حقق المنتخب الأرجنتيني الساعي إلى إحراز لقبه العالمي الثالث، فوزاً صعباً على نيجيريا بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهما اليوم السبت على ملعب إيليس بارك في جوهانسبورغ ضمن منافسات المجموعة الثانية من مونديال جنوب أفريقيا 2010. وسجل مدافع مرسيليا الفرنسي غابرييل هاينتسه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة السادسة بتسديدة رأسية. وكما كان متوقعاً خاض مدرب الأرجنتين دييغو مارادونا المباراة بتشكيلة هجومية مكونة من نجم برشلونة ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم العام الماضي، وكارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي، وغونزالو هيغواين من ريال مدريد وهؤلاء سجلوا 80 هدفاً لأنديتهم الموسم الفائت. وغاب عن المنتخب النيجيري لاعب وسط تشلسي جون أوبي ميكل الذي لن يشارك في البطولة بداعي الإصابة. وكان الممكن أن يخرج المنتخب الأرجنتيني بعدد وافر من الأهداف لولا تألق حارس نيجيريا فنسنت إينياما في الذود عن مرماه وأنقذ محاولات عدة أبرزها ثلاث لميسي. وقد اختير بناء على ذلك حارس المرمى النيجيري أفضل لاعب في المباراة. في المقابل، تميز مهاجمو نيجيريا بالرعونة وأهدروا بعض الفرص السهلة التي سنحت لهم خصوصاً في الشوط الثاني. الشوط الأول بدأ ابناء التانغو المباراة مهاجمين وقام ميسي بمراوغة ثلاثة لاعبين ثم مرر كرة على طبق من ذهب لهيغواين لكنه أضاعها من مسافة قريبة جداً والمرمى مشرع أمامه (3). ثم راوغ ميسي مدافعاً وأطلق كرة قوسية نحو الزاوية البعيدة لكن الحارس فينسنت إينياما طار وأبعدها إلى ركنية. لعبها سيباستيان فيرون بذكاء باتجاه هاينتسه الذي سددها برأسه موجهة في الزاوية العليا (6). وعلى الرغم من السيطرة الأرجنتينية فإن خط دفاعها بدا مهتزاً بعض الشيء في كل مرة كان المنتخب النيجيري يقوم بهجمة مضادة سريعة، لكن تسرع مهاجمي النسور الممتازة حال دون تسجيلهم الأهداف. وفي أخطر فرصة نيجيرية تخلص شينيدو أوبازي بحركة فنية رائعة من جوناس غوتييريز وسدد كرة زاحفة بيسراه مرت إلى جانب القائم الأيمن لمرمى الأرجنتين (28). الشوط الثاني وفي الشوط الثاني أصبحت الكفة أكثر تكافؤاً مع تراجع أداء الأرجنتينيين، واندفاع النيجيريين وراء هدف التعادل. وأشرك مدرب نيجيريا مهاجمه السريع أوبافيمي مارتنز في محاولة للضغط على الدفاع الأرجنتيني البطيء بعض الشيء، ثم سرعان ما لعب ورقته الهجومية الثانية بإشراك بيتر أوديموينغي. ثم ارتكب الدفاع الأرجنتيني خطأ فاستغله الظهير الأيسر تايي تايوو ليطلق كرة قوية زاحفة لامست القائم الأرجنتيني (70). وإزاء عدم فعالية هيغواين، قرر مارادونا إشراك دييغو ميليتو نجم إنتر ميلان الإيطالي الذي احتفل اليوم بعيد ميلاده الحادي والثلاثين في الدقائق العشر الأخيرة. ولم يتمكن ميسي من أن يكلل تألقه بهدف عندما مرر له ماكسي رودريغيز كرة متقنة انفرد على أثرها لكن الحارس تألق في الذود عن مرماه (81). من جانبه منتخب كوريا الجنوبية استهل مشواره ايضا بفوز مستحق