في المؤتمر الصحفي الذي نظمته صحيفة المصدر ومنظمة هود مطلع الأسبوع حول المستعبدين أو مايسمون "العبيد والجواري" الذي صدمتنا به صحيفة المصدر حين كشفت إن وجود الرق في بلد الإيمان والحكمة ! على المنصة كان اثنان من المستعبدين يتحدثان عن زمن العبودية. وتحت المنصة ذاتها على قاعة فندق ايجل مستعبدون صغار – هم أطفال بناة المستقبل و جيل الغد - أطفال مهجري الجعاشن يفترشون الأرض وبوجود مختلف الفضائيات والمنابر الإعلامية ليذكروا العالم بقضيتهم ومعاناتهم المستمرة, هؤلاء تحت المنصة هم ضحايا طاغية الجعاشن محمد "منصور" ومنتصر بدعم النظام له - هذا الذي استعبدهم وسامهم سوء العذاب ونكل بهم , واخذ من ذويهم رهائن, اخذ أراضيهم والى قلعته "سجنه" الخاص ساق العشرات, ممن يرفضون أوامره الإجرامية. انه الدولة وانه القانون. وفوق كل مساءلة وفوق القانون "هكذا يعلنها الشيخ الطاغية - شاعر الرئيس "أنا الدولة والدولة أنا " . مستعبدون من قبل ثورة سبتمبر وما بعد الثورة وهاهم مستعبدون في عهد دولة المؤتمر, قد يقول قائل ان الاستعباد ليس وليد اللحظة, العبيد موجودون منذ الأزل! نعم هم موجودون منذ الأزل وجاء الإسلام ليحررهم وجاءت ثورة سبتمبر لتلغي الرق والعبودية. من على المنصة تحدث الاثنان عن عبوديتهما وخشية احدهما وخوف يلاحقه منذ عشر سنوات من أن يعود للعبودية , لكن ملامحهما الحزينة وأعينهما تحدثت اكثر مما نطقت به لساناهما.تحدثت الأعين والملامح عن حلم لم تنطق به الألسن- حلم المئات من العبيد والجواري بان يحصلون على حقهم في الحرية, أن يكونوا أحراراً في حياتهم الخاصة واختيار طريقة عيشهم، أن تكون لهم منازلهم الخاصة, يقررون مصيرهم ولا يتحكم بهم أحد أن يكونوا مواطنين! كنت أتناقش قبل أيام مع احدهم حول هذا الموضوع فقال إن الدين يجيز ذلك, استغربت أن أحداً في القرن الواحد والعشرين يجيز الرق والعبودية ويبرره باسم الدين. ديننا الحنيف دين العدل والإخاء براء مما يتقولون. الإسلام أتى ليحرر الإنسان رجلاً وامرأة صغيرا أو كبيراً "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" الناس سواسية كأسنان المشط" هذه هي رسالة الإسلام –رسالة العدل والمساواة, صرخة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه في وجه الظلم رافضا له, ودعوة إلى احترام قيمة وآدمية الإنسان , إنها رسالة ديننا أن الناس أحرار,فلمَ يباعون ويشرون في سوق النخاسة ومن سيد "مستعبد" "بكسر الباء" إلى مستعبد آخر !نساء جواري يلدن أبناء ينسبون إليهن لان الآباء يرفضون الاعتراف بهم ويتنكرون لهم. أهذا من الإسلام؟محرمون من كل حق حتى حقهم في الحصول على بطاقة هوية أهذه هي المواطنة؟ !
