كشفت اعترافات أدلى بها عناصر من تنظيم القاعدة تم اعتقالهم مؤخراً في مناطق مختلفة من اليمن، عن تشكيل جماعة “أنصار الشريعة” التابعة للتنظيم فرقة انتحارية مكلفة بتنفيذ هجمات مباغتة على منشآت عسكرية وأمنية وحكومية وممثليات غربية في كل من صنعاءوعدن وعدد من المناطق في البلاد . ونقلت صحيفة “الخليج” عن مصادر امنية قولها: أن الفرقة الانتحارية المشكلة من تنظيم القاعدة تضم في أغلبيتها يمنيين وسعوديين من عناصر التنظيم المتواجدين في البلاد، إلى جانب عدد من المتطوعين الأفارقة الذين تسللوا إلى البلاد عبر البحر للمشاركة في المواجهات المسلحة المحتدمة بمدن عدة في محافظة أبين إلى جانب مقاتلي جماعة “أنصار الشريعة” . وأشارت المصادر إلى أن الفرقة الانتحارية دشنت مهامها بتنفيذ هجمات انتحارية استهدفت مقر القصر الجمهوري وثكنات تابعة لقوات الحرس الجمهوري في البيضاء، وأنها بصدد تنفيذ هجمات جديدة وفق مخطط أعد من قبل القيادة الميدانية للتنظيم في اليمن . من جانب آخرت نقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مصادر أمنية وسياسية في اليمن إن تنظيم القاعدة يخطط للاستيلاء على مدينة عدن " الجنوبية" بعد تمكنه من بسط سيطرته على أجزاء كبيرة من محافظة أبين، وانتشار عناصره محافظات أخرى كحضرموت وشبوة والبيضاء. وأضافت تلك المصادر ان مئات من المسلحين الصومال ينتمون ل "حركة الشباب المجاهدين" وصلوا إلى الشواطئ اليمنية للمشاركة في الاستيلاء على عدن وغيرها من المدن، في سياق تنسيق بين المتشددين الإسلاميين في المنطقة والقرن الأفريقي، وأعربت تلك المصادر عن مخاوفها الشديدة من التحركات الجارية، ووصفت الاستيلاء على عدن بأنه " كارثة حقيقية ". وكان اللواء صادق حيد، مدير أمن محافظة عدن كشف عن اختفاء شاحنتين محملتين بالأسلحة خلال الفترة الماضية، حينما كانت في طريقها إلى مخازن إدارة أمن المحافظة، كما ذكر في مؤتمر صحافي. ودعا اللواء حيد وزارة الدفاع إلى سرعة التحقيق في الواقعة وكشف مصير تلك الأسلحة والجهة التي ذهبت إليها. وبدأ في عدن تنفيذ الخطة الأمنية السبت الماضي، والتي تهدف إلى حفظ الأمن بعد التدهور الأمني الواضح وانتشار المجاميع المسلحة في المدينة بصورة علنية، وتهديدات العناصر المسلحة بالدخول إليها عبر أبين. وتشهد مدينة عدن منذ أيام حالة انفلات أمني، كان أبرزها انتشار مسلحين يعتقد أنهم من " القاعدة " في عدد من شوارعها كما حدث في منطقة البريقة، ودار سعد، وخور مكسر، كما نهب مجهولون مبلغ 75 مليون ريال يمني من أموال البنك الزراعي. وحسب صحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية فان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كثف من أنشطته الإرهابية في مناطق جنوب اليمن، خلال الآونة الأخيرة، وبالأخص منذ أن بدأت القبضة الأمنية للمؤسستين الأمنية والعسكرية تتراخى في جنوب البلاد. ولقي مئات الجنود حتفهم وجرح المئات، أيضا، في عمليات نفذتها «القاعدة» في جنوب اليمن ضد معسكرات تابعة لدوريات الأمن وقوات الجيش في أبينوعدن ولحج وحضرموت والبيضاء، والأخيرة في المحافظات الشمالية، ووجهت أصابع الاتهام إلى قادة عسكريين بالتواطؤ مع التنظيم لمهاجمة تلك المواقع العسكرية. وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن مقاتلا صوماليا يكنى «مصطفى» أحضر إلى مدينة عدن بعد أن ألقي القبض عليه في إحدى النقاط الأمنية وهو مصاب بشظية في مؤخرة الرأس، وقد أسعف إلى أحد مستشفيات عدن تحت حراسة مشددة.