على نظيره اليوناني بهدفين نظيفين اليوم السبت على ملعب "نلسون مانديلا باي" في بورت اليزابيث وذلك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية. وأصبح "محاربو التايغوك" أول من يحقق الفوز في العرس الكروي الأول على الأراضي الإفريقية، لأن التعادل كان سيد الموقف في المباراتين اللتين أقيمتا أمس الجمعة في الافتتاح بين جنوب أفريقيا المضيفة والمكسيك (1-1)، وفرنسا وأوروغواي (صفر-صفر) في المجموعة الأولى. وسجل لي جونغ-سو (7) وبارك جي-سونغ (52) هدفي المباراة، ليمنحا منتخب بلادهما ثلاث نقاط ثمينة في مجموعة تضم أيضاً الأرجنتينونيجيريا. وكانت مواجهة اليوم، الأولى على الإطلاق بين اليونان وكوريا الجنوبية ففشلت الأولى في الخروج من ملعب "نلسون مانديلا باي" بفوزها الأول وهدفها الأول في النهائيات، وذلك لأن مشاركتها الوحيدة السابقة عام 1994 انتهت بخسارتها مبارياتها الثلاث أمام كل من الأرجنتين وبلغاريا (صفر-4) ونيجيريا (صفر-2). يذكر أن اليونان عانت كثيراً للتأهل إلى جنوب أفريقيا 2010، إذ أنه ورغم إحراز مهاجمها ثيوفانيس غيكاس لقب هداف التصفيات الأوروبية برصيد 10 أهداف بينها 4 أهداف في مرمى لاتفيا، اضطرت لخوض الملحق الأوروبي أمام أوكرانيا. ويبدو أن اليونان بعيدة كل البعد عن ذكريات 2004 عندما فاجأت العالم وتوجت بطلة لأوروبا على حساب البرتغال المضيفة بفضل الخطة الدفاعية التي اعتمدها مدربها الألماني اوتو ريهاغل، أكبر مدرب (71 عاماً) في جنوب أفريقيا. في المقابل، ظهر منتخب "محاربي التايغوك" الذي يخوض النهائيات للمرة السابعة على التوالي والثامنة في تاريخه، بمستوى مميز جداً إن كان من الناحية الدفاعية أو الهجومية التي اتسمت بالهجمات المرتدة السريعة والخطيرة جداً. وبدا المنتخب الآسيوي بصورة مشابهة لتلك التي ظهر بها عام 2002 بقيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك عندما وصل إلى الدور نصف النهائي على أرضه، وهو يأمل أن يكرر هذا العرض أمام الأرجنتين في 17 الشهر الحالي لكي يعزز حظوظه بعدم تكرار سيناريو النسخة الماضية في ألمانيا عندما ودع من الدور الأول بعدما حل ثالثاً في مجموعته خلف سويسرا وفرنسا وأمام توغو بخسارته أمام الأولى (صفر-2) وتعادله مع الثانية (1-1)، فيما فاز على الثالثة (2-1). وكان اليونانيون الذين غاب عنهم مدافع بولونيا الإيطالي فانغيليس موراس بسبب الإصابة، قريبين جداً من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الثالثة اثر ركلة ركنية نفذها يورغوس كاراغونيس من الجهة اليمنى فوصلت إلى فاسيليوس توروسيديس الذي أطلقها مباشرة صاروخية لكنها علت عارضة مرمى الحارس جونغ سونغ ريونغ. وجاء رد الكوريين الذين عاد إليهم قائدهم بارك جي-سونغ لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي بعد أن غاب عن المباريات التحضيرية بسبب الإصابة، مثمراً واثر ركلة ركنية أيضاً نفذت من الجهة اليسرى فوصلت إلى مدافع كاشيما انتلرز الياباني لي جونغ-سو الذي أطلقها مباشرة في الشباك اليونانية مستفيداً من