القوات المسلحة الجنوبية تحبط هجوما للقاعدة في أبين    السكرتير السابق للشيخ الزنداني يكشف مفاجأة عن تصريحه المتداول حول ''عودة الخلافة'' في 2020    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    عن العلامة اليماني الذي أسس مدرسة الحديث النبوي في الأندلس - قصص رائعة وتفاصيل مدهشة    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    المهندس صعتر و جهاد الكلمة    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    ريال مدريد يثأر من مانشستر سيتي ويتأهل إلى نصف نهائي أبطال أوروبا    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    نعيبُ جمهوريتنا والعيبُ فينا    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    الكشف عن استحواذ جماعة الحوثي على هذه الإيرادات المالية المخصصة لصرف رواتب الموظفين المنقطعة    حراس الجمهورية تجبر ميليشيا الحوثي التراجع عن استهداف مطار المخا    الحوثيون يضربون سمعة "القات" المحلي وإنهيار في اسعاره (تفاصيل)    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    الجنوب ومحاذير التعامل مع العقلية اليمنية    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    حضرموت تستعد للاحتفاء بذكرى نصرها المؤزر ضد تنظيم القاعدة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    "ليست صواريخ فرط صوتية"...مليشيات الحوثي تستعد لتدشين اقوى واخطر سلاح لديها    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    فيديو اللقاء الهام للرئيس العليمي مع عدد من كبار الصحفيين المصريين    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    حكومات الشرعية وأزمة كهرباء عدن.. حرب ممنهجة على الجنوب    رافقه وزيري العمل والمياه.. رئيس الوزراء يزور محافظة لحج    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    انس جابر تعبر الى ثمن نهائي دورة شتوتغارت الالمانية    استقرار أسعار الذهب عند 2381.68 دولار للأوقية    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    محافظ المهرة يوجه برفع الجاهزية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسبا للمنخفض الجوي    وفاة وإصابة 162 مواطنا بحوادث سير خلال إجازة عيد الفطر    إيران: مدمرة حربية سترافق سفننا التجارية في البحر الأحمر    أبناء الجنوب يدفعون للحوثي سنويا 800 مليون دولار ثمنا للقات اليمني    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    مصير الأردن على المحك وليس مصير غزة    من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    باريس سان جيرمان يرد ريمونتادا برشلونة التاريخية ويتأهل لنصف نهائى دورى الأبطال    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاجئون في اليمن.. أوضاع صعبة

في اليوم العالمي للاجئين "20يونيو" تبدو مهمة اليمن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين صعبة في ظل الحاجة إلى 470 مليون دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية عقب أكثر من عام على الاضطرابات.. إلا أن المفوضية تبدي تفاؤلها بالمجتمع الدولي وأصدقاء اليمن لما من شانه التخفيف من المعاناة التي يمر بها النازحين المحليين بسب الحرب في صعدة وأبين واللاجئين الأفارقة الذين ما يزالون يتدفقون بشكل يومي بمعدل 170 لاجئاً يومياً يصلون إلى السواحل اليمنية في رحلة محفوفة بالمخاطر.

يواجه اللاجئون الصوماليون حالياً موجة غضب شديدة في الشارع اليمني خصوصاً في المحافظات الجنوبية عقب اغتيال اللواء/ سالم قطن قائد - المنطقة الجنوبية، قائد اللواء 31 مدرع - الاثنين الماضي من قبل انتحاري صومالي فجر نفسه بحزام ناسف في حي ريمي بالمنصورة، وهو ما جعل النظرة تبدو أكثر غضباً تجاه اللاجئين الصوماليين الذين يفدون إلى اليمن بسبب الأوضاع المأساوية التي تعانيها بلدهم منذ أكثر من عقدين من الزمن بمتوسط 170 لاجئ يومياً- كما أفادت إحصائية رسمية.. ويعانون أوضاعاً إنسانية صعبة تبدأ من رحلتهم من الصومال عبر البحر تحفهم العديد من المخاطر..إلا أن ممثل المفوضية السامية للاجئين في اليمن يدعو إلى عدم تعميم الحوادث الفردية على مجتمع اللاجئين كونهم لاذنب لهم.
