكل عادل وقانوني وتحت رقابة الإعلام والمجتمع المدني". واتفق المشاركون في الفعالية على أن يكون هذا المؤتمر بداية لتصعيد القضية من أجل إطلاق سراح الأشهبي وتنفيذ الاعتصامات أمام مكتب النائب العام ابتداءً من الأحد القادم. وشُكلت لجنة من الحاضرين لتنسيق الفعاليات التضامنية، وتحديد أوقات زيارة الاشهبي من أجل الاطمئنان على حالته الصحية النفسية، ورفع معنوياته، وحضور جلسات محاكمته. وضمَّت اللجنة كلاً من رئيس المرصد اليمني لحقوق الإنسان المحامي عبد العزيز البغدادي، والصحفي أحمد الزرقة، نجيب غلاب غالب، وعبد الكريم الخيواني، والناشطون سامية الأغبري، بلقيس اللهبي وأحمد الصوفي، وفخرية حجيرة من منتدى الإعلاميات.