استبعد تقرير حكومي إمكانية تحقيق اليمن للهدف الثاني من أهداف التنمية الألفية "ضمان تمكّن جميع الأطفال ذكوراً وإناثاً في كل مكان من إكمال مرحلة التعليم الأساسي بحلول عام 2015". وأظهر تقرير "مؤشّرات التعليم في الجمهورية اليمنية" الصادر حديثاً عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم- حصل عليه "نيوز يمن"- أنه إذا ما استمر الاتجاه التنموي الحالي فإنه من غير المحتمل تحقيق هدف الألفية "100%" لإنهاء التعليم الابتدائي وهدف الإستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي "95%" للالتحاق بحلول عام 2015. وقال التقرير إنه نتيجة لمعدّلات التسرّب والإعادة المرتفعة فإن الكفاءة الداخلية لنظام التعليم العام في اليمن منخفضة، فالطالب يحتاج في المتوسّط إلى 8.8 سنة "8.1 سنة للذكور و9.9 سنوات للإناث" لإكمال الصفوف الستة الأولى من التعليم الأساسي. ولإكمال 9 سنوات من التعليم الإلزامي يحتاج الطالب في المتوسّط 15.9 سنة "14.7 سنوات للذكور و18 سنة للإناث"، وهذه الأرقام تظهر أن الحكومة ستكون قادرة على زيادة عدد الطلاب الذين يستكملون الصف السادس بنسبة 30% وزيادة عدد الطلاب الذين يستكملون الصف التاسع بنسبة 45% باستخدام نفس الموارد إذا لم يكن هناك أي إعادة أو تسرّب. أما معدّلات إتمام الدراسة فهي منخفضة "50%" فقط من أولئك الذين يلتحقون بالصف الأول يصلون إلى الصف النهائي من التعليم الأساسي، وهي أكثر انخفاضاً "38%" يواصلون إلى الصف النهائي من التعليم الثانوي. وأشار التقرير إلى أن معدّل الترفيع في الصفوف الابتدائية هي نسبياً أعلى للذكور من الإناث، إلا أن هذا الوضع يتغيّر في الصفوف الثانوية فهذا المعدّل يصل إلى 81% للفتيات و83% للفتيان في الصفوف "1-6"، أما في الصفوف الثلاثة المكمّلة للتعليم الأساسي فإن التسرّب المرتفع للفتيات يأخذ منحى التوازن مع معدّلات الإعادة المنخفض لينتج عن ذلك تقليل الاختلاف في معدّل الترفّع بين الذكور والإناث. وبخصوص التعليم الثانوي فمعدّلات الترفّع للإناث هي أعلى، وذلك يعود على الأغلب إلى انخفاض معدّلات الإعادة عن تلك التي للذكور. وأفاد التقرير بأن معدّلات التسرّب بالمثل هي مرتفعة خاصةً بين صفوف الفتيات، وتعتمد الحكومة الترفيع الآلي في الصفوف الثلاثة الأولى، إلا أنه مع ذلك معدّلات التسرّب من الصف الأول هي الأعلى "بين صفوف الذكور 19% والإناث 16%" من بين الصفوف الاثنتي عشر للتعليم العام. كما أن معدّلات الإعادة مرتفعة وبالذات بين صفوف الذكور، فهذه المعدّلات بين صفوف الذكور في جميع الصفوف هي أعلى من 5% ويصل في أعلى معدّل له إلى 9% للذكور في الصف الثاني عشر، ورغم أن هذا المعدّل هو أقل بين صفوف الفتيات، فهذه المعدّلات تصل إلى 4% وأكثر. وبالمثل كما يحصل بين صفوف الذكور فمعدّل الإعادة يرتفع إلى 7% في الصف الثاني عشر، وبعض الدراسات المستقلة أظهرت أن معدّلات الإعادة في الواقع هي أعلى من تلك التي في السجلات الإدارية الرسمية. ولفت التقرير الرسمي إلى تقييم تقرير البنك الدولي عن وضع التعليم العام في اليمن، وأوضح أنه على الرغم من تحقيق اليمن لمعدّلات التحاق إجمالية مهمة وخاصة بين صفوف الفتيات إلا أن هذه المعدّلات تظل تحت المتوسط في المستوى الابتدائي "الأساسي" وتقريباً هي نفسها في المستوى ما بعد التعليم الأساسي وذلك بالمقارنة دولياً مع الدول منخفضة الدخل ومجموعة دول المسار السريع. وعلى الرغم من التحسّن خلال العقد الأخير إلا أن اليمن حقّقت نجاحاً متواضعاً فيما يخص تعليم الفتاة، فمعدّلات الالتحاق الإجمالية في التعليم الابتدائي في اليمن كانت أقل بكثير عن المتوسّط في الدول منخفضة الدخل ومجموعة المسار السريع، وهذا النمط وجد في التعليم الثانوي أيضاً ومع ذلك فإن الفجوة بين متوسّط الدول منخفضة الدخل ومتوسّط اليمن قد ضاقت. وبيّن التقرير الحكومي حدوث تحسّن في الالتحاق بالصف الأول خلال العقد الأخير، إلا أن 25% من الفتيات لم يلتحقن بالمدرسة نهائياً. كما أن التحاق الذكور يبدو عليه الركود فعدد الذكور الملتحقين في التعليم الأساسي حالياً كان بنفس المستوى منذ خمس سنوات سابقة، ومعدّلات الالتحاق للفئة العمرية 6- 14 سنة من العمر في الحضر والريف تظهر عدم التحسّن مقارنةً بعامي 1998 و2005. في حين أن معدّل القبول في الصف الأول ظل كما هو وسبب هذا الركود هو انخفاض معدّلات البقاء، بالإضافة إلى ذلك وبسبب تراجع معدّلات البقاء كان عدد الذكور الملتحقين في المدارس الثانوية منخفضاً عما كان عليه في خمس سنوات سابقة "367 ألف" مقارنةً ب "386 ألف". وأشار التقرير إلى التفاوت الكبير في معدّلات الالتحاق بين المحافظات وبالذات بين صفوف الفتيات، ففي الوقت الذي كانت فيه معدّلات التحاق الذكور نسبياً هي نفسها بين المحافظات، فإن الاختلاف في معدّلات التحاق الفتيات بين المحافظات حيث الفرق بين أعلاها وأقلها 52 نقطة مئوية. فالمدى يبدأ من مدينة صنعاء ب 84% وينتهي ب 32% للفتيات الملتحقات في صعدة والمتوسّط الوطني هو 56%. وعلى الرغم من أن الأسباب وراء هذا الوضع يتطلّب التقصّي بدراسات ميدانية، إلا أن الفقر ربما يلعب دوراً مهماً في الالتحاق بالمدرسة، حيث أن الفجوة في معدّل الالتحاق في إطار المحافظة هي أيضاً متفاوتة بشكل كبير. ففي إطار محافظة الحديدة فإن مدينة الحديدة وما جاورها من مديريات حضرية يصل فيها معدّل الالتحاق الإجمالي 100% للذكور والإناث وبالمقابل فإن هذا المعدّل في عدد من المديريات الجنوبية "مثل بيت الفقيه" يقل عن 30%.