يقول ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن السيد/ نفيد حسين: إن هذه حوادث فردية ولا ينبغي أن تؤثر على المجتمع بشكل عام، مشيراً - في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول في عدن - إلى أنه من خلال تجربته في العمل في عدد من دول العالم فإن كثيراً من الحوادث تؤثر سلباً على الأجانب المتواجدين في البلد، حيث تتجه أصابع الاتهام إليهم .
و حذّر ممثل المفوضية نفيد حسين من تعميم الحوادث الفردية للأشخاص وقال: يجب أن نتجنب التعميم في الحوادث الفردية من الأشخاص والتجاوزات غير القانونية، مؤكداً خضوع اللاجئ للمساءلة وأن يطبق عليه القانون مثله مثل غيره أياً كانت جنسيته "إن تعميم الحوادث الفردية يصيب المجتمع بالفزع". قال نيفد حسين.
تحذيرات
و مع ارتفاع وتيرة الاضطرابات السياسية في اليمن منذ مطلع 2011 أغلقت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون للاجئين مركز الاستقبال التابع لها في صنعاء، كما حذر محللون سياسيون من خطورة استمرار تزايد تدفق اللاجئين من القرن الإفريقي إلى اليمن، في ظل استمرار الثورة الشعبية الشبابية السلمية.
وأشار جلال الشرعبي وهوصحفي متخصص بشؤون القرن الافريقي والصومال إلى إن وضع اليمن غير المستقر ساعد على تزايد تدفق اللاجئين بصورة كبيرة، بخاصة الصوماليين، الأمر الذي فاقم من مشكلات اليمن الداخلية.
وأكد الشرعبي في وقت سابق إن الصوماليين الفارين من الحروب الداخلية في بلدهم إلى اليمن سيكونون جزءاً من الصراع في البلاد، وسيتحولون إلى أشبه ب"مسدس للإيجار" تستخدمه الأطراف المتصارعة كل لمصلحته، موضحاً إن الحقائق التاريخية ذلك، فالصومالي يقاتل في إريتريا ضد إثيوبيا ويقاتل في كينيا والصومال ضد إثيوبيا، وقاتل ويقاتل اليوم مع جماعة الشباب المؤمن في مقديشو ومع أمراء الحروب أو مع الدولة، كما وجدناهم حراساً لزعيم تنظيم القاعدة بن لادن".
واعتبر الشرعبي ان تدفق اللاجئين الصوماليين واستقبالهم بطريقة عاطفية دون جعلهم عنصراً فاعلاً في المجتمع، سيزيد من مشاكل وصراعات اليمن الداخلية، مشدداً على "ضرورة إيجاد حلول وآليات من قبل الحكومة اليمنية للاستفادة منهم وجعلهم عنصراً فاعلاً يختلط بالمجتمع اليمني من خلال تدريبهم وتأهيلهم وتخصيص مدارس تعليمية أو معاهد فنية لتأهيلهم ليصبحوا جزءاً فاعلاً في المجتمع، وإلا فإن خيارهم الوحيد سيكون تحولهم إلى جزء من الصراع الحاصل في اليمن".
وأكدالشرعبي أن الحروب الداخلية في اليمن، خاصة بمحافظة صعدة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين أثبتت استخدام الصوماليين اللاجئين في الصراع من قبل الطرفين، كما تعرضت السواحل اليمنية ولا تزال لعمليات قرصنة من أشخاص صوماليين.
وتابع: "هناك سيناريو واحد في الوقت الراهن يتمثل في التواصل والتنسيق بين الجماعات الدينية المتشددة في اليمن والصومال إثر وجود عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين الواقعة على الشريط الساحلي للبحر العربي، المنفذ البحري القريب من الصومال، والذي يسهل عملية التواصل بين تلك الجماعات الدينية المتشددة من القاعدة".
