اليوم.. انتهت الامتحانات العامة «أساسية وثانوية» وأصبح جميع الطلاب في إجازة الصيف.. وهي إجازة قاتلة، لأن الفراغ قاتل، والتلاميذ، والطلاب من سنة أولى أساسي حتى الثالث الثانوي، وحتى الطلاب الجامعيين يمرون في مرحلة من مراحل العمر الخطرة.. أي أن من خصائصهم خلال هذه المراحل تمتعهم بطاقات هائلة من النشاط والحيوية الجسمية والعقلية التي يمكن أن يستفاد منها جداً فيما لو استغلت استغلالاً جيداً خلال العطلة الصيفية.. وذلك عبر شغل فراغ الإجازة في أنشطة، وفعاليات يمارس فيها الطالب هواياته من خلال أنشطة حرة يمارس فيها النشاطات والهوايات الي يميل إليها. إضافة إلى ذلك تكون هناك نشاطات مجدولة تهتم بالجوانب العلمية والمهارية تهدف إلى تقوية الطلاب دراسياً في المواضيع الإنسانية والطبيعية، والمهارات التربوية، بغرض تحسين ورفع مستواه الدراسي علمياً ومهارياً.. بحيث تترك المواضيع لاختبار الطلاب، لأنهم أعلم بحاجتهم، ونقاط ضعفهم. نحن نسمع أن هناك إعداداً، واستعداداً لفتح معسكرات، أو مراكز صيفية من قبل وتحت رعاية الوزارات المعنية بالشباب، والطلاب.. وهذا عمل جميل، ورائع، ومفيد جداً.. إذا ما خطط له، وأعد له إعداداً سليماً ، واختيرت له الكوادر ذات الكفاءة والقدرة في إدارة وتنفيذ بل وبرمجة، وتخطيط الأنشطة والفعاليات بصورة تغطي فترة إقامة المركز، وأيامه وشغل كل لحظة من لحظات اليوم منذ الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، وحتى وقت النوم في الساعة العاشرة مساءً.. وذلك كي لا تتحول المراكز الصيفية الى ملل الفراغ المحصور في حدود المركز، مما قد يحوله إلى شبه سجن حشر فيه الطلاب.. الأمر الذي قد ينعكس سلباً على نفسياتهم وتفكيرهم وسلوكياتهم، وتصبح الفائدة خسارة، وكأنك يابو زيد ما غزيت بقدر ما غُزيت «بضم الغين وكسر الزاي» بالضرر. مهم جداً أن نتنبه أيضاً إلى أن هناك جمعيات قد علقت إعلاناتها في الشوارع عن فتحها وترويجها لمراكز صيفية.. وأنا لست ضد ذلك لكن لا بد من معرفة اختصاص مثل هذه الجمعيات في مثل هذا الجانب، وعلاقتها به، وهل تجيز لها تراخيصها القيام بمثل هذا النشاط «إقامة مراكز صيفية» أم لا تجيز؟ وذلك حتى لا نقع في المحظور، وكما يقال «الوقاية خير من العلاج».. وإذا كان من حق هذه الجمعيات أن تقيم مراكز صيفية للطلاب والشباب فشيء حسن لكن يجب أن تكون تحت إشراف الجهات المختصة كوزارتي الشباب والتربية.