فشل ثلاثة مدافعين في اعتراضها (7). ثم غابت الفرص عن المرميين رغم المد اليوناني الذي انكسر عند أقدام مدافعي محاربي التايغوك الذين كادوا أن يفاجئوا منافسيهم بهدف ثان بعد هجمة مرتدة سريعة أنهاها بارك جي-سونغ بتمريره كرة متقنة إلى بارك تشو-يونغ الذي انفرد بالحارس الكسندروس تزورفاس لكن الأخير تألق وحرم مهاجم موناكو الفرنسي السريع جداً من تعزيز تقدم المنتخب الآسيوي (28). وبدا ثنائي هجوم المنتخب اليوناني ثيوفانيس غيكاس وانغيلوس خاريستياس، بطل نهائي كأس أوروبا 2004 أمام البرتغال، عاجزين عن اختراق دفاع الكوريين الذي نجحوا في إغلاق منطقتهم والمنافذ إليها وأمضى حارسهم جونغ سونغ ريونغ شوطاً أول هادئاً تماماً ولم تصله الكرة إلا في القليل من المناسبات.
ومع بداية الشوط الثاني ضرب الكوريون مجدداً وعززوا تقدمهم باكراً عبر بارك جي-سونغ الذي استفاد من خطأ فادح للمدافع لوكاس فينترا ليخطف الكرة منه ثم توغل ووضعها بعيداً عن متناول الحارس تزورفاس (52). وحصل تشو-يونغ على فرصة ثمينة لإطلاق رصاصة الرحمة على اللقاء عندما ارتقى لكرة عرضية من تشا دو-ري لكن محاولته الرأسية علت العارضة بقليل (64). وتحسن أداء اليونان بعدما أجرى ريهاغل تبديلاته الثلاثة وحصلت بطلة أوروبا 2004 على فرصة للعودة إلى أجواء اللقاء عبر البديل بانتيليس كابيتانوس بعد تمريرة من ديميتريوس سالبينغيديس، لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة (70)، ثم عبر غيكاس الذي سيطر على الكرة عند حدود المنطقة ثم التف على نفسه قبل أن يطلقها صاروخية لكن الحارس الكوري تعملق وأنقذ منتخبه (82). وكادت أن تصبح النتيجة ثقيلة جداً على اليونانيين في الدقائق الأربع الأخيرة لولا تألق الحارس تزورفاس الذي تعملق في إبعاد تسديدة المتألق بارك تشو-يونغ. وبعد اللقاء أشار لاعب وسط مانشستر يونايتد الانكليزي بارك جي-سونغ انه يشعر بالفخر لتمكنه من تسجيله هدفه في الثالث في النهائيات. وقال بارك جي-سونغ الذي سجل الهدف الثاني لمنتخب بلاده: "حققنا نتيجة جيدة اليوم، وهذه المرة الأولى التي تقام فيها كأس العالم في أفريقيا، اشعر بالسعادة"، مضيفا هذا هدفي الثالث في كأس العالم، اشعر بالفخر، لكن الفضل يعود إلى الفريق بأكمله لأنه هو من حقق الفوز". أما المدرب هاه جونغ-مو فقال "المباراة الأولى صعبة دائما، فريقي لعب بطريقة جدية.تحضرنا بشكل جيد"، مضيفاً "إستراتيجيتنا الأساسية كانت أن نكون حذرين من الكرات الثابتة التي ينفذها اليونانيون. لو كنا أكثر هدوءاً، فربما نجحنا في تسجيل عدد أكبر من الأهداف". أما من ناحية مدرب اليونان الألماني اوتو ريهاغل (72 عاما) الذي كان يمني النفس في أن يحقق منتخبه فوزه الأول في النهائيات بعد أن خسر مبارياته الثلاث في مشاركته السابقة عام 1994 دون أن يسجل أي هدف، فاعتبر أن المنتخب الكوري الفوز، مضيفا "اشعر بالخيبة دائما عندما نخسر مباراة، إن كان في كأس العالم أو أي كأس كانت. سنعود الآن إلى دوربن وسنحلل ما حصل من أخطاء من أجل أن نتحسن في مباراتنا المقبلة".