أرقام وإحصاءات
تقول الحكومة اليمنية إن هناك حوالي 2 مليون لاجئ صومالي منذ اندلاع الحرب الأهلية في الصومال - مطلع تسعينيات القرن الماضي - وما يزال تدفق اللاجئين إلى اليمن بشكل مستمر يقدر بحوالي 160- 200 لاجئ يومياً.
وأعربت وزارة الداخلية اليمنية عن قلقها من استمرار وصول أعداد هائلة من اللاجئين من بلدان شرق أفريقيا، وخصوصاً الصومال وأثيوبيا واريتريا، وأكدت الداخلية على موقع الإعلام الأمني التابع لها أن شهر ابريل/نيسان الماضي شهد تدفقاً غير مسبوق للمتسللين الأثيوبيين، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية ضبطت فيه 1147 متسللاً أثيوبياً.
وبحسب تقرير صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين- اليمن فقد ارتفع عدد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن خلال النصف الأول من العام الحالي 2012 و أنه حتى شهر مايو الماضي فقط وصل إلى 51.441 لاجئاً افريقياً بينهم 10.187 لاجئاً صومالياً، مشيرة إلى أن غالبية القادمين هم مهاجرون إثيوبيون يقدر عددهم ب 41.210، وقالت إن هذا الرقم لتدفق اللاجئين الأفارقة خلال الفترة الماضية من 2012 يعد رقماً كبيراً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2011 الذي وصل فيه 103.154 لاجئاً إفريقياً بينهم 27.350 صومالياً.
ووفقاً للمفوضية فإن 224.540 لاجئاً إفريقياً مسجلين رسمياً لديها بينهم 214.485 لاجئاً صومالياً معترفاً به من قبل الحكومة اليمنية والبقية من جنسيات أخرى معظمهم إثيوبيون.
اتهامات
وتتهم منظمات حقوقية، دولية مفوضية اللاجئين بعدم القيام بدورها كاملاً بالضغط على الحكومة اليمنية كي تحمي حقوق اللاجئين وملتمسي اللجوء من غير الصوماليين وأن المفوضية غير مستعدة لإبداء قلقها علناً إزاء ممارسات الحكومة اليمنية في اعتقال غير الصوماليين وترحيلهم قسراً إلى بلدانهم خصوصاً الأثيوبيين.. إلا أن المسؤول الإعلامي لمفوضية اللاجئين جمال النجار يقول إن هذا الكلام غير صحيح، مشيراً إلى أنه بموجب اتفاقية اللجوء التي وقعت عليها اليمن عام 1951 تقدم الحكومة اليمنية للصوماليين حق اللجوء مباشرة كون الصومال تشهد حرباً منذ عقدين.
وأضاف النجار: أما غير الصوماليين سواء كانوا أثيوبيين أو غيرهم فالوضع في بلدانهم مختلف وبالتالي فالمفوضية تعتبر غير الصوماليين القادمين إلى اليمن ووصلوا إلى مكتبها، طالبي لجوء، وتمنحهم استمارات الطلب فإذا انطبقت عليهم معايير اللجوء، كأن يتعرض إلى اضطهاد أو أنه يعيش في بلد صراع ومشاكل دينية أو عرقية أو عسكرية، فإنه يدخل ضمن دائرة اهتمام المفوضية.
ويوضح النجار أن غالبية الواصلين الجدد هم مهاجرون اقتصاديون، ويشير النجار إلى أن مصطلح" الواصلين الجدد" يقصد به اللاجئين وطالبين اللجوء والمهاجرين لأنهم جميعاً يأتون على نفس القارب لهذا منهم لاجئين ك "الصوماليين" مثلاً ومنهم طالبي لجوء ومنهم مهاجرين اقتصاديين وهم الغالبية بمعنى أنهم ليسوا صوماليين لاجئين يعانون ويلات حرب.
" لهذا فالمفوضية مهمتها التأكد من أن الواصلين لاجئين، وما عدا ذلك يعود للحكومة اليمنية" قال النجار.
