أعلن محافظ شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي اليوم الاثنين خلو أودية وشعاب سلسة جبال كور العوالق بمديرية الصعيد من أي تواجد لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي. جاء ذلك خلال لقائه اليوم ومعه نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوى البشرية اللواء الركن سالم علي قطن مع المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بقبائل العوالق بمديرية الصعيد. طبقاً لوكالة "سبأ".
ويأتي ذلك بعد يومين من بدء قبائل مسلحة من أبناء العوالق تعززها قوات من الجيش بحملة تمشيط واسعة النطاق لجبال ومناطق الصعيد بحثاً عن عناصر القاعدة هناك.
وأشاد محافظ شبوة بالمواقف الوطنية المشرفة والمشاركة الفاعلة لأبناء قبائل العوالق إلى جانب إخوانهم أبطال القوات المسلحة والأمن في عملية التمشيط والبحث عن عناصر القاعدة في سلسة جبال الكور خلال اليومين الماضيين.
وكان مصدر قبلي مطلع قال يوم السبت ل"المصدر أونلاين" إن فرق قبلية مسلحة يدعمها قوات من الجيش بدأت صباح السبت حملة تمشيط واسعة بحثاً عن عناصر القاعدة في جبال ومناطق الصعيد في شبوةجنوب شرق اليمن".
وأوضح المصدر إن الفرق القبلية التي تنتمي لقبائل العوالق، توزعت في الصباح الباكر على جبال "عيمنه ومربون والطوية والمصباح" وبعض المناطق الأخرى، وعززت المجاميع القبلية المسلحة ب5 طائرات مقاتلة مثلت غطاءاً لتحركهم، لكن عملية التمشيط التي استمرت نحو 6 ساعات لم يعثر خلالها على أي من عناصر القاعدة المفترض تواجدهم في تلك المناطق . وجاءت هذه العملية بعد اتفاق توصلت إليه قيادة السلطة المحلية مع قبائل العوالق في محافظة شبوة لحماية مناطقهم من عناصر القاعدة ومطاردتها مقابل تجنيب المنطقة أي ضربات جوية جديدة محتملة.
وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر قبلية ل"المصدر أونلاين" أن خلافاً يسود قبائل العوالق بين مؤيد ومعارض لفكرة قتال عناصر القاعدة بأنفسهم، حيث أعتبرها البعض محاولة من السلطة لزج القبائل هناك في صراع مع نفسها.
وحذرت أحزاب اللقاء المشترك في شبوة يوم الأحد من خطوة تشكيل فرق مسلحة من قبائل العوالق لقتال لقاعدة في الصعيد على غرار "صحوات" العراق، قائلة "إن السعي لاستنساخ تجارب طبقت في أماكن أخرى من العالم ومحاولة تجربتها في محافظة شبوة هو أمر شبيه بزراعة الألغام التي لا يمكن الا ان تثمر المزيد من الخراب والدمار والفتن وان هذه الثمار تهدد مستقبل الأجيال القادمة".
وكان محافظ شبوة الدكتور علي الأحمدي قد قال في تصريح الأسبوع الفائت ل"المصدر أونلاين" إن قبائل العوالق أكدوا أنهم ضد تنظيم القاعدة وأنهم على استعداد لمواجهة تنظيم القاعدة إذا ظهر في أي منطقة في مناطقهم".
في حين نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية اليوم تأكيده "أن هذا الموقف الوطني لأبناء مديرية الصعيد يكرس مجموعة من الحقائق التاريخية المتمثلة في إجماع أبناء هذه المديرية الباسلة على رفض الإرهاب واستعدادهم لمحاربته أياً كان شكله".
لافتاً إلى أن سلسلة جبال الكور الشامخة شموخ هؤلاء الأبطال ليست تورا بورا اليمن كما حاولت أن تصورها بعض وسائل الإعلام الغربية بل هي عصية ومنيعة وقلعة من قلاع الوطنيين الأحرار الذين يرفضون مختلف أشكال التآمر على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته ولن تكون وكرا للإرهاب أو ملاذا له في أي يوم من الأيام. حسبما قال.
وأضاف المحافظ الأحمدي:"إن جبال كور العوالق تنتمي لليمن ولا يمكن أن تكون إلا عصية على أعداء اليمن" وشدد في الوقت نفسه على إن الأجهزة الأمنية ستظل في يقظة تامة ودائمة لإحباط أية أعمال إرهابية للعناصر الإرهابية الضالة".
وواصل حديثه قائلاً "رغم إدراك الجميع أن هناك مجموعة محدودة ومعروفة بالاسم من أبناء المنطقة غرر بها للانزلاق إلى مستنقع الإرهابيين وأفكارهم الضالة ولا يشكلون أية خطورة على أمن الوطن، إلا أن خطورتهم تكمن في حال احتضانهم لعناصر الإرهاب المحلية والأجنبية ما يجعلهم يعرضون المنطقة بأكملها للخطر".