الأحد 02 سبتمبر 2012 02:02 صباحاً كتب/ عبدالحافظ الصمدي اجلس مقابلك على محاذاة نافذة القدر علًها توصلني بك وإن كنت لا اعرف تفاصيل الطريق إليك.. أتذمر دوما من الحواجز ولا أؤمن بغير الانسجام فالمسافات بمفهومي أنا؛ هي تلك التي وضعت بين السماء والأرض فقط. صمتك هذا المساء يقتلني، تخدرني أنفاسك حين تأتي بلطافة ليلة بعد المطر.. يجذبني هذا السكون المتجمد على شفتيك كقطعة سكر .. إلى حيث تكونين أنت.. على امتداد هذا الجليد بمحاذاة طيفك.. فحين تأتي النسمات رقيقة بلطافة المساء تتسللين إلى جوفي مع أول شهقة وأنا أتنفس رائحتك الخرافية عند الغروب واستعذب صهيل النضال وأنت تمتطين صهوة الثورة.. وأدرك حينها انك جزءاً سيادياً هاماً أضفته باليقين إلى تاريخي.. يا أنتِ.. يا وطناً معلقاً بجناحي نورس، من يأتني بقبسٍ من مشكاة نورك لو ترحلين؟!.. زغاريد بنكهة الندبة وتصفيق على بوابة العويل، تراني أردد أناشيدك العذبة على إيقاعات البكاء المُر.. حين أقعد محاذاة النص، أرنو إليك من نافذة القصيدة، أجهل زواياك التي تتكومين فيها كبقعة زيت ويستحضرني الذهول وأنت تزفيني إلى أريكة أجهل تفاصيلها، وأدرك حجمكِ أنتِ مدينة الضياء التي تبلى في رفض الانحناء وترفض مآذنها السقوط.. هواجسي لا تجد حيزاً للتمرد معك وأنا أحترق فيك لأتقن معك طقوس الوطنية في لحظة محمومة يحاول الحاقدين إشعالها، وأخشى أن يأتي يوم لا نجد حيلة لنطفئها.. فكيف صرت مدينة قابلة للزوال؛ ما أن أطفئ فيك لفافة تبغ حتى تشتعلين.