اليمن في مهمة إنسانية
في العام 1951 كانت اليمن هي الدولة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي وقعت على معاهدة اللاجئين التي تنص على منح ملتمس اللجوء حقه دون تمييز، اضافة إلى مصادقتها على بروتوكول 1967.. إلا أنه منذ العام 1991 بدأ الصوماليون بالتدفق إلى اليمن بشكل جماعي كبير عقب انهيار نظام محمد سياد بري في 26 يناير من نفس العام يوفر اليمن ملجأ آمناً للصوماليين أفراداً وجماعات وتقوم الحكومة اليمنية بمنح الصوماليين حق اللجوء منذ الوهلة الأولى لوصولهم أفراداً وجماعات.
ورغم أن اليمن تواجه حالياً عدداً من التحديات الداخلية، فهناك حوالي نصف مليون نازح يمنى بسبب الحرب في صعدة مع الحوثيين والحرب مع أنصار القاعدة في الجنوب بأبين، حيث تم تسجيل أكثر من 486,000 نازح إلى الآن بسبب تلك الصراعات المتفرقة في شمال وجنوب اليمن.. إلا أنها مازالت تقوم بواجبها تجاه اللاجئين على أكمل وجه.
ومنذ مطلع العام 2011 بدأت الثورة الشعبية في اليمن تطالب بإسقاط نظام صالح ترتب عليه انتشار واسع للاختلالات الأمنية الذي أدى الى تعقيد الحالة في اليمن وزاد من حالة السوء أكثر مما كانت عليه في السابق، حيث تواجه اليمنُ هبوطَاً اقتصادياً حادَّاً في ارتفاع نسبة أسعار المواد الغذائيةِ 41 % ونشاطاً اقتصادياً يَنكمشُ بشكل ملحوظ.
وبسبب الاحتجاجات و الاعتصامات الجماعيِة في صنعاء، عدن، وحافظات أخرى وجد العديد مِنْ اللاجئين الذين كَانوا معتمدين على أنفسَهمَ صعوبة في إيجاد فرصِ تَوليد الدخلِ، وفي بَعْض الحالاتِ اضطر كثير منهم إلى الهُرُوب مِنْ القتال الدائر.
وقد أدى هذا إلى الزيادة في الحالاتِ الضعيفةِ، وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدةِ في اليمن إن مهمتها أصبحت صعبة ومعقّدةُ جدًا بشكل غير عادى وإنها تواجه في عملها ثلاث حالاتَ إنسانيةَ آنيةَ تتمثل في تدفق جماعي مستمر للاجئين والمهاجرين مِنْ القرن الأفريقي، حيث وصل 51.441 شخصاً (10.187 صومالي 41.210 أثيوبيون، 44 آخرون) منذ بداية هذا العام حتى مايوفقط، إضافة الى النازحين في الجنوبِ والذي يقدر عددهم ب ( 171.882 نازحاً) بسبب الحرب على القاعدة في أبين منذ مايو 2011 و متطلبات العودة المحتملة للنازحين، خاصة بعد سيطرة الدولة على مناطق زنجبار و جعار و لودر وطرد مسلحي القاعدة، إضافة إلى استمرار حالة النزوح طويل الأمد في الشمالِ (314.706 نازحاً) مع عمليات نزوح جديدةِ مستمرةِ، خصوصاً في محافظةِ حجة.
وتقول المفوضية إنها تقوم بتقديم المأوى العاجل و المساعدات المنقذة للحياة، والحماية وحافظت على تواجدها الواسع في البلد في ثمانية مكاتب موزعة بين شمال وجنوب وثلاثة مراكز استقبال على طول السواحل اليمنية تستقبل التدفق المستمر للواصلين الجدد من القرن الافريقى.
حاجة المفوضية
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعلنت - منتصف مايو الماضي في مؤتمر صحفي للمدير الاقليمي لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد يعقوب الحلو - أعلنت عن حاجتها إلى 60 مليون دولار لتتمكن المفوضية من القيام بمهام محدودة وأساسية وعاجلة لتَلبّية الحاجاتَ الإنسانيةَ المتزايدةَ والتدفّق المستمر للاجئين القادمين مِنْ القرن الأفريقي، مشيرة إلى أن هذه الموارد ِ سَتَضْمنُ لها أن تكون قادرة على زيَاْدَة مستواها مِنْ الدعمِ المباشرِ للاجئين والنازحين ويُعزّز من قدرات الحكومةَ اليمنية، ويدعم دورَها كوكالة رئيسية تعمل في مجال الحمايةِ واحتياجات المأوى.
