الاثنين 10 ديسمبر 2012 04:43 مساءً تجقيق / خليل الزكري : في تظاهرة ثقافية وفنية جمعت كوكبة من الفنانين والفنانات التشكيليين من محافظتي عدنوتعز، احتضن بيت الفن بتعز الملتقي التشكيلي الأول لفناني بيت الفن بعدنوتعز عكست صورة بانورامية رائعة خلال الفترة من 4وحتى 7 ديسمبر الجاري وفي إطار هذه التظاهرة التي تفسح المجال للفن البصري والإبداع التشكيلي أن يقدم رسالته الحضارية الراقية أمام الجمهور، ويسهم في تقديم رؤية واضحة لفهم الماضي والحاضر والمستقبل، وخرج الملتقى بالعديد من الأفكار.. الملتقي الذي شارك فيه20تشكيلياً بأكثر من 40 لوحة تجسد التراث الشعبي والاتجاهات الفنية السائدة في المحافظتين، كما تعبَّر بأساليبها وتقنياتها الفنية المتعددة عن الملامح المشتركة في البيئة ، وما تنفرد به طبيعة المحافظتين من تناغم وخصوصيات وجماليات تراثية متنوعة. وتزامن مع إقامة الملتقي تنظيم معرض تشكيلي (أحلام عدن ) ل14 تشكيلي من فناني عدن حوا 30 لوحه تشكيليه عبرت عن رؤية أبناء عدن بالفن وارتباطهم بالواقع اليمني ،وأعاده دور عدن كمنبع للثقافة. للتعرف على العوالم الفنية الشفافة لهذه التظاهرة الفنية المتميزة وما حملته الخطوط والألوان من معانٍ عميقة ودلالات تعبيرية خصبة أجرت صفحة فنون هذا الاستطلاع مع عدد من الفنانين المشاركين في الملتقى. تحقيق/ طارق عبده سلام البداية كانت مع مدير بيت الفن بتعز محمد العسلي الذي أكد أن الفنانين التشكيليين يعملون في إطار عمل مشترك للارتقاء بالفن التشكيلي لتوحيد الرؤية الفنية وتجسيد للولاء الوطني باحتفالاته التاريخية ، مشيرا إلى أن التشكيليين يعملون لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للفنون التشكيلية . جداريات وأوضح العسلي إن من أهداف الملتقى التشكيلي الأول عمل روابط مشتركة للانجاز جداريات فنية في المحافظتين عدنوتعز إيمانا منهم بالحب الأزلي للوطن الحبيب في وضع الرسالة الفنية في مقدمة البناء والإنماء للحاضر والمستقبل ..بالإضافة تبادل الخبرات بين الفنانيين والاستفادة من بعضهم البعض وكذلك العمل على فتح مراسم مشتركة ومراسم حرة في تعزوعدن من خلال الرحلات والرسم المباشر على الطبيعة . إبداعات بصرية ولونية من جانبه أشار مدير بيت الفن بمحافظة عدن شوقي عبده محمد إلى أن أهمية الملتقي يكمن في التعاون والتعرف وإبراز إبداعات الشباب البصرية واللونية للتعريف بالموروث الشعبي والمناظر الطبيعية التي تمتاز بها عدن مضيفاً انه تم استخدام الخامات الزيتية والمائية.على اللوحات البصرية بالإضافة إلى مستوى تطور الفن التشكيلي في المحافظتين . وتقدم مدير بيت الفن بالشكر إلى مؤسسة السعيد لتكرمها باستضافة الفنانيين وتقديمها الدعم لهم وكرم الضيافة . فضاء إبداعي مدير عام مؤسسة السعيد فيصل سعيد فارع عبر عن إعجابه بإبداعات التشكيليين الشباب والتي تعبر عن الآمال والتطلعات التي جسدتها عدن منذ أزمنة غابرة .. منوه بخصوصية الفضاء الإبداعي لعدن كمتنفس فني وقبلة يقصدها المبدعين حيث تحتضنهم دون تمييز مشيراً إلى أن الأعمال الفنية عكست مستوى التجربة الإبداعية للتشكيليين الشباب في محافظة عدن. وقال اشتملت ورؤية المعرض على نقل إشجان أبنائها المتمثلة في روح الألوان والإيقاعات البصرية المختلفة والتي تعبر عن تجارب فناني محافظة عدن بفنها منذ بداية الخمسينات ، والمتمثلة بعدة مدارس فنية مختلفة ، والتي استمدتها من خلال احتكاك فنانيها الرواد مع الفنانين الأجانب في تلك الفترة ، ومن خلال