نقلت صحيفة محلية رواية لاختطاف مسئول أمني رفيع في المخابرات اليمنية من قبل مسلحي جماعة الحوثي. و روى لصحيفة "الشارع" نجل العميد يحيى المراني، مسؤول الأمن الداخلي في جهاز الأمن السياسي، تفاصيل اقتحام مسلحون حوثيون لمنزل أسرته، الخميس الماضي، في العاصمة صنعاء، واختطافهم لوالده. و اتهم محمد يحيى المراني جماعة الحوثي باختطاف والده، انتقاماً منه على ذمة عمله كمدير لجهاز الأمن السياسي في محافظة صعدة، طوال سنوات سابقة شملت فترات الحروب التي خاضتها السلطة المركزية مع جماعة الحوثي هناك. وقال نجل العميد المراني: "أقف اليوم أمامكم ومن خلاكم إلى كل أب وأخ في الجمهورية باسمي وباسم إخواني وأسرتي، لأقول لكم إن والدي قد خدم الوطن بكل صدق وإخلاص منذ العام 1997م وحتى يومنا هذا، حتى أننا حرمنا في كثير من الاهتمامات نتيجة بعده وغيابه المستمر في عمله. وأضاف محمد المراني: "فوجئنا، صباح الخميس الماضي، بمحاصرة منزلنا واقتحامه من قبل مجاميع من جماعة الحوثي (أنصار الله)، دون أشعار أو وجه حق، مع أن والدي ليس لديه أي خصومة، وكانت فاجعة انتهت باختطاف والدي دون معرفة الأسباب. وتابع: "ما حدث من اقتحام لمنزلنا واختطاف والدي بتلك الطريقة ترك أثر بالغاً فاخواني لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم في ذلك اليوم من هول الفاجعة، فاجعة الاختطاف والاقتحام". وقال نجل المراني: "أقدمت ثمانية أطقم مسلحة تتبع (أنصار الله) على محاصرة المنزل في الخامسة فجراً، ومن ثم خرجت سيارة من منزلنا في السادسة والنصف وفيها السائق وإخواني الصغار ذاهبين للمدرسة، قاموا بإيقافهم، ولما شافوا أن الوالد مش موجود اعتقلوا السائق وأعادوا الأطفال للبيت". وأردف: "استمروا بمحاصرة المنزل، وقالوا بالحرف الواحد نشتي يحيى المراني يخرج، طالبنا الجهات المختصة بإرسال تعزيزات، ومرت حوالي ساعة دون استجابة، إلى أن قرروا اقتحام المنزل. اقتحموا الحوش، كنا نقولهم يا ناس عوايل ، قالوا لو في مليون عايلة بيدخلوا بيدخلوا.. خرج لهم أبي وقال أنا يحيى المراني وسلم نفسه". وقال المراني: "ما تعرض له والدي من فعل إجرامي همجي هو ضحية تقاعس كل منتسبي القوات المسلحة والأمن، وعدم تحملهم المسؤولية المدنية والأخلاقية حيال هذه الأفعال الإجرامية والإرهابية التي تعرض لها المئات من أبناء مؤسستي العسكرية والأمنية". وأضاف: "أهمس في أذانكم أيها القادة العسكريين والأمنيون بأن استمراركم في التخاذل والسلبية إزاء هذه الأحداث يعني أنكم ستشربون من هذا الكأس الذي شرب منه والدي". وبخلاف التودد السائد من كل المتحدثين، أفصح ابن العقيد المراني صراحة عن هوية المختطفين، مشيراً بأصابع الاتهام إلى جماعة الحوثي. كما أشار إلى ضلوع المخابرات الإيرانية في "الانتقام من والده" الذي كان يشغل رئاسة جهاز الأمن السياسي في صعدة. و حمل نجل المراني رئيس الجمهورية مسؤولية سرعة الإفراج عن والده، منتقداً التقاعس الرسمي في حمايته. كما أتهم "أنصار الله" والمخابرات الإيرانية بإخفاء والده. و نقلت ل"الشارع" عن مصدر أمني وصفته ب"الرفيع" إن هناك جهوداً تبذل من قبل رئاسة الجمهورية وقيادة الأمن السياسي للإفراج عن المراني. و حسب الصحيفة، حصلت هذه الجهات على التزامات متكررة من جماعة الحوثي بإطلاقه؛ إلا أنها لم تنفذ التزاماتها حتى اللحظة. كما نقلت الصحيفة، عن مصدر رفيع في جهاز الأمن السياسي إن رئاسة الجمهورية تواصلت، أكثر من مرة مع جماعة الحوثي، وطالبتها بالإفراج عن العميد المراني، و وعدت الجماعة بذلك لكنها لم تفعل حتى مساء أمس. و حسب الصحيفة، أكد المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "جماعة الحوثي وعدتنا خمس مرات أنها ستفرج عن المراني لكنها لم تفعل". و نقلت الصحيفة، عن مصدر أمني ثان، إن مسؤولاً أمنياً رفيعاً التقى، الأحد الماضي، بالسفير الإيراني في صنعاء، و بحث معه عدداً من القضايا بينها مطالبته التوسط لدى جماعة الحوثي من أجل الإفراج عن العميد المراني. و حسب ما أوردته الصحيفة، أفاد المصدر أن السفير الإيراني وعد بمناقشة قضية اختطاف العميد المراني مع قيادة جماعة الحوثي، وبذل جهود لديها من أجل الإفراج عنه. و حتى مساء أمس، كانت جماعة الحوثي ما تزال ترفض الإفراج عن العميد المراني، ولم تنف الاتهام الذي وجهه جهاز الأمن السياسي بقيامها بخطفه من منزله، صباح الخميس الماضي، في العاصمة صنعاء.