وأشار الحلو إلى أن اليمن بحاجة الى 470 مليون دولار لمجابهة الاحتياجات الإنسانية وأنه متى توفر هذا الرقم فإن العاملين في المجال الإنساني سيتمكنون من توفير بعض الاحتياجات اللازمة للاجئين والنازحين من مأكل ومشرب ومأوى، داعياً المجتمع الدولي وأصدقاء اليمن المجموعة الدولية ومؤتمر أصدقاء اليمن إلى القيام بواجبهم تجاه اليمن ودعمه ليفي بكافة التزاماته، كون اليمن قد قام بواجبه تماماً تجاه اللاجئين والمهاجرين الأفارقة والنازحين المحليين وقدم ما لم تقدمه كبرى المنظمات الدولية تجاههم- حد قوله.
ووفقاً لخبراء اقتصاديين فإن اللاجئ الواحد يكلف نحو 500 ألف ريال (2300دولار أميركي ) سنوياً مقابل إقامته ومعيشته على الأراضي اليمنية، وحصوله على خدمات السكن والتنقل والعمل والطاقة والاتصالات والمياه والصحة والتعليم، أي أن مليوني لاجئ – حسب تقديرات الحكومة اليمنية- يكلفون الاقتصاد اليمني نحو 4.6 مليار دولار سنوياً.
رحلة الهروب إلى الموت
تتكرر مأساة رحلة الهروب من الصومال إلى اليمن عبر البحر يوماً بعد يوم إذ تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن 1500 قضوا وسط البحر قبل وصولهم إلى اليمن خلال الفترة الماضية من 2012 فيما وصل 51.441 شخصاً.
إلا أن المأساة تستمر وتلاحق الواصلين أيضاً إلى اليابسة ومن نجو من البحر، ويكون النساء والأطفال أكثر المتضررين من مغامرة الرحلة إلى مكان آخر بحثاً عن الأمان.
وتشير المفوضية إلى أن رحلة اللاجئين الصوماليين إلى اليمن عبر البحر الأحمر وخليج عدن في المحيط الهندي من ميناء بصاصو في الصومال - تكون رحلة صعبة وخطرة يسافر فيها اللاجئون في مراكب تهريب غير صالحة لنقل البشر وبحمولة أكثر مما تستوعبها تلك القوارب من ثلاثة إلى أربعة أضعاف، كما يقوم المهربون بضَربَ المسافرين إذا حاولواَ التَحَرُّك، فلا يسمح لهم برفع أصواتهم أو حتى الاهتمام بنظافتهم الشخصية.
ويسافر المهاجرون الإفريقيون تحت هذه الشروطِ المعقدة بدون غذاءِ أَو ماء من يومين إلى 3 أيامِ، وفي بَعْض الحالاتِ يتعرض بعض المهاجرين إلى اختناق بسبب احتجاز إعداد كبيرة في أماكن ضيقة.
وعند وصِولُ المراكبَ إلى قرب الساحلَ اليمني، يبدأ المهربونُ بإجْبار المسافرين بالنزول إلى الماءِ، وفي أغلب الأحيان في المياهِ العميقةِ والمائجةِ، وبسبب عدم قدرة عديد مِنْ المسافرين على السباحة والتعب الشديد الذي يعانونه طوال أيام الرحلة وظروفها الغير مستقرة والآمنة لايتمكنون من الوصول إلى الشواطئ ما يؤدى إلى غرق الكثيرين، إذ قضى 1500 لاجئ في البحر خلال الفترة الماضية من 2012، وهو الأمر الذي يضيف بعداً إنسانياً لعشرات ومئات القصص للاجئين الذين يلقون حتفهم في عرض البحر غرقاً أو في بطون اسماك القرش بعيداً عن الأنظار.