هذه التجارب الأولية تمكنت هذه المدينة الرائدة في فن التشكيل اليمني إن تؤسس أول معهد في تدريس الفنون عامه والفنون البصرية خاصة على مستوى اليمن والجزيرة العربية. الفن يجمع ويوحد التشكيلية أسرار عبده عمر قالت: أن هذه التظاهرة الفنية جاءت لتعزز العلاقة بين أبناء المحافظتين، والمعروف عن الفن الذي يجمع ويوحد ويعتبر أفضل الأساليب وأكثرها تأثيراً للتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة. فما بالك إذا كنا أصحاب حضارة وتاريخ وهوية واحدة فإن الفن سيلعب دوراً كبيراً في التواصل بين أجيال هذه الأمة وربطها بماضيها واستشراف مستقبلها. وعبرت أسرار عن سعادتها بزيارتها لتعز وللملتقي ،منوهة إلى أن تعز حاضنة المبدعين والمواهب وهي مدرسة للفن مشيرة إلى أن الأعمال المشاركة مبهرة وقوية في مضمونها. وتمنت لو إنها زارت تعز خلال فترة التشكيلي الراحل هاشم علي لتنهل من إبداعاته وأعماله. حرارة الموروث وأضافت أسرار التي شاركت بلوحتين تشكيليتين أن الفاتن خلال أدائه للوحة يمر ويعيش مراحل وظروف معينة وبينت طبيعة العمل الفني الذي شاركت به هي عبارة لوحة رقصة البرع، وان هذه اللوحة فيها حرارة الموروث التي تتميز بها بالإضافة إلى اختيار زاوية جديدة وغير تقليدية جماليات بيئة تعز التشكيلية منية اليامي قالت: لا أستطيع أصف مشاعري بزيارة محافظة تعز ولقاؤنا الفني والإبداعي سيفسح المجال لنا لاستلهام جماليات البيئة في تعز والمخزون الثقافي الكبير الذي تتميز به معظم المناطق وعن أهمية الملتقي بينت إن هناك أشياء كثيرة شدتني في تعز وخصوصاً الزخم التراثي والجمالي لمدينة تعز القديمة. التراث التهامي وأشارت اليامي أنها تحاكي في لوحتيها البيئة التهامية بما تحمله من عادات وتقاليد وقيم حياة تعبر عن التكاتف والتعاون وتوحي بالشموخ والانطلاق، وهذا ما لمسته في المرأة التهامية وزيها التقليدي العريق الذي يفوق أجمل المباني الحديثة في العالم .. مشيرة إن فكرة اللوحات التي شاركت بها هي مزج عناصر من التراث والزي التهامي واخترت من الزخم التراثي حيث تشارك المرأة في أعمال الزراعة والحصاد بالإضافة إلى أعمالها المنزلية.. فهي جوار زوجها تساعده في الأعمال. تجربة فريدة الفنان عادل سالم احمد نائب مدير بيت الفن بعدن واحد المشاركين في الملتقى قال : شيء جميل لفاني عدن أن يلتقوا مع فناني تعز في تجربة فريدة ولأول مرة مبيناً عن وجود أعمال إبداعية في الملتقى.. ولوحات تحاكي الواقع من مختلف المدارس التشكيلية، موضحاً أن الأعمال فيها تذوق لأفكار الفنانين. أحلام عدن وتحدث الأخ فؤاد مقبل احد الفنانين التشكيلين من محافظه عدن إن معرض أحلام عدن يحتوى 30 لوحه تشكيليه ل14 فنان وفنانه تشكيليه وهذا يعبر عن رؤية أبناء عدن بالفن وارتباطهم بالواقع اليمني، وأعادة دور عدن كمنبع للثقافة، وقال: فعدن يجتمع فيها جميع ثقافات المحافظات (صنعاءوتعز وغيرها ) وهي تجسيد لروح الفنان من خلال ارتباطه بالبيئة التي يعيش بها ومروراً بالحداثة.. مضيفاً أن الحركة التشكيلية التي بدأت منذ الأربعينات واستفادوا من فن المستعمر البريطاني وبدا الفنانين بالالتحاق بعدة مدارس منها الكلاسيكية وغيرها وتطورت الحركة الفنية وبعدة تخصصات كالجرافيت والنحت، وأشار إن المعرض الذي نفذ اليوم استخدم فيه الألوان الزيتية والباستيل وهى خاصة بالمناطق البحرية بعدن وغيرها من المحافظات، وأكد أنه قام بتنفيذ العديد من المعارض بمؤسسه السعيد ووجه شكره للمؤسسة على استيعابها هذا الفن الرائع.