رحمة فتاة في عمر الزهور عاشت طفولتها في بيئة مرفهة، كبرت وكبر معها حلمها قبل عامين وتحديداً في 10/4/2011م كانت على موعد مع فرحة العمر بزفافها من حكيم كانت حفلةً غير عاديه، كنت احد المدعويين لحفل الزفاف بعد ان انتهوا من مراسيم الحفل توجهوا الى ماليزيا لقضاء شهر العسل ثم مكثو هناك مايقارب السته اشهر ثم عادوا كانت رحمه حينها في الصف الثالث الثانوي بعد ان اكملت رحمة دراستها الثانويه تفرغت لبيتها الجديد والتي كانت دائما ماتحلم بأن تكون لها اسرة مثاليه تأنس بها، واطفال تزدان بهم حياتها حسب حكيم فقرروا ان ينجبوا طفلا، كان حكيم دائما ما يحدثني عن مدى شوقه لرؤية طفلته الصغيرة بعد ان اخبرته الطبيبه بان رحمه تحمل انثى. اقترح حكيم بأن يسمي كل منا ابنته باسم "اثير" في حين رزقت بإنثى مثله. فرزقني الله بطفله فاوفيت بوعدي لكن القدر حال دون ان يفي حكيم بوعده. اقتربت رحمه من شهرها الاخير فقررت الذهاب الى منزل والدتها في صنعاء لتضع مولودتها هناك. كان حكيم ينتظر البشارة بفارغ الصبر حتى حانت ساعة الصفر. كان حكيم يمارس عمله الطبيعي في تعز فجاءه البشير، رن هاتفه مبشراً اياه بمولوده الجديد. شاهد الجميع على وجه حكيم ملامح الفرح والسرور. بعد أن انهي مكالمته خاطب الجميع قائلا : انت مدعوون يوم غد للغدااء في افخم مطاعم المدينه على شرف الظيف الجديد، وما هي الا لحظات وجاء النذير ليسرق تلك الفرحه والابتسامه من وجه حكيم حيث رن هاتفه يخبره بان رحمه دخلت في غيبوبه لم تفق منها. تغيّر وجه حكيم واصفرّ لونه، صعد علي سيارته مسرعا صوب المطار فكان من حسن حظه ان موعد اقلاع الطائره بعد ساعه. اقلعت الطائرة ووصل الى المستشفي حيث ترقد رحمه حيث كانت قد اسعفت الى ذلك المستشفى الذي قيل بأنه يُعنى بالاسرة والطفل حسب مايعلن عنه والذي بدا غير ذلك . كانت رحمه في غرفة العناية المركزة كان من يسمونهم بملائكة الرحمه والتي لم تعرف الرحمة طريقا الى قلوبهم قد قاموا بدور عزرائيل الذي اوكل اليهم المهمة، حيث كانت احدى الطبيبات قد اعطتها جرعةً قاتله تسببت بارتفاع الظغط مما تسبب بتوقف القلب. كانت رحمة بحاجه الى من ينعش قلبها وطبيب الانعاش غير متواجد في المستشفى فتم استدعاؤه بعد ان توقف القلب لمد نصف ساعه،وصل الطبيب بعد نصف ساعه فاستطاع ان ينعش قلبها ولكن بعد فوات الاوان، كانت خلايا الدماغ قد تدمرت تدميرا كلياً وتضخّمت. ظلت رحمه في حالة غيبوبة تامه، اصرّ حكيم على نقلها الى الخارج لكن حالتها الصحية لاتسمح بذلك. نقلوها الى احد المشافي القريبه المتخصصه ولكن يبدو ان العجينة واحده.؟ كان تعامل الاطباء تعاملا غير انساني حيث ظلت رحمه في حالة غيبوبة تامه لاسبوع كامل، لكن حكيم قرر نقلها الى الخارج مهما كلف الثمن مع جميع الاجهزه، وضع حكيم الاطباء في حالة حرج فاجتمعوا ليقرروا وفعلا اتخذو القرار . كان جميع الاهل في صالة الإنتظار لسماع النتيجه فكان الطبيب المكلف بقراءة القرار يتقدم خطوة الى الامام ويعود خطوات الى الخلف ويحدث نفسه من اين يبدأ وماذا يقول..؟ لكنه استجمع قواه وخرج اليهم معلنا النتيجه ( البقية بحياتكم). ضجّت الصاله بالصياح والنياح، صرخت والدتها صرخة مدويه اقشعرت لها الابدان، رفرفت بيديها ك طائرٍ مذبوح لكن دون فائده..! رحلت رحمه ورحلت معها كل احلامها تخلّصت من هموم الدنيا وغمومها لتنام هادئة البال نومةً ابدية تاركةً ورائها طفلتها التي حُرمت من حنانها منذ اللحظة الاولى كما حُرم حكيم من حنان والده الذي رحل مذ كان حكيم صغيرا. وفي يوم الجمعه12/9/2013م اخرجوا جثمانها الطاهر محمولاً على الأكتاف في جنازة مهيبة بعد ان دخلت المشتسفي تسير على اقدامها. ألقَ حكيم عليها النظرة الاخيرة، اغرورقت عيونه بالدموع فانهمرت كالمطر ،كان يعاتبها بصمت لِمَ لم تستاذنيني هذه المرة عندما قررت الرحيل كما تعودتُ منك ان تستاذنيني بالخروج لزيارة صديقاتك لماذا تركتينني وحيداً لماذا لماذا..؟ لكن لامجيب. وُرِيَ جثمانها الثرى فعاد الجميع الى منازلهم وتركوها لوحدها لكن حكيم اقسم على نفسه الاّ يعود والاّ يهدأ له بال ولايغمض له جفن الا بعد ان يرى من تسبب في وفاتها يقبع خلف القضبان حتى لايستهان بارواح البشر وحتى لاتكون هناك رحمه اخرى. تقدم جكيم بشكوى الى وزارة الصحه والتي بدورها احالتهم على اللجنه الطبيه والتي ابدت تفهماً ولكن كما يقال في اليمن الشريعه حبالها طويله...! فهل سينتصر الطب لمن تطفلوا عليه في ان يضع حداً لهذا الاستهتار بارواح البشر....؟ رحم الله رحمه واسكنها فسيح جناته وألهم اهلها وذويها الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون..،،،،،