وتخشى المفوضية السامية للاجئين أن عدداً أكبر من اللاجئين سيتعرضون للموت غرقاً في البحر أثناء عمليات تهريب ماتزال مستمرة وخطرة، وهناك مخاوف متزايدة من وقوع حوادث غرق للنازحين بصورة يومية، فعشرات الحوادث تحمل الرواية نفسها عن عدد جديد من اللاجئين تعرضوا للموت غرقاً أو أغرقوا بواسطة متعهدي التهريب الآدمي الذين يضعون حساب وقوع قواربهم في قبضة خفر السواحل.
وتؤكد المفوضية أن من يتبقى منهم على قيد الحياة بعد رحلة شاقة، غالباً مايصلون فى حالات جفاف من العطش الشديد وسوء التغذية و في أغلب الأحيان يصابون بصدمة عصبية شديدة.
وتضيف أنها تقوم بدوريَّات في خليجِ عدن والبحر الأحمرِ لاستقبال وضمان الحمايةِ للقادمين الجدّدِ، وتزوّدِيهم بوسائل نقلِ لإيصالهم إلى مراكزِ استقبال المفوضية، حيث يَقضّي القادمون الجدّدَ بضعة ساعات أَو أيام للراحة والتَعافي، وهناك يحصلون على الإسعافات الأوليةَ، وجبات طعام وتسجّيلهم لدى مراكز الاستقبال، وبالنسبة للاجئين الصوماليون يتم نَقلهم إلى مخيّمِ خرز للاجئين -الذي انشأته اليمن عام 2000 - مباشرة يتم منحهم اللجوء، أما غير الصوماليون الذين يطلبون اللجوءِ فيتم تسجيلهم ويَخضعون لعملية تحديد حالةِ اللجوء.
الجدير بالذكر أن حالةّ عدمَ الاستقرار المنتشرة في اليمن وفرت فرصةَ كبيرة للمهربين؛ فهناك تقارير تتحدث عن استمرار عمليات الاختطاف وسوءِ معاملة وقتل اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين عند الوصول إلى اليمن.
وهو ما يشكل تحدياً آخر للمفوضية وشركائِها في تقديم الحمايةِ إلى الأشخاص الواقعين في دائرة اهتمام المفوضية ويَضْمنونَ الوصولَ إلى حق اللجوء.
لاجئ صومالى : دفعت مليوناً للوصول إلى "الصافية"
تمتلك شبكات التهريب أساليبها الخاصة في اقناع الصوماليين في مقديشو بوجود أرض الميعاد التى توفر كل الاحتياجات خلف البحار ولا يحتاجون غير رحلة واحدة لبلوغ أحلامهم وهناك من سيستقبلهم بشغف وربما يعاتبهم على التأخر في بلادهم المشتعله بالحرب منذ عقدين .
"هناك اذاعات محلية عملت على اقناعنا " يتذكر فارح عبدالله ابراهيم كيف بدأت القصة قبل أن يفتح أذنيه لراديو كابيلا ويقتنع بفكرة القدوم إلى اليمن ومنذ أن اندفع في الرحلة تاركاً والديه وخطيبته يتبين له كل يوم أنه وقع في الكذب ولم يجد أى شي مما وعد به غير الانتظار لما سيحدث .
وعن رحلته التى شرع بها ذات صباح من العام 2008 يقول "فارح" إنه حمل معه كيساً صغيراً فيه القليل من الملابس والقليل من العمله الصومالية وانضم إلى مجموعة أخرى على نفس المركبة القديمة متوجهين نحو مدينه تدعى "ابارا فجوي" ومنها نحو "بوساسو" عبر طرق متعددة ونقاط تفتيش كثيرة تتبع أمراء الحرب وتبحث عن كل شي مهم لتأخذه - أموال - تلفونات محمولة، حتى النساء في عمر الشباب وكل مايعجبهم يصادر بدون أي اعتراض .
