دخل اتفاق بين السلطة الملحية بمحافظة شبوة وقبائل العوالق حيز التنفيذ مطلع هذا الأسبوع حول طرد مسلحي تنظيم القاعدة من مناطقها مقابل دعمها بالمال والسلاح وعدم شن ضربات جوية في مناطقها. وذكرت تقارير صحفية متطابقة أن مسلحين قبليين من قبائل العوالق شرعوا السبت الماضي مدعومين بقوات الجيش في تمشيط مناطق بمديرية الصعيد بحثاً عن عناصر القاعدة لكنهم لم يجدوا أحداً. وفي وقت لاحق أعلن محافظ شبوة علي حسن الأحمدي خلو مناطق العوالق من مسلحي القاعدة . لجات السلطات إلى القبائل لتجنيدها في قتال القاعدة بعد ما بدت صعوبة القضاء على المسلحين المتشددين خلال ثلاث مواجهات استمرت لأيام في لودر والحوطة ومودية منذ سبتمبر الماضي وانتهج تنظيم القاعدة خلالها تكتيكات جديدة في الاشتباكات تعتمد على قتال المجموعات الصغيرة والتحرك المتواصل. ومع ذلك، لا يبدو اتفاق السلطة والعوالق موثوقاً قياساً إلى عدة عوامل أولها ظهور أصوات معارضة للاتفاق، ترى فيه باباً للاقتتال الداخلي بين مكونات القبيلة الكبيرة التي تبسط نفوذها على نحو خمس مديريات. كما أن قبائل العوالق ليست حليفاً موثوقاً للسلطة بحكم تاريخها الحديث المنفصل عن صناعة العلاقات التي أرستها السلطة الحاكمة منذ ثلاثة عقود مع القبائل إضافة إلى أن كثيراً من رجال القبيلة منخرطون في الحراك الجنوبي الأمر الذي سيشكل مانعاً حقيقياً من إخلاصهم للتحالف، وعلاوة على ذلك، تمثل قبائل العوالق جزءاً من التركيبة الاجتماعية في الجنوب الذي صار منذ حرب 1994 يرى في أي خطوة يقدم عليها نظام صنعاء، حيلة ماكرة أو غدراً محضا لا يمكن الاطمئنان إليها ويسري هذا التفكير أيضاً على كثير من السياسيين والمواطنين عامة . وإضافة إلى ذلك، يقدم حفاظ القبيلة على منظر القاعدة في جزيرة العرب أنور العولقي دليلاً قوياً على عدم إمكانية أن تفرط العوالق في رجالها. وكانت أحزاب اللقاء المشترك انتقدت بالاتفاق وقال إن حماية المواطنين وإقامة العدل وإنفاذ القانون هي من واجبات الدولة. و جاء في بيان للمشترك "إن السعي لاستنساخ تجارب طبقت في أماكن أخرى من العالم ومحاولة تجربتها في محافظة شبوة هو أمر شبيه بزراعة الألغام التي لا يمكن إلا أن تثمر المزيد من الخراب والدمار والفتن وان هذه الثمار تهدد مستقبل الأجيال القادمة". وفي سياق متصل، قالت السلطات إن 15 مسلحاً مرتبطين بالقاعدة في محافظة أبين سلموا أنفسهم إلى محافظ المحافظة الاثنين الماضي. ونقلت وسائل إعلام دولية عن مسؤولين محليين أن المسلحين سلموا أنفسهم بعد مفاوضات مع شيوخ قبليين في لودر ومودية. لكن لم يعلن حتى الآن عن أسماء المسلحين الذين سلموا أنفسهم وقال المسؤولون إن جميعهم كانوا مدرجين ضمن قائمة تضم 21 مطلوباً أمنياً. ولم تتضح بعد طبيعة الوضع في مديرية مودية حيث دار قتال عنيف بين مسلحي القاعدة والقوات الحكومية قبل أسبوعين لتخف حدته تدريجياً. وتبذل السلطات قصارى جهدها لخلق حد أدنى من الهدوء في محافظات الجنوب حيث من المقرر انطلاق بطولة كأس الخليج بعد أقل من أسبوعين. ويقول محللون إن الاتفاق مع قبائل العوالق على قتال القاعدة يندرج ضمن هذه الجهود.