تتجه أنظار اليمنيين صوب العاصمة السعودية الرياض التي من المقرر ان تحتضن استكمال جلسات مؤتمر الحوار الوطني بين فرقاء العملية السياسية في اليمن بعد ان اعلنت قيادة المملكة موافقتها على استضافة جلسات المؤتمر تجاوباً مع المقترح الذي تقدم به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في ضل رفض جماعة الحوثي وتحفظ حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن المشاركة في جلسات استكمال الحوار خارج اليمن في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الشارع اليمني من تفجر الوضع واندلاع حرب أهلية ألمح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى اقتراب موعدها وتوعد الرئيس هادي والقيادات الجنوبية التي عادت إلى عدن بتصفيتهم وملاحقتهم وشن حرب عليهم على غرار حرب صيف 94م فيما تواصل جماعة الحوثي حشدها لمسلحيها لاجتياح الجنوب وفرض السيطرة على مدينة عدن حيث يقيم الرئيس هادي . وتكمن أهمية مؤتمر الرياض في إنقاذ اليمن من شبح الحرب الأهلية الذي بات يلوح في الأفق ويتوقع اندلاعها في أي لحظة خاصة بعد التطورات والأحداث التي تشهدها محافظة عدن بعد رفض قائد قوات الأمن الخاصة عبدالحافظ السقاف تسليم مهام عمله وفقاً للقرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس هادي بعد عودته إلى عدن وانتشار المئات من مقاتلي اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في المدينة – تكمن في الدعم والتأييد الدوليين لهذا المؤتمر واعتباره المخرج الوحيد للخروج من هذه الأزمة بعد فشل كل الحلول والمساعي الدولية والأممية بإقناع جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح القبول والموافقة على مخرجات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية إضافة إلى دعم المجتمع الدولي لشرعية الرئيس هادي ولجهوده في كبح ما تصفه ب"التمرد الحوثي" . هادي يستنفر ويحشد في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث المتنامية على الأرض وترتفع فيه وتيرة التهديدات والحشد لاجتياح مدينة عدن سارع الرئيس عبدربه منصور هادي باتخاذ سلسلة من الإجراءات وإصدار عدداً من القرارات الجمهورية التي من شأنها تعزيز القبضة العسكرية على مدينة عدن وإعادة ترتيب صفوف قوات الجيش واستيعاب العسكريين المنقطعين عن أعمالهم من أبناء المحافظات الجنوبية وتسجيل أكثر من "2000" شاب في السلك العسكري والأمني .
- موقف توفيقي: ويبدوا بأن الموقف التوفيقي السعودي بدا واضحاً من خلال تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي الخميس أن الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء معنيون بدعوة المجلس إلى مؤتمر الرياض الخاص باليمن، شريطة أن يكون المؤتمر تحت سقف الشرعية، المتمثلة بالرئيس هادي، ما يعني وقوف الخليج، وعلى رأسه السعودية، على مسافة واحدة من الأطراف اليمنية، بالرغم من موقفها المؤيد دوماً للسلطات الشرعية في البلاد. وقال خالد العطية، وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحافي في ختام أعمال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون بمطار القاعدة الجوية بالرياض، أن مؤتمر الرياض دعوة للجميع، ولن يستثنى منه أحد، "فمن المصلحة حضور الجميع، ومن تخلف سيجد نفسه متخلفًا عن ركب قد يؤيده معظم أبناء اليمن، والحوثيون معنيون بهذه الدعوة، وهم مكون من مكونات الشعب اليمني، وبالتالي مسألة قبولهم والمشاركة من عدمها هذه شأن حوثي يعود لهم". رسالة الحوثيين للدول الداعمة لشرعية الرئيس هادي وفي رسالة واضحة الدلالات والمعاني وجهتها جماعة الحوثي للملكة العربية السعودية ولدول الجوار الداعمة لشرعية الرئيس هادي , أكد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله ، محمد البخيتي أن المناورة العسكرية التي قامت بها جماعته الخميس «رسالة ساخنة» إلى من يريد الإضرار بهذا البلد، خاصة السعودية، وأن حكام العرب سيرون المناورات الآتية على حد قوله. وفي تصريح خاص لوكالة أنباء فارس الإيرانية، ، قال البخيتي إن «اللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله وقوات من الجيش نظمت مناورة عسكرية كبرى للمرة الأولى في نوعها في منطقة كتاف، التابعة إدارياً لمحافظة صعدة والمحاذية للحدود السعودية شمال اليمن»، معلناً البخيتي أن «المناورة استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة». وأكد البخيتي أن هذه المناورة «رسالة واضحة لمن يريد أن يعبث باستقرار وأمن البلاد من القوى الداخلية والخارجية». وأجرى آلاف من الحوثيين الخميس تدريبات عسكرية في الجزء الشمالي من البلاد، قرب الحدود مع السعودية، تشمل مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك أسلحة ثقيلة استولوا عليها من الجيش اليمني .
من جانبه قال المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر إن العملية السياسية في مهب الريح وإن هناك جهودا لإعادتها، مشيرا إلى أن الفرقاء السياسيين يعون أن البلد على شفا الهاوية. وأوضح بن عمر في حلقة من برنامج 'لقاء اليوم' بقناة الجزيرة أن 'الوضع في اليمن معقد جدا وهش، واحتمالات تطوره كبيرة'، مؤكدا أن الدولة انهارت تقريبا، وهناك اتجاه نحو الانفصال. وأشار إلى أن ما هو مطروح هو الاتفاق على حزمة من القرارات لتصحيح مسار العملية السياسية الذي انحرف، والتوصل إلى اتفاق تام ينهي حالة النزاع الحالية في اليمن، مؤكدا أن جوهر الحوار هو الاتفاق على نوع من تقاسم السلطة خلال المرحلة الانتقالية. وقال إن مظلة الحوار هي المصلحة العليا لليمن، ومرجعيته المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار واتفاقية السلم والشراكة، مع اعترافه بأن جماعة مسلحة استولت على مؤسسات الدولة بالقوة والعنف، وأن السلطة الفعلية الآن هي سلطة الجماعات المسلحة. ومع ذلك، أوضح المبعوث الأممي أن مجلس الأمن حدد موقفه بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي لليمن، معترفا بأن هناك اتجاها للبحث عن 'مخرج لا ينقص من شرعية الرئيس'. وانتفد بعض الأطراف السياسية في اليمن، وقال: إنها 'تتحلى بالنفاق السياسي ومواقفها متضاربة داخل وخارج أروقة الحوارات'، مؤكدا أنه يعمل مع الجميع ويقف على مسافة واحدة من كل الأطراف. وقال بن عمر: إن الوضع في اليمن لا يتحمل طول الحوار، معترفا بأن ما يُتحاور عليه أمور معقدة، كما أن هناك أحزابا كثيرة واتجاهات سياسية موجودة على طاولة الحوار. من جهة أخرى، ضرب بن عمر على وتر ما سماه الإرهاب، وقال إن هناك 'ظاهرة القاعدة، والوضع الجديد أصبح مساعدا لها وللإرهاب'، وأوضح أن الوضع في اليمن يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن والسلم الدوليين، مفسرا بذلك موقف واهتمام مجلس الأمن. وخلص بن عمر إلى أن الحرب الأهلية احتمال قائم في اليمن، 'وهو خطر يقترب كل يوم ولهذا نواصل جهودنا'، وأوضح أن 'النموذجين الليبي والعراقي مجتمعين سيناريو خطير يهدد البلد'. صحيفة الامناء