• الأَحْزَاب السياسية المتجمِّدةُ لم تعد قادرةً على الإبحار، وليست صالحةً للاصطياد، ولم يعد بإمكانه سوى استنساخ الفشل. الأَحْزَاب التي تزرَعُ القنابل والعبوات الناسفة والتحريض ضد الآخرين لن تحصُدَ العنب. أَحْزَاب تتواطأُ مع الحاكم ضد وطن مقابل سلطة هشة وزائلة تنظر للوطن بأنه غنيمة لها ولأعضائها. أَحْزَاب فقدت شعبيتَها وانقلب الشعب عليها بعد أن وجدها تلهثُ وراء مصالح ضيقة وتنصلت عن كُلّ التزاماتها. أَحْزَاب توقع على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ دون إدراك لمطالب الشعب أَوْ على الأقل هي لا تعرف رأي الشعب ولا يهمها رأي الشعب. أَحْزَاب تمنَحُ الحصانة للمجرمين والظالمين وتتخلى عن مطالب الشعب عند أول منصب سياسي يقدَّمُ لها هي في الأساس لا تعي معاني الديمقراطية والحزبية بعد أن جعلت الديمقراطية يافطة تتغنى بها أمام المجتمع الدولي. الأَحْزَاب اليَمَنية يمكن للشعب اليَمَني أن يعيش ويمارس الديمقراطية بدونها، لكن الأَحْزَاب لن تقدر على الصمود والحياة بدون تأييد الشعب لها. قد لا تدرك الأَحْزَاب ثمن تجاهلها المستمر لأصوات ولمطالب الشعب، لكنها في يوم ما ستندم على كُلّ خطأ وجرم وتجاهل. الأَحْزَاب في اليَمَن تسيرُ وفقَ ما يريدُه الحاكمُ وليس وفقَ ما يريده الشعب، فهي مَن تمنح الحاكم صكوكَ غفران وحق الحكم الأبدي والتمديد وتشرعن بقاءه إلى ما لا نهاية. في كُلِّ بلدان العالم تقدّم المعارضة والأَحْزَاب السياسية دراسات وحلولاً للمشاكل والأزمات التي توجد، في اليَمَن ما يحصل هو العكس من ذلك، فالأَحْزَاب جزءٌ رئيسي من المشاكل والأزمات. لم يتغير الواقعُ السياسي داخل الأَحْزَاب ولم تنهض قواعد الأَحْزَاب لتغيير واقعها الممل والمقيت الذي وصل حد السذاجة في التعامل مع قضايا تهم مستقبل الوطن، فالأَحْزَاب لا تزالُ في حالة مناورات سياسية تبحث عن مزيد من المناصب وليس عن وطن ومستقبله. تفتقدُ الأَحْزَاب اليَمَنية للرؤى ولطرح المبادرات ربما أن أوضاعها الداخلية القائمة على العقلية الانتهازية حرمت كوادرها من تشكيل تكوينات متخصصة في طرح المبادرات والرؤى التي تمكن أن تساهم في حلحلة الأوضاع. الأَحْزَاب التي لا تبادر في طرح المبادرات تنتظر من الآخرين ما يمكن أن يفعلوه، وما يمكن أن يقدموه، وهي بالأصح أَحْزَاب ميتة لا يمكن التعويل عليها، ففاقد الشيء لا يعطيه.