بأي حق يامن ترون أنكم الأسياد تستعبدون هؤلاء؟ فعلا من العار إننا لازلنا مجتمع نعيش ماقبل الرسالة المحمدية, مجتمع جاهلي. سقطت العدالة والمساواة تحت أقدام بعض المشايخ, الذين عليهم الآن ومعهم المشايخ أعضاء مجلس النواب ممن يرون أنفسهم أسيادا ويستعبدون الناس ولديهم مواطنون يعدونهم من أملاكهم الخاصة أن يطلقوهم , لن نشتريهم ويجب ألا تدفع أموالاً لتحريرهم لأنهم أحرار بقوة القانون, حريتهم حق إنساني وديني وقانوني وإلا فإن ملاحقتهم قضائيا هي معركتنا القادمة معهم, وضعهم في قائمة سوداء يتناقلها الإعلام ليعلم العالم أي نوع من البشر هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم أسيادا ! صمت آذننا السلطة وهي تتحدث عن العدل والمساواة ودولة القانون, ولكن الكشف عن هؤلاء المستعبدين بالإضافة إلى ما يفعله مشايخ آخرون بالمواطنين جعلنا نفقد الأمل بان هذا النظام سيصلح نفسه! إنها ليست دولة نظام وقانون إنها دولة المشائخ, دولة محمد منصور الشوافي وكيل محافظة تعز الآمر الناهي وطاغية الجعاشن محمد احمد منصور, ومن هم على شاكلتهما هكذا يستقوي الحزب الحاكم بمثل هؤلاء على المواطنين لأنه لم يستطع بناء دولة القانون وإسقاط دولة المشائخ وفي الحقيقة هو من يسعى لإلغاء القانون والرمي به عرض الحائط لصالح هؤلاء . قبل أيام، الشيخ وكيل محافظة تعز المدعو محمد منصور الشوافي بمعية مرافقيه يقتحم مكتب وزارة الشؤون القانونية بالمحافظة ويقتاد موظفي المكتب إلى مكتبه للاعتداء عليهم , وقبلها بعامين في 2008 م بالتحديد قام بسجن الشاعر نجيب القرن بسجنه الخاص فقط لأنه لا يجسد أهواءه في قصائده, ونجله في2007 يعتدي على احد أعضاء الحزب الاشتراكي في مدينة الراهدة لأنه كان يقرا صحيفة الثوري تضمنت مقالا للزميل فكري قاسم ينتقد فيه والده الشيخ الوكيل في حين هذا الشيخ أمر بمصادرة الصحيفة من أكشاك ومكتبات المدينة, مواطن يدعى عبد الرقيب النامس سجنه الشوافي في بيته لثلاثة أيام دون سبب مع انه حتى وان كان هناك سبب لايحق له فعل ذلك, كما تم الاعتداء على الصحفي عبد الملك الشراعي من قبل مرافقيه في 2009م , هذا المسؤول وجه المؤتمر الحاكم يعين ويقيل وينقل من أراد ومتى أراد وأين ما يريد, ويفعل مايريد وما يحرمه على غيره يفعله هو !ومعروف عن الشوافي طغيانه وعنجهيته وجبروته وتاريخ اسود مليء بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد - كيف لا وهو قيادي مؤتمري وأيضا مكروه من أبناء تعز وخرجت قبل عامين تقريبا تظاهرات ترفض الشوافي مرددين "لا شوافي بعد اليوم" لكن احداً لم يسمعهم ولم يسمع أنين وشكوى أبناء هذه المحافظة المنكوبة بالفاسدين ,كما لم تسمع صرخة أبناء الجعاشن وربما تنتظر السلطة كعادتها أن ينتفض الناس ويثورون ضد الظلم لتنتبه وتلتفت لمعاناتهم ولكن الأوان يكون قد فات ! طاغية الجعاشن شاعر فخامة رئيس الجمهورية "محمد احمد منصور" الذي هجر أبناء الجعاشن وطردهم من منازلهم واستولى على أراضيهم هو أيضا تاريخه اسود مليء بالانتهاكات ولايزال مخيم الجعاشن في صنعاء شاهد على طغيانه وجبروته ودعم النظام له , هذا الطاغية قام الأسبوع الماضي مع جنوده بمحاصرة إدارة الأمن في محافظة إب ليطلق بالقوة احد أتباعه أو مناصريه و لمنع مدير الأمن من إحالة ملفه إلى النيابة.
الم نقل إنها دولة داخل الدولة دولة المنصور والشوافي دولة مشايخ هي دولة المؤتمر الفاشلة التي لابد أن تسقط, وستسقط طال الوقت أم قصر ستسقط لصالح دولة النظام والقانون, وهذا لن يحدث إلا بسقوط نظام المؤتمر الفاشل داعم المجرمين والطغاة والمتستر على جرائمهم ورحم الله الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي وأغاثنا بمن يعوضنا عن خسارته برجل صادق يخشى الله ويعمل من اجل الوطن ويبنى دولة المؤسسات ويقضى على دولة المشائخ! "الوكيل الشيخ,الشيخ النائب, الشيخ التاجر, الشيخ الضابط" هؤلاء هم مكونات الدولة الفاشلة مع احترامي للمشايخ الذين لازالوا يحترمون أنفسهم. المنصور والشوافي وغيرهم كثير هم من عاثوا بالأرض فساداً استعبدوا الناس وأذلوهم!ونسال الله أن يزيل دولة الظلم والطغيان ويبعث لنا رئيسا محباً لليمن أرضاً وإنسانا ويجعل مصلحتها فوق أي اعتبار وفوق أي مصلحة. ودعوة إلى رجال الدين والشرفاء من المشايخ-إلى البرلمانيين ودعاة حقوق الإنسان-إلى الأحزاب والى العالم أجمع. في اليمن عبيد وجواري , مهجرون تحت مرأى ومسمع السلطة. إنهم يقهرون ويذلون ويسلبون حقوقهم, أبناء لا ينسبون لآبائهم. أراضٍ تنهب ونساء وأطفال يهجرون ويعيشون في المخيمات ينتظرون العدالة. فهلا استجبتم لندائهم واستغاثتهم, هلا انتصرتم لهم .