في تاريخ الشعوب والأمم صفحات ناصعة وأيام تاريخية لا تنسى كونها أيام التغير من حال أسوأ إلى حال أفضل ، وفي حياة الشعب اليمني وقفت عندها حالة حبس الأنفاس والحزن والصدمة منذ أحد عشر شهراً وستة أيام ، وذلك ما دفعني إلى كتابة هذه الكلمات والسطور بشغف لموضوع شغل الملايين على طول وعرض الساحة اليمنية ألا وهو قرار الأخ الرئيس بالتنحي ، وإن المتأمل والمستمع لعبارات الترجي للأخ الرئيس من كافة المواطنين لهو يعكس مدى الحب والتقدير والاحترام والمودة من الشعب لقائدهم ، ولقد أثلج صدري وصدور أبناء شعبنا عندما شاهدت على شاشة التلفاز خلال المؤتمر السابع الاستثنائي المناشدات من جميع أعضاء وممثلي المحافظات بجميع مؤسساتها ، وهم يهجون بكلمات اللوم بأنه كيف تتخلى عن اليمن الذي هو في أمس الحاجة إليك ، ورغم المسيرات في جميع المحافظات التي أعتقد أنها لا تناشد شخصية الرئيس فحسب وإنما ناشدت ضمير إنسانية علي عبدالله صالح، بأن يعدل عن قراره عدم ترشيح نفسه . ومن محافظة الحديدة حملت رسالة أبنائها من قياديين ومثقفين وعلماء وشباب مضمونها: أيها الرئيس نحن عرفناكم رجلاً شجاعاً مقداماً حراً أبياً تجلى ذلك أمامنا في عدة مواقع كان أولها عندما تقدمت لترشيح نفسك لقيادة البلاد حينما عزف الكثير من عشاق السلطة والسياسة عن قيادة البلاد، وحققت ما لم يحققه غيرك ، وكانت شجاعتك الكبرى في تحقيق الوحدة وتأسيس النهج الديمقراطي والشوروي وحرية الرأي والرأي الآخر في حق النقد وحرية الصحافة وحرية الترشيح للمشاركة بالحكم بأسلوب عصري تنافسي ليكون ترشيح رئيس الجمهورية من قبل الشعب ، والآن وبالتحديد في تاريخ 24 6 2006م حققت نفس الشجاعة ، واحترمت رغبات شعبك الذي لم يكف عن المناشدة والصيحات حتى عدلت عن قرارك غير المقبول نهائياً ، وقد امتثلت لإرادة الشعب ؛لأنك مواطن من الشعب، والشعب اختارك لتكمل المشوار الذي بدأته ، ولقد تقبلت كل المناشدات وعبارات اللوم بسعة صدر لأنها محبة وليست كما يفسرها بعض الحاقدين الذين يتصورون بأن غضب المحب كراهية وعبارة المناشدة واللوم لصدق مشاعرهم الفياضة بالحب نحوك بالبقاء معهم جعلهم يفيضون بمشاعرهم العفوية نحوك للبقاء في الرئاسة والعدول عن التنحي والحمد لله الحمد لله لاستجابتك لإرادة الشعب. وأخيراً همس في أذني الأخ/محمد صالح شملان، محافظ محافظة الحديدة بأن قال لي : لن تنجب اليمن أبداً رجلاً مقداماً وشجاعاً وصبوراً ومحنكاً وعظيماً ذي نظرة ثاقبة كمثل الأخ/علي عبدالله صالح، الذي لبى نداء شعبه المحب له دوماً وعدل عن قرار التنحي واستجاب لإرادة الشعب المخلص لقائده.