ارتفع عدد المصابين في مدينة تعز إل ى نحو 1500 في أوسع عملية قمع للمتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح من الحكم وذلك باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز السامة ومسيلات الدموع. وأفاد ناشطون ووكالات أنباء أن محتجين اثنين سقطا قتيلين لكن قوى الأمن تتحفظ على جثتيهما. ونتجت غالبية الإصابات عن قنابل الغاز التي أدت إلى اختناق المحتجين فيما اعتقل نحو 30 متظاهرا. وقال طبيب من المستشفى الميداني في ساحة الحرية بتعز لتلفزيون الجزيرة إن قوات الأمن أطلقت قنابل لشل الأعصاب فيما كان يعرض أمام الكاميرا عبوة قنبلة عليها توضيحات بأنها مصنوعة من مادة سامة. وكانت ثلاث مظاهرات حاشدة لطلاب جامعة تعز ونساء المدينة وأخرى شبابية جابت شوارع المدينة وانتهت إلى ساحة الحرية لكن قوات الأمن قمعت المظاهرة الشبابية حين أرادات الوصول إلى الساحة من شارع مدرسة الشعب. وأغلقت قوات الأمن شوارع المدي نة فيما انتشرت مدرعات وآليات عسكرية على مشارف ساحة الحرية. وقد قوبل قمع المتظاهرين في تعز بغضب شعبي واسع وتنديد الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية والقوى الاجتماعية. وخرج المعتصمون في ساحات التغيير بالعاصمة صنعاء والحديدة ومارب في مظاهرات تضامنية مع المحتجين بتعز. ويسير مئات المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء مظاهرات متواصلة وهم يهتفون لتعز. وجاب المئات منهم محيط الساحة وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا تعز" و "تعز حرة". ودعا شباب الثورة بصنعاء إلى مسيرات جماهيرية يوم الاثنين تضامناً مع المحتجين في تعز. واستنكرت المعارضة المنضوية في اللجنة ا لتحضيرية للحوار الوطني قمع المتظاهرين السلميين بتعز ودعت إلى تقديم المساعدات الطبية والإغاثية للجرحى . وقال بيان للجنة "هذه الأفعال الإجرامية التي يقوم بها مجرمون سبق لهم ارتكاب جرائم قتل ضد المواطنين العزل بمدينة عدن لن يفلتوا من العقاب وعلى رأسهم عبدالله قيران وعصابته". ودعت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني إلى تقديم المساعدات الاغاثية للجرحى وناشدت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية توثيق هذه الجرائم ورصد أسماء مرتكبيها وإدانة مخططات علي صالح وأجهزته التي تقوم بممارسة الجريمة المنظمة باستغلال مقدرات السلطة والدولة. ووصفت جماعة الحوثيين ما حدث في تعز بجريمة "تضاف إلى قائمة الجرائم التي استمرأ النظام على ارتكابها بدون أي خجل أو رادع من دين أو أخلاق أو مسؤولية ". وقال بيان للجماعة إن ما وصفها با لجريمة تؤكد مجدداً " نوايا النظام العدوانية وعدم احترامه للإنسانية وتكشف نهجه المستبد والظالم وسيره الواضح في خط التصعيد وعدم الانصياع لمطالب الشعب اليمني". ونشر ناشطون في تعز على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقاطع تسجيلية لمتظاهرين في أحد شوارع المدينة وهم يهللون ويهرولون فيما يعلو صوت رصاص كثيف ودخان قنابل الغاز يملأ المكان. وأظهر تسجيل آخر شباناً متظاهرين وهم يمزقون لوحة ضخمة عليها شعارات تمجد الر ئيس صالح وعليها صور مختلفة له. وبدا في تسجيل ثالث آلاف النساء في مظاهرة كبيرة يوم الأحد . وفي تعز، بدأ اول اعتصام مفتوح لمطالبة بسقوط نظام صالح في 11 فبراير الماضي. الصورة لجانب من مظاهرة لنساء بمدينة تعز تطالب بسقوط النظام يوم الأحد.