في "بوساسو" بحث فارح عن عمل يقتات منه كما يفعل آلاف الصوماليين وعمل في قص الأشجار مقابل عشرة ألف شلن في اليوم يصرفها كلها في الأكل والشرب والنوم ومن إحدى المراكز بدأ في إجراء اتصالاته إلى أسرته وأصدقائه لتجميع ثمن الرحلة الى الشاطئ الآخر .
ومرت أسابيع الانتظار ثقيلة إلى أن توفر المبلغ المطلوب " مليون شلن " يعادل خمسين دولار أميركي ثم بدأ في انتظار أن يكتمل عدد الراغبين في الهروب ولابد أن يصلوا إلى مائة وعشرين في قارب لايعرفون عنه غير أنه قديم واعتاد على نقل الصوماليين كلما اكتمل عددهم .
وفجأة تأتي الأوامر بالتحرك والتجمع في منازل تابعة لشبكات التهريب وفي الليل صدرت توجيهات من المسلحين أن يصعد الجميع إلى قارب صغير لايمكنه أن يحمل أكثر من أربعين شخصاً ودفع كل مسافر ماعليه.
يقول فارح: لم نفكر حتى في سؤال المهربين "المتوترين" عن أى شيء وكنا نصعد لنرتمى فوق بعض دون حتى أن يصرخ من ترمي نفسك عليه .
وتصف المصورة البريطانية "اليكسندرا افازينا" التى تتبعت حياة المهربين أنهم أغرب مارأت فقد كانوا يحرصون على امتلاك شيئ مشترك وهو دفتر العناوين التى يحملونها وغالباً ماتكون ضد الماء وتحتوى معلومات عن زملائهم وأصدقائهم في اليمن الذين يخططون لمقابلتهم أن أمكن.
وتضيف لأنه لا يوجد ما يفعلونه يقوم المهربون مثل "تشالا" بقضاء ساعات بالنظر في دفتر العناوين وغالباً ما يقومون باستعارة التلفونات لإجراء رنات إلى أصدقائهم دون أن يتجاوبون معهم إلا قليلاً .
يومان قضاها "فارح" في عرض البحر وكل لحظة يتوقع أن يتوقف القارب القديم ويغرق الجميع أطفالاً ونساء كبار سن وشباباً وسط خليج عدن في البلاد التى قرأوا عنها في كتب التاريخ المدرسية التى لم تعد تدرس.
في الليل كنت أرى القمر فأحس بالأمان وأتذكر أسرتي التى تركتها تبكي وأنا أغادر كأنى ذاهب للموت وكان يراودني إحساس لماذا لا أعود على نفس القارب – لكني هذه هزيمتي أمام كل الناس".قال فارح بحزن.
وأضاف: من مسافة بعيدة أشار إلينا أحد المهربين نحو ضوء بعيد وقال اقفزوا هناك الشاطئ ومن يريد أن يبقى عليه أن يدفع اكثر ومن يرفض يطلق عليه النار وترمى جثته في الماء، فقفز الجميع .
إنها عادة المهربين أن يلقوا حمولتهم على مسافة اثنين كيلو متر خوفاً من خفر السواحل اليمنية التى تلاحقهم .
يقول فارح " رأيت الموت أكثر من مرة وتمنيته أيضاً وأنا أسبح والضوء يزداد بعداً وكأني لا أتقدم وكنت أسمع أنين النساء والأطفال وهم يغرقون وأعجز عن انقاذهم – لم أصدق وأنا المس رمال الشاطئ وهناك تركت جسدي دون شعور ولم أصحو إلا حين كان رجل يمني يحمل حليب وبسكويت لإنقاذي وهو متطوع في جمعية أهلية تساعد اللاجئين، وقال لي إن كثيراً من رفقاء الرحلة قد ماتوا فتذكرت تلك الوجوه التى كنت أراها ليومين وعندي إحساس أنني لن أراها من جديد ولن يراها أحد غيري الا وقد أصبحت ميتة.
"مازلت أدعوا لهم بالرحمة" يردد الشاب الصومالي الذي يقطن منطقة الصافية في أمانة العاصمة ويحلم أن تتوقف البنادق ليعود إلى أهله ووطنه ويفي بوعده لخطيبته التي مازالت تنتظره .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.